رغم نفي المسؤولين.. كيف روجت قطر لـ"تدويل الحرمين" بوسائل غير رسمية؟
من جديد، يواصل مسلسل المراوغة القطرية، والتي يمارسها تنظيم الحمدين الحاكم في قطر، حلقاته، في ظل إحياء الدعوة إلى ما يسمى بـ"تدويل الحرمين"، وهو ما يمثل انتهاكا صارخا للأعراف والقيم الدينية، بالإضافة إلى كونه تحد جديد للمملكة العربية السعودية، والتي تعد القوى الأكبر في منطقة الخليج، وأحد القوى الرئيسية المؤثرة في منطقة الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من مسارعة مسئولي قطر، وعلى رأسهم وزير خارجية الإمارة الخليجية محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بنفي ما تم تداوله حول إثارة هذه القضية، إلا أن السلوك القطري غير الرسمي اتسم بعداونيته الشديدة تجاه المملكة العربية السعودية، وذلك على عدة مسارات متوازية، سواء من خلال أذرعه الإعلامية أو الإليكترونية أو حتى عن طريق النشطاء الموالين لقطر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
دعوات للتقسيم
لم تكن الدعوة القطرية لـ"تدويل الحرمين"، بما تحمله من انتهاك صريح لسيادة المملكة العربية السعودية، هي بداية حملة التصعيد من قبل قطر، تجاه المملكة، حيث ظهرت الدعوة إلى تقسيم السعودية إلى دويلات من قبل الناشطة اليمنية توكل كرمان، والمعروفة بموالتها لقطر وجماعة الإخوان الإرهابية، بالإضافة إلى هجومها الدائم للدور الذي يلعبه التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
في تغريدة مسيئة من كرمان في بداية شهر فبراير الجاري، دعت توكل كرمان إلى تقسيم أقاليم المملكة العربية السعودية، إلى عدة مناطق تخضع لحكومة فيدرالية، بشكل مؤقت، بحيث يتم التصويت على الاستقلال بعد ذلك من قبول شعوب تلك المناطق.
أكاذيب تسييس الشعائر
تسييس الشعائر الدينية لا يمثل أكذوبة جديدة من قبل إمارة قطر، حيث سبق للإمارة الخليجية أن تشدقت بهذه الإدعاءات الكاذبة إبان موسم الحج في العام الماضي، حيث بدأت حينها الدعوة لـ"تدويل الحرمين"، إلا أن إعلام الإمارة الخليجية اتجه من جديد لتناول هذه الأكاذيب بالتزامن مع إحياء الدعوة المشينة، والتي يراها قطاع كبير من المتابعين أنها لا تسيء فقط إلى المملكة، ولكنها تنتهك في حقيقتها الشعائر المقدسة.
لم يكتفي الإعلام القطري، وفي القلب منه قناة "الجزيرة"، على الإساءة للمملكة، واتهامها كذبا بتسييس الفريضة الدينية، ولكن سعت إلى استثارة الفوضى عبر بث الشائعات والأخبار الكاذبة التي توحي بوجود حالة من الصراع في الداخل السعودي في المرحلة الحالية، على غير الحقيقة.
سياسة "الهاشتاج"
وفي الوقت الذي نفى فيه مسئولو قطر إثارة مسألة "تدويل الحرمين"، تحولت الإمارة إلى استخدام سياسة "الهاشتاج" التي تتبعها، لفرض رؤيتها عبر المسالك غير الرسمية، والتي تستخدم خلالها الحسابات المزورة، من أجل إثارة قضية ما وتقديم رسائل في حقيقتها تمثل الرؤية الرسمية للإمارة الخليجية.
وفي هذا الإطار دشن القطريون هاشتاج بعنوان "#نطالب_بتدويل_الحرمين"، والذي تصدر موقع "تويتر" في قطر، حيث روجت من خلاله الحسابات الموالية لتنظيم الحمدين الحاكم في قطر إلى نفس الرسائل التي سعت قناة "الجزيرة" إلى بثها، عبر شاشاتها في الأيام الماضية، وهو ما يعكس نوايا الإمارة السيئة تجاه المملكة، ولكن ربما تجاوز الأمر ذلك من خلال الدعوة التي تبناها بعض المغردين لفصل مكة والمدينة عن السيادة السعودية، وهو ما يتواءم مع تغريدات التقسيم التي أطلقتها توكل كرمان قبل أيام.
إلا أن الهاشتاج، لاقى تفاعلا كبيرا من قبل العديد من المغردين العرب، والذين أعربوا عن استياءهم جراء الدعوة القطرية، سواء بالسخرية من الدعوة التي تتبناها قطر تارة، أو بإلقاء اللوم على تنظيم الحمدين الذي تجاوز كافة الخطوط الحمراء من جديد بإثارة مثل هذه الدعوة.
اقرأ أيضًا..
دعوات قطر لـ"تدويل الحرمين".. قبلة حياة لأزمتها أم لدق طبول الحرب؟