وزير دفاع قطر يستجدى وساطة ترامب في الأزمة الخليجية دون ضمانات
"يمكنكم إنهاء الحصار المفروض على قطر فقط بمكالمة هاتفية"، هكذا كانت رسالة وزير الدفاع القطري خالد بن عبد الرحمن العطية إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من خلال حوار أجراه مع مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، وذلك خلال الزيارة التي يقوم بها المسئول القطري ضمن وفد من الوزراء إلى العاصمة الأمريكية واشنطن.
يبدو أن إمارة قطر مازالت تراهن على الدور الأمريكي، وتحاول الضغط على مسئولي إدارة ترامب من أجل التدخل للقيام بدور بارز لإنهاء الأزمة التي تعانيها جراء قرار الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب بمقاطعتها في يونيو الماضي.
ضمانات غائبة
المسئول القطري المثير للجدل أكد أن الرئيس ترامب لا يحتاج أكثر من اتصال هاتفي، من أجل انهاء الأزمة مع الجيران، بينما لم يقدم في المقابل أي بادرة حول تقديم ضمانات من شأنها حماية أمن واستقرار دول الجوار، أو عدم التدخل في شئونهم الداخلية.
يقول المحلل الأمريكي إيريك هيندرسون أن الأزمة القطرية أثارت انقساما واضحا داخل أروقة الإدارة الأمريكية، ففي الوقت الذي أشاد فيه ترامب، مع بداية الأزمة، بقرار الدول العربية الأربعة، بدت وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين أكثر حيادية، ربما بسبب وجود قطر كحليف رئيسي للولايات المتحدة، كذلك وجود قاعدة العديد العسكرية داخل الأراضي القطرية.
وأضاف هيندرسون، في مقال له بموقع "أمريكان كونسيرفاتيف"، أن الموقف الأمريكي الحالي ربما أصبح أكثر هدوءا تجاه الأزمة الخليجية، على الرغم من الحوار الاستراتيجي الذي أجرته الولايات المتحدة مع قطر، حيث أن مسئولي إدارة ترامب مازالوا لم يتخذوا إجراءا من شأنه الوساطة حتى الآن.
يبدو أن ما ذكره الكاتب الأمريكي كان السبب الرئيسي في حديث العطية مع المجلة الأمريكية، والذي أكد، بالرغم من تعويله على الموقف الأمريكي من الأزمة، أن الولايات المتحدة مازال أمامها الكثير من الخطوات التي ينبغي أن تتخذها لإنهاء الأزمة.
الملف الإيراني
من جانب آخر، الموقف القطري من إيران هو الأخر هو أحد المعوقات التي ربما تنظر إليها الإدارة الأمريكية قبل أن تقوم بأي دور لإنهاء أزمة قطر، خاصة وأن الورقة الإيرانية تعد أحد الأوراق التي تحاول قطر استخدامها لابتزاز الولايات المتحدة.
يقول موقع "ساينس مونيتور" في تقرير له أن الملف الإيراني هو أحد أهم القضايا التي تثير تحفظات ترامب تجاه قطر، وبالإضافة إلى كونه أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى مقاطعة قطر، وبالتالي فمن الصعب أن تقوم الولايات المتحدة بأي خطوة حيال الأزمة القطرية دون تنازل قطري واضح في عدد من القضايا الخلافية وعلى رأسها الملف الإيراني.
إقرأ أيضا
خلال زيارة أكبر وفد قطري لأمريكا.. كيف تحاول الدوحة إغراء ترامب؟