التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 04:33 م , بتوقيت القاهرة

خلال زيارة أكبر وفد قطري لأمريكا.. كيف تحاول الدوحة إغراء ترامب؟

بعد مرور ما يقرب من ثمانية أشهر كاملة من اندلاع الأزمة الخليجية، يبدو أن قطر مازالت تطرق أبواب القوى الدولية الكبرى، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، للقيام بدور الوسيط بينها وبين دول الجوار، وذلك بالرغم من الفشل الذريع الذي أصاب محاولاتها السابقة في البحث عن وساطات دولية لإنهاء الأزمة، والتي شملت العديد من القوى الغربية، وهو ما اعتبره قطاع كبير من المحللين إهانة للدور الذي تلعبه دولة الكويت منذ قرار قطع العلاقات الدبلوماسية الذي اتخذته الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب.


المحاولات القطرية تتجدد لاستجداء الولايات المتحدة للقيام بدور جديد في الوساطة بين الإمارة الخليجية المارقة، وجيرانها العرب، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها الإمارة الخليجية، حيث يزور حاليا وفد وزاري قطري، مكون من وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير الدفاع خالد من محمد العطية، ووزير المالية علي شريف العمادي، ووزير الاقتصاد والتجارة أحمد بن جاسم آل ثاني الولايات المتحدة حاليا للقاء مسئولين ف إدارة ترامب.


الوفد القطري يبدو أنه يحمل في جعبته العديد من العروض التي تهدف إلى إغراء إدارة ترامب، من أجل استقطابها إلى صفها في مواجهة الأزمة التي تعيشها قطر منذ ما يقرب من ثمانية أشهر كاملة.. "دوت خليج" يرصد أهم عناصر الصفقة التي تسعى قطر إلى إبرامها مع الرئيس الأمريكي وإدارته خلال الزيارة الراهنة:


قاعدة العديد


يبدو أن قاعدة العديد العسكرية، والتي يقع مقرها في الدوحة، هي أحد الأسلحة التي سعت الإمارة الخليجية إلى استخدامها للضغط على الولايات المتحدة منذ بداية الأزمة الخليجية، وبالتالي تمثل أحد أركان الصفقة القطرية، حيث كشفت قناة الغد في تقرير لها، أن مسئولي قطر عرضوا على أعضاء إدارة ترامب توسيع مساحة القاعدة الأمريكية وتحويلها إلى مدينة متكاملة يعيش فيها الجنود الأمريكيين مع أسرهم على أن تدفع حكومة الدوحة كافة التكاليف المعنية.


ولكن بالرغم من الإغراءات القطرية، يرى عدد كبير من أعضاء الكونجرس أن تلويح قطر بإسهاماتها بقاعدة العديد الأمريكية لا يعني غض الطرف عن تصرفاتها، حيث اعتبروا أن وقف الدعم القطري للإرهاب هو الأساس.


إقرأ أيضا: مشرعون أمريكيون يرفضون إغراءات قطر.. ويدعونها لوقف دعم الإرهاب


صفقات اقتصادية


لعل الجانب الاقتصادي هو أحد النقاط التي يركز عليها مسئولي قطر، في ظل تركيز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هذا الجانب، بحكمه عمله الأصلي كرجل أعمال، وهو الأمر الذي بدا واضحا في برنامجه الانتخابي، حيث تسعى قطر لإغراء الإدارة الأمريكية بالمزيد من الاستثمارات خلال المرحلة المقبلة، وهو ما يساهم بصورة كبيرة في تحسين الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة.


إقرأ أيضا: للحصول على دعمها السياسي.. بهذه الطريقة تحاول قطر مغازلة إيطاليا


الموقف من القدس


في الوقت الذي تحركت فيه الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب، وعلى رأسهم مصر والمملكة العربية السعودية، بالتحرك على المستوى الدولي لرفض قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، نجد أن الجانب القطري لم يحرك ساكنا فيما يتعلق بهذه القضية.


الإعلام القطري، وفي مقدمته قناة "الجزيرة" القطرية، تجاهل قرار ترامب، في الوقت الذي سعى فيه إلى التقليل من شأن المواقف العربية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، من أجل إلهاء الرأي العام العربي عن التقاعس القطري عن دعم الفلسطينيين، رغم ما تشدقت به قطر لسنوات طويلة حول دعمها للفلسطينيين.


إقرأ أيضا: المعلمي: الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أمر باطل


اللوبي اليهودي


الموقف القطري المتقاعس تجاه الهوية العربية للقدس، تزامن مع تحركات قام بها تنظيم الحمدين الحاكم في قطر لمغازلة اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة بهدف استرضاءهم، وذلك للضغط على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من أجل تغيير موقفه من دعم الإمارة للإرهاب.


الإمارة الخليجية قامت خلال الأشهر الماضية بتوظيف عدد من شركات العلاقات العامة في الداخل الأمريكي بهدف تصدير صورة مغلوطة عن قطر أمام القيادات اليهودية في الولايات المتحدة، وذلك بهدف تحسين صورة الإمارة فيما يتعلق بالاتهامات التي تلاحقها بدعم الإرهاب.


لم يتوقف التحرك القطري عند هذا الحد، ولكنها قامت في المقابل بدعوة بعض الكتاب والمدافعين عن اليهود في المجتمع الأمريكي لزيارة قطر، ومن بينهم زعيم المنظمة الصهيونية الأمريكية مورتون كلاين، والذي زار قطر في أوائل شهر يناير الجاري، بالإضافة إلى الكاتب الأمريكي الآن ديرشوفيتز، والذي تزامنت زيارته مع وجود أحد لاعبي التنس الإسرائيليين في العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في بطولة قطر المفتوحة للتنس، وذلك بهدف تصدير صورة مغلوطة عن الانفتاح القطري.


إقرأ أيضا: السلاح المزدوج.. "إسرائيل" وسيلة قطر لتشويه الخصوم والتقرب من أمريكا 


اتفاقية وقف دعم الإرهاب


خلال زيارته الأولى لقطر بعد اندلاع الأزمة، تمكن وزير خارجية الولايات المتحدة ريكس تيرلسون من الضغط على مسئولي الإمارة الخليجية، للتوقيع على اتفاقية وقف تمويل التنظيمات الإرهابية، وهي الخطوة التي حاول وزير الخارجية الأمريكي أن يستغلها لإقناع الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب بإنهاء إجراءاتها تجاه قطر دون جدوى، إلا أن الإمارة الخليجية ربما تستخدم هذه الاتفاقية كورقة ضغط على إدارة ترامب.


إقرأ أيضا: هل تسعى قطر إلى توريط الإدارة الأمريكية وتغيير بوصلتها عن محاربة الإرهاب ؟