ثورة على الخدم وراء اختراع غسالة الأطباق
ثارت السيدة "جوزفين" حين كسر أحد طاقم الخدم في قصرها بعض الأطباق الخزفية الثمينة الخاصة بها بعد انتهاء أحد الحفلات التي اعتادت هي وزوجها السياسي المرموق في ذلك الوقت في ولاية "إلينوي".
السيدة جوزفين سيدة ثرية من نبلاء شيكاغو، ولدت لتكون محاطة بالأناقة والرفاهية والخدم، لم تعرف يوماً كيف يكون غسيل الصحون ولم تهتم أو تكترث لأعمال المنزل، لكن أثار حفيظتها تكسير الخدم لصحونها الخزفية الثمينة مما جعلها تتحدث مع زوجها حول ذلك الأمر، قائلة "إذا لم يقم أحد باختراع غسالة للصحون، فسأقوم أنا بذلك "
تحدي ورغبة في الشهرة
سخر زوجها من المقولة، لكنها كانت تعنيها، فالسيدة جوزفين محبة للأضواء ومثل هذا الاختراع سيجعلها نجمة ساطعة في مجتمعها، وكان ذلك من أهم محفزات النجاح لديها.
جمعت جوزفين مجموعة من أطباقها وأوانيها، واتجهت إلى كوخ مجاور وملحق بقصرها لتبدأ تجربتها الأولى.
قامت باستعمال سلك معدني سميك في صنع حجيرات صغيرة توضع فيها الأطباق والفناجين، ثم قامت بتثبيتها حول عجلة وضعت داخل غلاية نحاسية كبيرة، ثم قامت بصنع محرك يقوم بعملية رش ماء ساخن مختلط بالصابون من أسفل الغلاية إلى أعلى ليعاود الهبوط بشكل رذاذ يزيل الاتساخ من على الأواني.
غسالة "كوشرين"
بعد تأكد جوزفين من نجاح فكرتها، أعدت حفلة كبيرة في منزلها دعت إليها جميع أصدقائها، لتزيح الستار عن اختراعها الجديد الذي أبهر جميع الحضور وأطلقوا عليها " غسالة كوشرين"
انهالت الطلبات على جوزفين من جميع الأصدقاء، والمطاعم وأيضا الفنادق وذلك بعد أن تأكد الجميع أن " غسالة كوشرين" هي الوسيلة الأكيدة لغسيل الصحون بشكل فعال دون كسرها ودون الحاجة لمزيد من الخدم.
يوم عرفها فيه التاريخ
في ديسمبر 1886 سجلت السيدة "جوزفين" براءة اختراعها كأول غسالة أطباق عرفها العالم، كما أسست أول شركة لصناعة غسالات الأطباق.
لتظل نساء العالم أجمع يدينون للسيدة "جوزفين" بالفضل مدى الحياة.