مرور عام على عودة "غروب الشمس" لمتحف فان جوخ
كتب- أحمد بلال:
عندما تبحث بين الأشياء القديمة المخزنة في سندرة منزلك، ربما لن تجد شيئاً ذو قيمة إلا إن كنت محظوظاً بما فيه الكفاية، لتجد مثلا لوحة تقدر بالملايين... هذا بالضبط ما حدث، لوحة مفقودة منذ أكثر من قرن للفنان العالمي الهولندي فنسنت فان جوخ، ظلت لسنوات عديدة في سندرة منزل مواطن نرويجي.
لوحة Sunset at Montmajour أو "غروب الشمس في مونماجور"، رسمها فان جوخ عام 1988، وبعد عشر سنوات، اشتراها نرويجي يهوى جمع اللوحات، وخزنها في سندرة منزله، وبقيت قابعة في تلك السندرة لتتراكم عليها طبقات الغبار أكثر من 90 عاماً. حتى 1991، حين عرضت من قبل مالكيها على متحف فان جوخ، لينكرها المتحف ويُرجح أنها نسخة مقلدة.
وترجع أهمية اللوحة، في كونها رسمت خلال الفترة الأكثر أهمية في حياة فان جوخ الفنية، حيث رسم في تلك الفترة لوحات مثل "عباد الشمس"، و "البيت الأصفر" و "غرفة النوم"، وتصور اللوحة الغسق في التلال، والمناظر الطبيعية لغابات مونماجور، إلى جانب حقول القمح، وأطلال دير قديم.
لكن لماذا وضع النرويجي لوحة كتلك في سندرة منزله؟
كانت تلك اللوحة ضمن المجموعة التي يملكها شقيق فان جوخ، باعها لمعرض فني في باريس عام 1908، ومن ثم اشتراها النرويجي، حينها تدخلت جوانا أرملة فان جوخ في المشهد، وأعلنت أن تلك اللوحة وهمية، ولا تمت بأي صلة لفان جوخ، فرجع النرويجي من باريس إلى بلاده، وخزنها في سندرة منزله، بعد أن أخبروه أنها لوحة بلا قيمة. وبعد أكثر من 20 عاماً، اكتشف متحف فان جوخ بأمستردام، حجم الخطأ الذي وقع فيه بإنكاره للوحة الأصلية، فمع التطور التكنولوجي، أثبتت الاختبارات الكيميائية، وتحليل الأشعة السينية، أن اللوحة فعلاً تعود إلي عام 1988.
ما الذي ينفي ادعاء جوانا فان جوخ، ويثبت نسبها إلي الفنان العالمي؟
في رسالة بتاريخ يوليو 1988 كتبها فان جوخ، ذكر فيها أنه ذهب أكثر من 50 مرة لبلدة مونماجور بإقليم بروفنس الفرنسي، ليشاهد فقط التلال". هكذا وبجملة بسيطة كتبها بدون قصد في إحدى رسائله، تأكد المتحف من نسبة اللوحة إلى فان جوخ، وأعلن رسمياً في 9 سبتمبر 2013، أن لوحة Sunset at Montmajour أو " غروب الشمس في مونماجور" لوحة جديدة تم اكتشافها لفان جوخ.