التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 05:13 ص , بتوقيت القاهرة

حواء تسقط "عمدًا" من ذاكرة آدم.. "اسم المرأة عورة" !

ترتيبها في العائلة يجعلها الأحق باسم أبيها عندما ينادونه بـ"أبو فلان"، لكن الأخ الأصغر يحصل على مَزِية التصاق اسم أبيه دون تفسير مقنع لتلك الصغيرة سوى أنه "الولد".. بعد سنوات تفاجئ أن نَصّ دعوة الزفاف تجاهل حروف اسمها المنتهي بتاء التأنيث، ويحل بدلًا منه حرف أجنبي مختصر.. بعد ذلك يتحرج الزوج من ذكر اسمها في الأماكن العامة، فيطلق عليها اسم أحد أبنائه. ثلاثة مشاهد في حياة بعض الإناث، بعضهن راضيات بقانون العيب، والبعض الآخر يتساءلن: هل اسم المرأة عورة؟!

طٌرح السؤال المسكوت عنه على بعض المواطنين في الشارع المصري، مؤيدو قانون العيب (من الرجال والنساء)، استهجنوا معرفة الغرباء لـ اسم المرأة، أحد المواطنين اعتبر أن أصوله الصعيدية تمنعه من تقبل ذلك، وافقته في الرأي فتاة لا ترغب في أن يناديها أحد باسمها في المطلق، بينما أعطت زوجة شابة لشريكها الحق في اختيار أي اسم وفق إرادته.
رجل وامرأة في مرحلة الأربعينات اختارا أسمي أبناءهم بديلًا لاسم الزوجة "أم عبده" و" أم مؤمن"، بينما تحير شاب لم يرزق بأطفال في الطريقة المثلى لمناداة زوجته، فقرر أن يعطيها اسمه الشخصي. على النقيض، اعتبر فريق آخر أن نطق اسمها على الملأ ليس عيبًا، وحينما طُلب منهم معرفة الاسم تجاوبوا سريعًا ولم يترددوا أيضًا في ذكر اسم التدليل أيضًا.

في بعض المناطق الشعبية يصاغ السؤال عن المرأة المتزوجة في عدة أشكال مثل: "أخبار عيالك إيه؟"، والمقصود بـ "العيال" الزوجة، وتستبدل في بعض الأحيان بكلمتي "البيت"، و "الجماعة". وفي دعوات الزفاف يُكتب اسم والدي الخطيبين والعريس فقط، ويطبع بدلًا من اسم العروس، الحرف الأول من اسمها باللغة الإنجليزية، أو يكتب "كريمة فلان". رغم أن معظم المدعوين يعرفون اسم الزوجة مسبقًا.
ورد في مقال نُشر بمجلة المجتمع الكويتية، للمفكرة الإسلامية السورية، والأستاذة الجامعية في قسم الشريعة عابدة المؤيد العظم، "أن الرسول ? كان يصرح بأسماء زوجاته دون حرج، فقال لرجلين: "على رسلكما، إنما هي صفية"، وتواترت أسماء أمهات المؤمنين بالأحاديث المروية عن الصحابة من الرجال، وتروى الأحاديث عن السيدة "عائشة" باسمها الصريح"، وفي القرآن الكريم سُمّيت سورة "مريم" دون لقب أو مواربة، وتكرر اسمها مرات عدة في القرآن الكريم دون تكنية.
وأضافت أن "الرجل كان يُنسَب أحياناً إلى أمه دون أبيه وتجري بذلك ألسنة الرسول وأصحابه الكرام، مثل عبد الله بن بجينة (اسم أمه)، واسماعيل بن علية، وأشار الله في بعض المواضع في القرآن إلى عيسى بقوله: "ابن مريم".
تقول دكتور زينب المهدي، استشاري الصحة النفسية والرعاية الأسرية، إن المجتمع الذكوري جعل الرجل لا يدرك قيمة المرأة ويخجل من اسمها، وينظر إليها على إنها عورة، ما جعله يهتم بالقشور والسطحية، والهوس لكل ما هو فارغ، وأضافت: "في علم النفس فيه حاجة اسمها التسلط المبالغ فيه، أو فرض السيطرة، عشان يثبت الرجل وجوده لابد يقعد زوجته في قمقم ويتحكم في شكلها واسمها".
وطالبت استشاري الصحة النفسية، الرجل بإعطاء الرجل لزوجته جزءًا من الثقة، بدلًا من التحكم الزائد والمعاملة السيئة، لأن هذا الكبت قد يدفع المرأة لإخراج الطاقة السلبية في شرب السجائر أو الكحوليات. وأكدت على ضرورة توضيح خلط المفاهيم الدينية لدى الرجل لمعرفة أن اسمها ليس سرًا.
وأشارت زينب المهدي، إلى ضرورة محاولة المرأة تغيير مفهوم زوجها الخاطئ، بشكل غير مباشر من السنة النبوية، لأن النصح لن يجدي نفعً؛ لأن طبيعة الرجل ترفض النصح.