ريفيو| Jungle Book فيلم بقصة قديمة وتصوير جديد
ربما يعيش معجبو "ديزني" الآن عصرهم الذهبي مع موضة تحويل العديد من أفلام ديزني الكلاسيكية إلى أفلام سينمائية، ففي 2010 حصلنا على فيلم "أليس في بلاد العجائب" وفي 2015 جاء فيلم "سندريلا" والآن يعرض فيلم Jungle Book.
على غرار فيلم "سندريلا" لا تتغير قصة الطفل موجلي عن فيلم الكارتون الذي أنتج عام 1967، فهو الطفل الذي يتبناه قطيع ذئاب بقيادة الذئب أكيلا "جيانكارلو اسبوزيتو" والذئبة راكشا "لوبيتا نيونجو" بينما يسعى النمر شريخان "إدريس إلبا" لقتله، وهناك أيضا فريق حيوانات الغابة من أصدقاء الطفل، وهم الدب بالو والفهد باجيرا وملك القرود لوي والثعبان كا.
المخرج جون فافرو لم يخرج عن الإطار التقليدي لكنه جمع طاقم تمثيل من الدرجة الأولى، فلدينا لوبيتا نيونجو الحائزة على الأوسكار، وكذلك السير بن كينجسلي وإدريس إلبا وسكارليت جوهانسون وكريستوفر والكن، الذين لن نراهم بالطبع لكن كان أدائهم الصوتي من أفضل ما في الفيلم.
بالنسبة للمؤثرات تظهر هنا مهارة "جون فافرو" فهو مخرج سلسلة Iron Man بكل تقنياتها ومؤثراتها، ولم يبخل أبدا هذه المرة أيضا في المؤثرات الصوتية أو المرئية لدرجة أنك لو لم تعرف القصة فسوف تعتقد أن الحيوانات في الفيلم حقيقية وليست من إنتاج الكومبيوتر مائة في المائة.
ويشار هنا لأداء إدريس إلبا في دور النمر شريخان الذي يسعى للانتقام من البشر بقتل طفل بشري، وبن كينجسلي في دور الفهد "باجيرا" والذي أداه بصورة مقنعة لكونه لا يخرج عن صورة المعلم الحكيم والمرشد الذي يقدم النصائح للطفل موجلي، وحتى بالأداء الصوتي فقط يظهر حضور كريستوفر والكن كملك على جميع قرود الغابة.
"فافرو" لم يكن يريد أن يكون الفيلم للأطفال فقط، لذا أضاف على القصة بعض لحظات تشويق ومخاطر يواجهها الطفل موجلي في رحلته للعودة لقرية البشر خارج الغابة الهندية سواء من مشهد المطاردة الأول بين الطفل وبين النمر شريخان والذي كان صورة من مشهد الوادى في فيلم "الأسد الملك".
ويبدو أن فافرو تحقق هدفه بأكثر مما كان يتوقع ففي الهند تم تصنيف الفيلم باعتباره مخيفا للأطفال أكثر من اللازم، بالنظر إلى أن تقنية 3D جعلت الخطر أقوى، خاصة أن مشاهد الحركة والمواجهة لا يمكن أن تصيبك بالملل.
اقرأ أيضا: فيديو| أفضل 5 أفلام 3D ممكن تشوفها
الفيلم في مجمله هو نقل كارتون "ديزني" لفيلم حي بكل تفاصيله، وهذا كان نجاح من جهة وفشل من جهة أخرى فرغم دقة التفاصيل إلا أنها لم تضف جديدا على القصة الأصلية، وهذه مشكلة لمن يتوقعون رؤية مختلفة عن القصة الكلاسيكة ويمكن أن تجعل البعض يعتبرون الفيلم مجرد تصوير للقصة بتقنيات متطورة وطاقم تمثيل فخم.
ولكن ليس فيلم Jungle Book هو الوحيد الذي حدث معه هذا فحتى في فيلم "سندريلا" لدينا كل تفاصيل الفيلم الكارتوني بدون تجديد على القصة الأصلية، والمصادفة هنا هى أن مخرج فيلم سندريلا "كينيث برانا" هو أيضا من مخرجي أفلام الأبطال الخارقين فهو مخرج فيلم Thor الجزء الأول.
Jungle Book لن يكون أخر أفلام ديزني التي تتحول لأعمال سينمائية فقريبا سنشاهد فيلم "الجميلة والوحش" من بطولة إيما واطسون وإيان ماكلين، وهناك أيضا مشروع لفيلم "دامبو" للمخرج تيم بورتون الذي كانت له تجربة سابقة مع أفلام "ديزني" من خلال Alice In Wonderland عام 2010.
باختصار الفيلم تجربة ممتعة لاعادة إنتاج لفيلم كلاسيكي من "ديزني" بلا ملل، ولكن بدون قصة مختلفة عما رأيناه من قبل.