التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 03:38 م , بتوقيت القاهرة

طبيب نساء يحكي معاناة السيدات اللاتي تعرضن للختان

لا تزال صراخات الطفلة بدور 8 سنوات تصدو فى السادس من فبراير من كل عام لنتذكر جريمة لا تزال تمارس ض أكثر من 95% من المصريات فى المرحلة العمرية من 10-15 عاما، وهى عملية الختان، والتى لا تزال حتى يومنا هذا تنتشر فى الأرياف والصعيد على يد "الدايات والحلاقين".


ويقول الدكتور عمرو حسن مدرس واستشارى أمراض النساء والتوليد، من الملفت للانتباه هو عدد السيدات الحوامل واللاتي يعانين من إدمان الترمادول، وكان السبب الرئيسي هو الزوج الذي يعاني من ضعف استجابة زوجته الجنسية بسبب الختان.


ويسبب الختان ضعف التجاوب الجنسي وتكرار عدم اكتمال التجاوب الجنسي يؤدي إلى احتقان مزمن في الحوض وآلام في البطن والظهر فتصبح العملية الجنسية مؤلمة، فتكون النتيجة أما تصاب المرأة بالبرودة الجنسية أو تعاطي الترامادول.



بين المعتقدات الاجتماعية والمعارف العلمية:


تنتشر مصر عادة ختان البنات المعروفة باسم "الطهارة" والتي تقول عنها كل من تعرضت لها "أنها يوم أسود لا ينسى"، تقول الفتيات والسيدات عندما تفتح سيرة هذا اليوم عبارات مثل: "ما تفكرينيش بيه لأن كل ما افتكر جسمي يقشعر وأخاف، فقد أخذوني من الدار للنار كأني رايحة لقدري".


والواقع أن بعض الفتيات يفرحن في البداية بالملابس الجديدة والأطعمة الخاصة التي يجرى إعدادها، ورغم ذلك لا تطول الفرحة التي تنتهي بهذه المجزرة ويقلن: "كنت فرحانة الأول وبعدين خفت، كانت فرحة منيلة" بعض الفتيات يبدأن في إظهار اعتراضهن على الختان عندما يحل الخوف محل الفرحة،  وبعضهن يملكن من الوعي ما يجعلهن يعترضن من البداية.


وتقول إحداهن: "اعترضت ورغم ذلك تمت الطهارة غصبًا عني، ما كانش فيه مفر" وقد أبدت جميع النساء ضيقهن من عدم احترام رأيهن عندما اعترضن على التعرض لآلام الختان التي يصفونها بأنها أصعب من الولادة، حتى اللاتي أجرى لهن الختان بمخدر قلن "أن البنج الرش لا يؤثر، أما البنج الكلي فبعد الإفاقة منه نشعر بكل التعب".



هذا اليوم الأسود الذي تكرهه البنت وتحاول الهرب منه ولا تحضره الأم في معظم الأحوال لتجنب نفسها مشاهدة ما تتعرض لها ابنتها من أهوال وحتى لا تتذكر ما تعرضت له هي في صغرها، هذا اليوم الأسود هو الذي لابد أن يختفي من حياة بناتنا إذا أردنا لهن أن يصرن نساء، وأمهات سعيدات صحيحات البدن والنفس، وهذه أبسط حقوقهن الآدمية.


هل له فوائد؟


قد يقول بعض الناس، لكن هذه الآلام ثمن بسيط يجب أن تدفعه الفتاة مقابل الفوائد العديدة التي تعود عليها من الختان، فلنناقش هذا الرأي بعقولنا.


يعتمد هذا القول على عدم معرفة وظائف أعضاء التأنيث الخارجية مع احتقارها واعتبارها قذارة، ولأن المجتمع يعتبر أن الكلام في الجنس عيب، لاسيما في الجانب الذي يخص النساء فقد توارث المعتقدات التقليدية الخاصة بهذا الجانب وتمسك بها بشدة وصار لا يقبل المناقشة فيها، ينطلق هذا الاعتقاد من عدم معرفة وظيفة الإفرازات الطبيعية التي ترطب الفرج وتمنع إصابته بالالتهابات وتيسر الجماع، لأن الجفاف يجعل الجماع مؤلمًا.


وهذه الإفرازات الطبيعية الضرورية ليست قذارة، ويكفي التشطيف المعتاد وتغيير الثياب لتنظيف أعضاء التأنيث، ومن تهمل نظافتها الشخصية سواء كانت مختنة أو غير مختنة تصاب بالالتهابات عموماً، وبعض هذه الالتهابات تصاحب أمراضاً خاصة، وكلها تعالج دون جراحة، وفي حالة إصابة الطفلة بالتهابات يعالج  باكتشاف سببه (ديدان دبوسية – التهابات – سكر .. إلخ) ثم إعطاء الدواء المناسب حسب رأي الطبيب وليس بقطع الجزء الملتهب.