الفن التشكيلي في اعتقاد الكثير من المصريين ماهو إلا مجرد "شخبطة" ألوان لها دلائل عميقة لن يستطيعوا أبدا تفسيرها مهما حاولوا، والسينما دعمت هذه الفكرة بطريقة ساخرة ما رسخها في أذهانهم، ولكن هل فعلا الفن التشكيلي بهذه الصورة التي يعتقدها أغلب المصريين؟

الفن التشكيلي غير إنه "شخبطة":

هو ببساطة تشكيل الواقع المحيط واهتم به الإنسان منذ آلاف السنين وخاصة المصريين القدماء الذين حرصوا على نحت التماثيل لهم في مقابرهم خاصة، ونقش ونحت الرسوم على جدران معابدهم وقبورهم وذلك تقديرا لهم لحياة الخلد بعد الموت.

مدارس الفن التشكيلي:

كبقية الفنون، فالفن التشكيلي له مدارس  ينتمي إليها الكثير من الفنانيين حسب النهج الذين يسيروا عليه في تشكيل الواقع وهم المدرسة الواقعية، والانطباعية، والانطباعية الجديدة، والرمزية، والتعبيرية، والمدرسة الدادائيّة، والمدرسة السورياليّة، والمدرسة التجريدية.

كل مدرسة منها لها نهجها الذي يميزها عن غيرها، فالواقعية تتميز بكونها تجسد الواقع كما هو، والانطباعية يضيف فيها الفنان انطباعه الخاص على الواقع حسب رؤيته له، والانطباعية الجديدة هي دمج بين المدرستين الواقعية والانطباعية فكان مرسمهم في الطبيعة ولكن ألوانهم كانت صارخة، وكانوا اول من يرسموا على القماش.

أما المدرسة الرمزية فكانت تستخد الرموز في تجسيد الأشياء وابتعدوا عن رسم الواقع كما هو وظهر ذلك في استخدامهم للألوان  وأوضاع الرسم، المدرسة التعبيرية ظهرت هذه المدرسة حديثا في القرن العشرين وهي تبتعد عن الأمانة في نقل الواقع بل تعتمد بشكل كامل على الانطباعات .

المدرسة الدادائيّة اعتمدت على الاهتمام بكل شيء مهمل في الحياة وتعظيمها وإعطائها قيمة مثل سلة المهملات، أما السوريالية هي رسم ما فس الذاكرة والاعتماد الكلي على استعادة ما بها من أحلام وأفكار ورسمها.

أما المدرسة التجريدية وهي الأشهر فذُكرت في عدة أفلام سينمائية أبرزها المشهد الكوميدي للفنان عادل إمام في فيلم "عريس من جهة أمنية"، ماهي إلى تجريد للواقع ورسمه بانطباع الفنان.

الفنان التشكيلي:

على عكس مع يعتقده البعض عن الفنان التشكيلي بأنه ذلك الكائن البوهيمي الذي يفعل ما يحلو له، كما وصفه الفنان أحمد راتب في فيلم يارب ولد، فهو غالبا إنسان ذو حس عالي يحاول تجسيد ما يراه وإظهار الجمال الكامن به بفرشته وألوانه.