التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 06:35 م , بتوقيت القاهرة

صور| عبدالله محمود بطل لم يلحق دور البطولة

عبدالله محمود، ابن القاهرة، مواليد 1964، عاش يحلم بالبطولة، فجعلت منه تجاربه الفنية بطلا في قلوب المصريين.


البداية


كانت بداياته في عمل درامي مأخوذ عن فيلم البوسطجي، عام 1974، والذي حقق نجاحا كبيرا، كان بمثابة انطلاقه له، حيث ساعده صديق عمره محسن محي الدين، وقدمه للمخرج العالمي يوسف شاهين، فأعجب به وأعطاه  دور في واحد من الأفلام المصنفة ضمن أهم 100 فيلم في السينما المصرية، وهو "إسكندرية ليه".



طالع النخل


وفي 1988، قدم فيلم "طالع النخل"، مع المخرج محمد فاضل، والفنانة فردوس عبدالحميد، الفيلم الذي يروي مأساة مرض البلهاريسيا ومعاناة الفلاح المصري في التعامل مع المرض آنذاك.



المواطن مصري


وفي واحد من أهم الأفلام المصرية، قدم عام 1991 فيلم "المواطن مصري"، مع الفنان العالمي عمر الشريف، والفنان عزت العلايلي، والفنانة صفية العمري.


"المواطن مصري"، هو الفيلم الأكثر تعبيرا عن مدى الفقر والعجز الذي يعيشه شريحة كبيرة من المجتمع المصري ومدي استغلال السلطة لهم، فقد تمثل ذلك الصراع في العمدة الذي استغل فقر وعجز الفلاحين وأمر احدهم أن يرسل ابنه "مصري" للجيش بدلا من أصغر أبنائه، بعد تزوير اسمه وشهادة ميلاده وكل الأوراق اللازمة، مقابل قيراطين من الأرض.


ينتهي الفيلم بمشهد من أقسى وأصعب المشاهد في السينما المصرية عندما يستشهد "مصري" في الحرب، ويُجبر أبوه على إنكار أبوته له، ويقر أن "مصري" ابن العمده خوفا على مستقبل أسرته.


الفيلم من إخراج صلاح أبوسيف، ومأخوذ عن قصة "الحرب في بر مصر"، للكاتب يوسف القعيد، وكتب السيناريو الكاتب الرائع محسن زايد.



عفاريت الأسفلت


وفي عام 1996، قدم عبدالله محمود بالاشتراك مع محمود حميدة أحد أهم الأفلام تعبيرا عن أحلام وأحزان وأفراح الفقراء، فيلم "عفاريت الأسفلت"، من إخراج أسامة فوزي، وسيناريو مصطفي ذكري. حيث أتقن عبدالله دور "رينجو" سائق الميكروباص، الذي يحب "إنشراح" أخت صديقه الذي يرفض زواجهما.



عصفور النار


شارك عبدالله في 9 أعمال درامية، دخل من خلالهم البيوت المصرية وأصبح وجهه الأسمر الأكثر تعبيرا عن همومهم وأفراحهم.


من أهمها مسلسل "عصفور النار"، وهو من أعمق وأرقى ما قدم في الدراما المصرية، المسلسل من تأليف أسامة أنور عكاشة، وإخراج محمد فاضل.


يحكي المسلسل عن صقر الحلواني، الذي يطمع في منصب أخوه صادق في العمودية، يُقتل صادق برصاصة طائشة، ومن هنا يبدأ الصراع. يرمز المسلسل لقضية الثورة والجهاد ضد الحاكم الظالم، ورفض فكرة الوصاية على الشعب.



الوتد


ومن إخراج أحمد النحاس، وقصة الروائي الكبير خيري شلبي، قدم لنا عبدالله بالاشتراك مع الفنانة هدي سلطان، مسلسل "الوتد"، في عام 1996. المسلسل يروي تفاصل حياة المجتمع المصري في الريف، ويحكي عن أسرة تديرها الحاجة "فاطمة تعلبة"، بعد مرض زوجها، كل هدفها هو خلق أسرة مترابطة ولم شمل أبنائها السبعة بزوجاتهم وأزواجهم.


 



بالإضافة لمشاركته في 20 فيلما تقريبا، يحكي معظمهم عن الطبقة المصرية الكادحة، وكيف تواجه تلك الطبقة العجز والفقر في الحياة، من أهم هذه الأفلام "الطوق والأسورة"، "عرق البلح"، "العاصفة"، وغيرها.


النهاية


لم يشاهد عبدالله فيلمه الأخير "واحد كابتشينو"، الذي أنتجه، وقدم فيه دور البطولة، حيث توفي في 9 يونيو عام 2005، بعد صراع مع السرطان، ولكنه قدم الكثير من الأعمال الفنية المميزة التي جعلته بطلا في وجدان الجمهور.