صور| قصة الحب التي كانت سببا في نجومية نجيب الريحاني
نجيب إلياس ريحانة، ابن حي باب الشعرية بالقاهرة، ولد في 21 يناير، 1889، تربى وسط البسطاء وعاش مآسيهم ومباهجهم، فتشبع وجدانه بتجاربهم وأنتج لنا تجربة كوميدية فريدة من نوعها، حيث أطلق عليه الضاحك الباكي.
الحب والتحول الدرامي
نجيب الريحاني الموظف في شركة السكر، في نجع حمادي، لم يدرك أبدا أن قلبه سيقوده للنجومية، حيث إنه في أحد عروض مسرح عزيز عيد، رأى الفنانة صالحة قاصدين، والتي كانت في 15 من عمرها، وتتميز بروح مبهجة فشعر تجاهها بإحساس مختلف، جعله يوفر من مرتبه ثمن تذكرة كل ليلة ليراها بضعة دقائق على المسرح.
ثم قرر أن يترك عملة ويعمل كومبارس في المسرح ليراها من خلف الستار فترة أطول، ومن هنا كانت البداية.
زواجه
عاش الريحاني تجربة عاطفية قاسية بسبب عدم اهتمام صالحة به، وتزوج بعد ذلك الراقصة بديعة مصابني، عام 1924، وقررا تبني طفلة أعطاها الريحاني اسمه، ثم نشبت العديد من الخلافات بينهما نظرا لاختلاف طبيعة كل منهما عن الآخر، فانفصلا.
وفي عام 1919، تزوج من الألمانية لوسي دي فرناي، وأنجب منها ابنته الثانية جينا.
مسرح الريحاني
انطلق الريحاني في عالم المسرح، وحقق تاريخا مسرحيا مشرفا بالتعاون مع رفيقه بديع خيري، الذي قدم معه 33 مسرحية، من أبرزهم "وصية كشك بيه"، وهو اللقب الذي عرف به نجيب الريحاني بعد ذلك، نظرا لنجاحه الكبير في هذا الدور، و"خلي بالك من إبليس"، عام 1916، و"ريا وسكينة"، عام 1921، و"حكم قراقوش"، عام 1936، وفي عام 1946 اعتزل الريحاني العمل المسرحي.
صانع البهجة
قدم أيضا أعمال سينمائية رائعة، تعد من أهم الأفلام الكوميدية في تايخ السينما المصرية، مثل "لعبة الست"، عام 1946، مع المخرج ولي الدين سامح، و"سي عمر"، عام 1941، مع المخرج إبراهيم حلمي، و"غزل البنات"، عام 1949، مع المخرج أنور وجدي، وهو الفيلم المصنف في المركز التاسع ضمن أهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.
صديقة العمر
لنجيب الريحاني صديقة هي الأوفي والأصدق كما قال عنها، هي كلبته "ريتا"، التي قال فيها إنها "أعز مخلوق لدي وأقرب صديقاتي إلى قلبي"، وحكى أنه عندما سافر وغاب فترة عنها قابلته بعيون دامعه وكأنها تلومه، وفارقت الحياة قبل وفاته بـ3 أيام.
الريحاني الكاتب
لم يكن الريحاني مجرد كوميديان أضحك الملايين من المصريين، بل كان فنانا حقيقيا أفنى عمره في الفن وتقديم تفاصيل حياة مجتمعه، فأنتج لنا تجربة عظمية في فن دراما الكوميديا.
لم يقتصر إبداعه على التمثيل فقط، بل ألف 28 عملا فنيا، منهم فيلم "30 يوم في السجن"، عام 1966، وفيلم "دلع بنات"، عام 1969، أنتجا بعد وفاته، من بطولة فريد شوقي.
وأيضا في مجال الإنتاج، قدم الريحاني فيلم "أبو حلموس"، عام 1947، بجانب أوبيريت العشرة الطيبة عام 1920.
توفي الريحاني، في 8 يونيو، 1949، قبل أن يشهد نجاح فيلم غزل البنات، بعد أن ودعنا بدموعه المبتسمة في آخر مشهد بالفيلم، وآخر مشهد في حياته.