ألف مشهد ومشهد (36)
أغاني فيلم شارع الحب الخمسة تحولوا لـ أيقونات بـ النسبة لـ الجيل اللي شاف الفيلم لايف، وكام جيل بعدهم، تقدر تقول إن الفيلم معمول علشان الأغاني، عايز فيلم يعني بطولة عبد الحليم وصباح يبقى إيه؟ خيال علمي؟
على فكرة، حليم كان مشغول بـ فكرة إنه ممثل كبير زي ما هو مطرب كبير، وأواخر أيامه طقت في دماغه يعمل فيلم ما يغنيش فيه خالص، والحمد لله المشروع ما تمش، هو كان عايز يعمل قصة مصطفى أمين "لا" اللي بعدييين يحيى الفخراني عملها مسلسل بفضل من الله ونعمة.
اتكلمنا كتير عن "قولوا له الحقيقة" وفيه كمان أربع أغنيات، اتنين لـ حليم واتنين لـ صباح، علشان يكون مجموع الأغاني 3/2 لـ عبد الحليم حافظ، وكان مفروض النتيجة تبقى 3/1، لأن صباح مكنش ليها غير أغنية "علمني الحب" بتاعة مأمون الشناوي ومنير مراد، وحسب ما سمعت إن السيناريو كان فيه مشهد عبد المنعم صبري وهو رايح يرمي الفلوس لـ كابتن كريمة ويمشي، وحصل خلاف على أساس إنها صباح برضه.
النجوم في الوقت ده، وأعتقد لـ حد دلوقتي بس أخف كتير، كانوا مشغولين قوي بـ فكرة إن ظهورهم على الشاشة يتلاءم مع شخصيتهم المفترضة عند جمهورهم، يعني مثلا فريد شوقي مكنش ينفع ينضرب لأنه وحش الشاشة، ولما جت شركة عالمية عرضت عليه فيلم أجنبي يشترك فيه، ولقى مكتوب في السيناريو إنه هـ ينضرب، قال لهم لا، وإذا كان ولابد، كل واحد يضربني بوكس لازم أردهوله.
ولما عمل "باب الحديد"، ومكنش فيه بـ يضرب حد، الجمهور تقريبا كسر السينما في أول حفلة.
فـ صباح ما ينفعش تتعامل كده، وبعد مناقشات عملوا أغنية "لأ" لـ مأمون الشناوي والموجي، وده من حسن حظنا.
المقابل بقى بتاع "لأ" هو "نعم" أو "نعم يا حبيبي نعم"، وأنا لو مكان حليم لازم أحط صورة لـ عز الدين ذو الفقار، وكل يوم الصبح أقول "شكرا"، لـ إن الغنوة دي فيها شغل لـ حليم، مش شغل المعلم لـ ابنه، شغل المعلم في لحظة تجلي.
الغنوة بـ تحط عبد الحليم حافظ بـ اعتباره موحد القطرين، ومجمع الأديان، ومؤلف الطبقات مع بعض، فيها بـ نشوف مديرة الأوبرا اللي كانت قرفانة من فرقة حسب الله وحركاتهم مع المزيكا، على آخر الغنوة حاضنة اتنين من الفرقة وبـ ترقص معاهم على الغنوة.
بـ نشوف الظابط اللي بـ يدور على المجرم بقاله خمسة وعشرين، واللي بسببه اتحرم من رتبة لوا، واقف في جلال الفن، يسمع المزيكا اللي عملها المجرم ده من خلال الصوت الساحر.
بـ نشوف الجد اللي يعرف إن حفيدته ما شية مع واحد، جي بـ مسدس علشان يقتله، فـ يسمع الصوت، فـ المسدس يتحول إلى آلة إيقاع أو عصاية مايسترو مظبوطة على النغم.
وطبعا بـ نشوف صباح "المطربة" وهي متعلقة من عرقوبها في الغنوة، ومسنتحة مع كل نغمة، ومستقبلها مرهون بـ كل "تون" من صوت عبد المنعم.
الوحيدين اللي ما تأثروش بـ الغنوة هم الأشرار، رشدي الوسخ وميرفت التِعبانة، حاجة فعلا فوق الوصف، ورغم إن الكونسبت ده اتعمل لـ مطربين تانيين قبل حليم، واتعملت لـ حليم نفسه قبل كده، بس دي حاجة تانية خالص، خصوصا مع زراعة فكرة إن "الفن ما فيهوش وسايط" وإن "النوتة واللحن ما لهمش قيمة من غير صوت زي صوت عبد المنعم أو عبد الحليم.
الشكر لـ عز الدين ذو الفقار مش بس على صناعته لـ الغنوة، والأفكار اللي فيها، الأفكار مشترك فيها يوسف السباعي على أي حال. الفكرة كمان في موقف عز الدين.
السيناريو كان فيه إن حيطان الأوبرا تبقى مدهونة إسود، على أساس رومانسية وحزايني وكده، بس بعد ما اتنفذت الغنوة فعلا، النتيجة ما عجبتش ذو الفقار، وشاف إنها مش هـ تبروز حليم زي ما هو عايز. فـ قرر إعادة تنفيذها.
عارف حضرتك يعني إيه القرار ده؟
ده فيلم لـ وحده
يعني المنتج هـ يسحب له واحدة إسكندراني مؤكد.
وده اللي حصل، حلمي رفلة قال له: تعيد إيه يا حبيبي، الغنوة خلاص اتصورت، سودة بقى خضرا، كله على الله، والغنوة معايا والفيلم خلص.
عز الدين أبى، وهدد بـ الانسحاب من الفيلم، وعدم عرضه، ودب خلاف بينهم، انتهى بـ التحكيم، والحكم كان موزع الفيلم جان خوري، اللي حكم بـ إعادة التصوير على مسئوليته الشخصية، وقد كان.
هيييييه
حلوة السينما، حلوة مفيش كلام
كده بقى أكيد عرفت حضرتك الفيلم الجي هو إيه
بكرة بقى