التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 11:33 ص , بتوقيت القاهرة

لتغفر لنا يا رب ببركة هؤلاء البائسات

كثُر اللغو في أمر الفنانات اللائي رافقن الرئيس في زيارته الأخيرة، وبدأ تناول الأمر كأنه مستهجن أو مرفوض أو عيب بشكل ما.. رغما عن كونهم ضمن وفد للدبلوماسية الشعبية والقوة المصرية الناعمة، فلا أدري ما الغريب في الموضوع حقيقة!


الأغرب هنا أن الاستهجان صدر عن السواد الأعظم الواصف نفسه بالمتنورين أو المتمدنين أو... أو... باختلاف أسمائهم، تبقى أسماء سميتموها ولم ينزل الله بها من سلطان.


سيدتي الفاضلة.. سيدي الفاضل


لن نستدرج للمستنقع ذاته ونهرس هرسا في احتمالية كون تلك الفنانة عند الله أفضل من حضراتكم وذويكم.. بالنهاية متفقين أن الدين شأن شخصي أو هكذا أنا وأشباهي نفهمه، لكن دعونا نتناول الأمر بوجهة نظر مغرقة في الواقعية وتحملوني فضلا لا أمرا؛ ?ن الكلام سيتناول أقل درجة على سلم الفن وليس صويحبات الوفد المصري المثيرات لحفيظة البعض.. لنكن أكثر إثارة هل تلك الفنانة التي تستهجنها حضرتك وتنتقدها لمجرد ارتدائها قميص النوم الأسود إياه الذي أصاب أعصابك في مقتل أجبرتك على مشاهدتها ؟! طاردتك في أحلامك؟! صرفت لك على بطاقة التموين؟ نزلتلك من الحنفية؟


قطعا لا
إذن عزيزي لاتدع رغباتك المكبوتة وحرمانك الجنسي والعاطفي يتحكم في قراراتك بهذا الشكل المزري البائس.. أفق من سباتك اللعين واعلم أنك تأكل وتشرب وتستهلك كهرباء مدعومة وغاز مدعوم من عرق الفنانات والفنانين بل والراقصات.. نعم أكرر لك الراقصات، هن يدفعن الضرائب الأعلى، وأنت تستهلك وتشجب وتدين وتعترض وتنام لتحلم بملابسهن المثيرة في حسرة وحرمان ليلا، وتسبهن وتلوك في سيرتهن وأعراضهن صباحًا.


تأدب يا عزيزي.. نعم تأدب
إن راقصة الدرجة العاشرة بعيدة تماما عن ذهنيتكم المشوهة، هي شخص يسعى لكسب قوته وكسب حفنة جنيهات لتنفقهم في ما لا تعلمه أنت، وقد لا تتخيل قدر بؤسها وبؤس حياتها، في الوقت الذي يجلس فيه شيخك الجليل القرفصاء في ركنه القصي يملأ كرشه ويبيح قتل المخالف وتقطيع أوصاله ورجم تلك المذكورة وأشباهها.


فمن يؤذي من؟
ومن يتدخل بحياة من؟
ومن يسيء لمن؟
ومن يحمل غلا وكرها لكل وأي شيء.. من؟!


تأدبوا واستحوا أو اصمتوا للأبد وابكوا على أعتاب دور السينما والمسارح والمراقص، اسألوا الله أن يغفر لكم ببركة هؤلاء البائسات المقهورات، من يمنحنكم السعادة ويجنين الكراهية والسب والتشويه والازدراء.. كونوا رحماء كونوا بشرا أو موتوا وأنتم تحاولون.