التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 12:45 م , بتوقيت القاهرة

صور| الوشم.. من "وصمة عار" إلى رمز للجمال

"التاتو"، رمز الجمال ومسايرة آخر صيحات الموضة على أجساد المشاهير من الفنانين والرياضيين، ليس بدعة جديدة ولا مستحدث من مستحدثات العصر الحديث. فقد عرف البشر الوشم منذ القدم، ووضع إنسان الثلج "أوتزي"، الذي ترقد بقايا مومياؤه في متحف في بولزانو بإيطاليا، وشوم على جسده، وصل عددها لـ57 وشما، منذ ما يزيد عن 5 آلاف عام.

ولم يقتصر الوشم على شعب أو منطقة بعينها، بل استخدمته معظم الشعوب لأغراض مختلفة منها علاج الأمراض ومقاومة السحر والأرواح الشريرة وغيرها.

الوشم هوية وزينة وشجاعة

عرفت معظم الشعوب الإفريقـية استخدام الآلات الحادة لشق وحفر أخاديد في الوجه والجـسم، وعلى الأخص قبائل وسط إفريقيا، كما مثّل الوشم وسيلة تجميل للنساء في إفريقيا بعمل وشم أزرق على الشفة السفلى للفتيات، أو برسم الوجه.

فيما مثّل الوشم والحفر على الجلد لرجال القبائل الإفريقية دليل على الشجاعة وتحمل الألم، فكلما زادت الندوب والحفر على جسد الرجل كانت دليلا على القوة والصلابة.

بينما اتجهت عدة قبائل، منها السكان الأصليين لأستراليا، لتمييز أفرادها بحفر رمز القبيلة على أجسادهم، كنوع من الفخر والاعتزازا بالانتماء للقبيلة.

كما استخدم الأمازيغ الوشم كمعبر عن الانتماء والهوية أيضا، فضلا عن دلالات دينية تبعد الحسد والأرواح الشريرة وتجلب الحظ السعيد.

الفراعنة أصحاب تقنية جديدة

كان الفراعنة أول من وشم بطريقة وخز الجلد وإدخال الصبغ في طبقته العليا، بعد أن كان يقوم على شق الجلد بالآلات الحادة.

اكتشف العلماء، مؤخرا، وشوم على مومياء لشابة فرعونية في أعلى الفخذ من الداخل، وتوجد المومياء في المتحف البريطاني بإنجلترا.

المسيحية والوشم المقدس

لطالما استخدمت الشعوب الوشم عبر التاريخ بدلالات دينية، لكن الديانة المسيحية رسخت تلك الممارسة خلال فترة اضطهاد الإمبراطورية الرومانية للمسيحيين في العصور الوسطى.

حيث لجأ المسيحيون لوشم أبناهم منذ الصغر، ليضمنوا أن يعرف الطفل عندما يكبر أنه مسيحيا، في حالة قتل والديه وهو صغير، وذلك بدق الصليب على اليد اليمنى.

وصمة عار

تقابل كلمة الوشم في اللغة اللاتينية كلمة STIGMA، وتعني "وصمة عار"، وهو ما استخدم الرومان الوشم من أجله، كختم لإثبات ملكية العبيد، حيث يتم وشم العبيد على وجوههم قبل تصديرهم: "الضريبة مدفوعة"، ويكتب على جباههم عبارة "أوقفوني، أنا هارب".

كما تم استخدام الكي في العصور الوسطى، كوسيلة تحقير للمجرمين في السجن، ولتمييز العاهرات.

النازية والوشم

استخدم النازيون الوشم لتمييز المساجين في معسكر الاعتقال "أوشفيتز" في بولندا، بطريقة سهلة وسريعة باستخدام الطوابع المعدنية من خلال ضربة واحدة فقط الجزء العلوي من كتف السجين الأيسر، ثم يتم حك الحبر بالجروح للحصول على الوشم.

ثم تغير المكان للجانب الخارجي من الساعد الأيسر. وتم استثناء المعتقلين الذين كان يتم إرسالهم إلى غرف الغاز فور وصولهم، حيث لم تكن هناك حاجة لوشمهم.

آلة التاتو

استمر الاعتماد على أدوات بدائية لعمل التاتو، مثل الإبر والقطع النحاسية مدببة الرؤوس، حتى اخترع الأمريكي صامويل أورايلي، آلة الوشم الدوارة الحديثة، وسُجلت كبراءة اختراع عام 1891.

ولم تدخل على آلة أورايلي سوى تعديلات طفيفة حتى وقتنا هذا.