"الخنفسة".. سيارة تحبها كل الأجيال
تسير في الشارع دون أن تأخذ مساحة كبيرة، البعض لا يفضلها، ولكن هناك عدد كبير في مصر يعشقها، ويعتبرها رفيقة عمره.
منذ أن انطلقت سيارة "البيتلز" أو "فلوككس فاجن بيتل"، في عام 1938، وحتى الآن لا تزال متواجدة بقوة في الشوارع المصرية، رغم طرازها القديم.
"نادي البيتلز المصري"
تأسس النادي تحت مسمى "نادي البيتلز المصري" ليجمع كل محبي السيارة "الخنفساء" كما تشتهر في مصر، ويخرجون في فعاليات كبرى تجمع أصحاب السيارة ذات الطراز القديم، والتي استحوذت على قلوبهم جميعا.
فتجدهم يتجمعون في أحد الشوارع بالقاهرة، يقفون بجوار سيارتهم "البيتلز"، راسمين لوحة فنية جميلة تعود إلى قرون مضت، ليبدأوا الانطلاق بسياراتهم البيتلز في صف طويل.
قال محمد العطار، أحد مؤسسي نادي البيتلز المصري، لـ "دوت مصر" أن فكرة تأسيس هذا الجروب بدأت في نوفمبر 2013، علي يد عدد من الشباب وهم "وليد كامل، مصطفى طه، محمد مصطفى، عبدالله فرج"، وبالفعل تم تأسيس الجروب بهدف تجميع كل محبي سيارة "الفولكس فاجن بيتلز" في مصر.
وأضاف "العطار" أن عدد المشاركين في الجروب وصل إلى 4000 شخص، كلهم يمتلكون سيارة "البيتلز"، وأشار إلى أن من الأهداف الرئيسية للجروب هو عرض مشكلات التقنية والفنية للسيارة الشهيرة، وطرح حلول بسيطة لكيفية التعامل مع الأعطال والمشاكل التي تقابل ملاك السيارة.
يُنظّم أعضاء الجروب فعاليات لزيارة الأماكن السياحية في مصر وتنشيط السياحة بشكل مستمر، حيث يخرج كل ملاك سيارة "البيتلز" في خط سير واحد بعد ترقيم السيارات لينطلقوا في رحلتهم، وهناك العديد من الأماكن التي تم زيارتها بذات الطريقة، مثل "الأهرامات، محمية وادي الريان، العين السخنة.. وغيرها من الأماكن".
وعن تعليقات الناس في الشارع بعد مشاهدة أكثر من 100 سيارة تتجمع في مكان واحد، قال العطار "جميع التعليقات إيجابية، بالإضافة إلى انبهارهم بهذه الفعاليات وغالبهم بيسألوا إنتوا عملتوا كدا إزاي، ثم يلتقوط صورا تذكارية مع البيتلز.
ويُكمل أن هذه الفعاليات لا تضم فقط مقتني سيارة "البيتلز" ولكن ينضم إليهم أيضا محبينها، كما أن مؤسسي النادي يعملون الآن على استخراج كارنيهات عضوية لكل أعضاء الجروب، للدخول في مسابقات السيارات الكبرى التي يتم تنظيمها.
والت ديزني والبيتلز
يعود النجاح التجاري لهذا النوع من السيارات والشهرة العالمية التي اكتسبتها، إلى ظهوره في العديد من الأفلام، منها the ARRIVA وkTransformers: Animated.
كما أصبحت "البيتلز" نجمة شركة والت ديزني "The Walt Disney Company" في سلسلة من 5 أفلام، بدأت مع فيلم الكارتون "حب حشرة " عام 1969، وكانت السيارة من طراز سنة 1963 ومطلية بالأبيض وتحمل رقم 53، حيث لاقت هذه الأفلام نجاحا كبيرا.
سيارة القرن العشرين
صممها المهندس الألماني فارديناند بورشيه، بناء على طلب أدولف هتلر، ولكن لم ينتظر النظام النازي في ذلك الوقت أن يتم الانتهاء من تصنيعها واستخدامها كأداة دعاية له في أثناء مراحل تصنيعها.
وبعد 34 عاما من تصنيعها، وفي 17 فبراير 1972، حطمت الرقم القياسي للمبيعات الذي كان تحتفظ به سيارة "فورد تي" ، وبلغ عدد مقتنين البيتلز في العالم 21.529.464، لتكون "سيارة القرن العشرين".
"الإعلان الدعائي لسيارة KdF-Wagen " عام 1933
سيارة الشعب
كان هتلر في أثناء حكمه يريد أن يُحسّن مستوى معيشة الشعب الألماني، واستغل معرض جينيف الدولي للسيارات، وأعلن عن نيته إنتاج "سيارة الشعب" وذلك عام 1934.
وأطلق عليها اسم "سيارة الشعب" لأنه أراد أن تكون في متناول الجميع، بالاعتماد على الإنتاج الضخم والاستهلاك الكبير، وأستطاع بالفعل أن يقنع نقابة "صناعة السيارات" بتوقيع عقد مع شركة بورشيه لإنتاج هذه السيارة الجديدة، التي تمولها الدولة.
هتلر والبيتلز
كانت صناعة السيارات من ضمن أولويات ألمانيا، لاعتبارها علامة خارجية على قوة الدولة، وشهدت هذه السيارة روجا كبيرا في أثناء فترة حكم هتلر، بلغ عدد مالكي السيارة 561 ألف، وذلك في عام 1932، وبمرور 4 أعوالم أصبح العدد 961 ألف سيارة.
سيارة البيتلز كبريولية
علي مدار السنين بدأ تطوير "البيتلز"، وظهر منها نوع آخر "كبريوليه" بداية من عام 1949، وتم تصميم هيكل السيارة بمقعدين، ثم أصبحت بأربعة مقاعد، وقد حقق هذا الشكل الأخير نجاحاً كبيراً واستمر إنتاجه حتى عام 1980.
من البيتلز إلى الخنفساء
نجاح هذا النوع الخاص من السيارات ذات الطراز القديم في النصف الثاني من القرن العشرين، جعلها تتمتع بعدد من الألقاب نتيجة حب الناس لها، حيث سميت في البداية بـ "القوة من خلال الفرح"، وأطلق عليها الشعب الألماني "فولكس فاجن.. سيارة الشعب"، والبعض أطلق عليها "خنفساء".
كما أنها عرفت في مصري باسم "الخنفساء"، لتحتل السيارة الألمانية الصنع قلوب الكبار والشباب في مصر، وتنتشر بشكل كبير في شوارع القاهرة متأخذة ألوان مختلفة وفقا لذوق صاحبها.
"الخنفسة" على قائمة اهتمامات، أحمد الآبي، في مجال التصوير، حيث قال لـ "دوت مصر"، إن "الخنفسة" أكتر عربية بحب شكلها وبحس إنها اتعملت عشاني، رغم إنها عربية قديمة، لكنها منتشرة من زمان لحد دلوقتي.
"أحمد الآبي"، هو مصور فوتوغرافى حر، وطبيب بشري، عمل طبيبا حتى 2013، وبعد قدم إجازة بدون مرتب، وحاليًا يعمل مصورا حرا، ومشترك في "تيداكس كايرو آرت تيم".