إذا كنت تريد أن تعرف أخلاق ولاد البلد قديمًا، والتي اندثرت حاليًا، فعليك بالأمثال الشعبية التي كانت متداولة في ذلك الوقت، وتكملة من كتاب الأمثلة العامية للكاتب أحمد باشا تيمور نستكمل إبحار في الأمثلة الشعبية بالذات الأمثلة ذات الحكم والمواعظ والأخلاقيات في ذلك الوقت.

"اللي يفتح بابنا ياكل لبابنا".. كناية على أن من برّنا بالزيارة والسؤال عنا كان مستحقًا لكرمنا.

"اللي يفتش ورا الناس تفتش الناس وراه".. أي من ولع بالبحث في أمور الناس والتنقيب عن نقائصهم دعاهم إلى مقابلته بمثل ذلك، ولو كف كفوا والعرب تقول في أمثالها "من غربل الناس نخلوه ".

"اللي يقدم قفاه للسك ينسك".. أي من عرض نفسه للإهانة يُهان.

"اللي يقول أبويا وجدي يورينا فعله".. أي من يفخر بآبائه وأجداده كان عليه أن يرينا فعله ليدل به على أنه ابن هؤلاء الأمجاد العظماء.

"اللي يكدب نهار الوقفة يسود وشه نهار العيد".. أي من يكذب اليوم يظهر كذبه في غده أي أن الكذب لابد من ظهوره.

"اللي يكره ربنا يسلط عليه لسانه".. أي إذا أبغض الله عبدًا ابتلاه بلسانه أي يذم الناس فيكثر بينهم مبغضوه. 

"اللي يلزم البيت يحرم عالجامع".. أي ما يحتاجه الدار يحرم على المسجد و المراد لا صدقة اإا بعد كفاية.

"اللي يمد رجله ما يمدش إيده".. أي من مد رجله ولم يعبأ بالناس لا يحق له مد يده لسؤالهم لأنه ظهر بمظهر المستغني عنهم فكيف يصح له استجداؤهم بعد ذلك؟!

"اللي ينشحت بالبق يتاكل بإيه ؟".. المراد أن الهدية تهدى ولا تطلب.

"اللي ينشري ما ينشهي".. المراد لا تتعلق النفس به وتتمناه ما دام الحصول عليه ميسراً وإنما تتعلق بالممنوع أو المفقود.

"إمتى طلعت القصر؟ قال إمبارح العصر ".. يضرب لحديث العهد بالنعمة.

"أمه عياشة وعامل باشا".. عياشة أي تبيع الخبز ويضرب لمن يتظاهر بالعظمة الكاذبة.

"إن أسماك غناك".. أي رزقك الله اسمًا أي صيتًا وشهرة فقد يسر لك الغنى لأنك تناله بذلك.

"إن أطعمت أشبِع وإن ضربت أوجع".. لمراد كن عظيمًا في الخير والشر.

"إن تفيت لفوق جت على وشي وإن تفيت لتحت جت على حجري".. يضرب المثل للقريب لا يستطيع إساءة أقاربه بمثل إساءتهم إليه لأن ما يصيبهم من أذى يصيبه.

"إن دخلت بلد تعبد عجل حش واطعمه".. أي لا تتجاهر بالإنكار على قوم أجمعوا على أمر بل وافقهم فيه وساعدهم عليه فإنك لا تأمن شرهم إن خالفتهم .

"إن عضني كلب ماليش ناب أعضه وإن سبني الندل ماليش لسان أسبه".. المراد أني عاجز عن مقابلة السفه بمثله فليقل السفيه ما شاء و لينهش في عرضي كما يشاء.

"إن فاتك عام اترجى غيره".. يضرب لعدم اليأس عند فوات المقصود فإن لم يقبل عامك عليك بخيره فلا تيأس وارجُ الخير في سواه.

"إن كان بدك تعرف ابنك وتسيسه اعرفه من جليسه".. أي إن كنت تريد أن تعرف ما عليه ولدك فانظر إلى من يصاحبه تعرف أخلاقه فيه .

"إن كان الراجل بحر تكون المرة جسر".. أي إذا كان الرجل في طغيانه وسوء خلقه كالنهر يخشى منه لتكن المرأة عاقلة كالجسر له تمنع أذاه وتكبح جماحه بحسن سياستها كما يمنع الجسر مياه النهر من الفيضان وإغراق الحقول.

"إن كان لجاري ما يهنالي".. أي إذا كان الشيء لجاري أو أقرب الناس لي فلا يهنأ لي وإنما أهنأ بما أملك.

"إن لبست خيشة برضها عيشة".. أي إن لبست الثياب الرديئة بحكم تقلب الدهر فإنها لم تزل عائشة التي كنا نعرفها بمجدها وسجاياها لم تشينها هذه الثياب.

"إيش عرفك إنها كدبة ؟ قال كبرها".. المراد أن المبالغة في الخبر تحمل على الشك فيه وتكذيبه حتى أنهم فضلوا الكذب المعقول عن الصدق المبالغ فيه.

"إيش قلتم في جدع لا عشق ولا اتمعشق؟ قالوا يعيش حمار ويموت حمار".. يضرب في وصف من لا يعشق بالبلادة.

"إيه يحرر النسا؟ قال بعد الرجال عنهم".. أي بعد الرجال عنهن أصون لعرضهن.

" بعد سنة وست أشهر جت المعددة تشخر".. يضرب لأمر يعمل بعد فوات وقته مثل "بعد العيد مينفتلش كحك" و"يا معزي بعد سنة يا مجرجر الأحزان".

"بعد ما راح المقبرة بقى في حنكه سكرة".. أي كنتم تذمونه ولما ذهب عنكم مدحتوه ويضرب لمدح الشيء والتعلق به بعد ذهابه من اليد.