عشوائية الفضائيات.. والوطنية!!
لعل من أكثر الدول تحديًا لإيران في عدد المحطات الفضائية هي "مصر"، وأعتقد أنها أصبحت بحاجة إلى قمر اصطناعي خاص بها، وأشك بأنه يكفي هذا الكم الجبار من المحطات التلفزيونية الفضائية التي لا آخر لها! ولكم أن تتخيلوا لو تم حفظ المحطات في ذاكرة القنوات المحببة على جهاز التلفزيون وكنت تشاهد أحد الأفلام أو البرامج وحولت عنها، فبالتأكيد لن تستطيع أن ترجع إليها! وإن استطعت ذلك فستكون في نهاية البرنامج لأنها ببساطة ستضيع وسط هذا الكم الهائل من المحطات!!
أرى أن غزو المحطات التجارية الفضائيات أمر بالغ السوء والخطورة على سمعة مصر عالميا إن لم يُحسن توجيهها.. لأن بعض تلك المحطات تساهم بقصد أو بغير قصد في التأثير سلبًا على صورة مصر خارجيا.. لماذا؟! وللإجابة على لماذا..أود أن أطرح سؤالاً وهو ما الجدوى من إعداد وبث برامج تخص القضايا المحلية والشؤون الداخلية لمصر على الفضائيات؟!
فما هو دخل المشاهد العربي أو الأجنبي في محافظ لم يقم بزيارة المكان الفلاني للاطلاع على أحواله أوعدم إعطائه أولوية لقضية ما؟ أوموضوع طفح المجاري في المكان الفلاني لعدم وجود صرف صحي، أو عدم صلاحية المياه في القرية العلانية أو أن الجاموسة مريضة وما فيش علف؟!
فهذا الخطاب وإن كان مهما لدى أصحاب المشكلة، فهو موجه من بعض فئات المجتمع إلى حكومتهم في قضايا داخلية بحتة، وليس ظاهرة أوقضية ذات أبعاد إقليمية أو عالمية أو شيء يستفيد منه المشاهد الخارجي.. فهي تظل شكاوى محلية والمراد توصيلها لأصحاب القرار لاتخاذ اللازم!
فهذا كله يسيء حقيقة لصورة مصر والمصريين إذا كان خارج الإطار الصحيح، وعليه يجب على أصحاب المحطات الانتباه له إن كان لمصر حشيمة لديهم؟ كما يجب على الحكومة المصرية الانتباه لهذا الأمر وتعمل على حماية الصورة المصرية.. فلماذا لا يكون هناك تصنيفا للمحطات.. فضائية أم أرضية وذلك حسب رسالتها ورؤيتها وأهدافها.
فباقة النيل مثلاً تُمثل الدولة بشكل ممتاز لوضوح رسالتها وأهدافها في كافة المجالات.. وهناك قنوات فضائية خاصة حقيقة تقوم بدور لائق وبشكل ممتاز في موضوع التواصل الحضاري ونوعية وقيمة البرامج التي تبثها ليستفيد منها العالم العربي سواء الترفيهية أو الإخبارية أو العلمية وعليه يجب الاهتمام بصيانة سمعة مصر والحفاظ على صورتها خارجيا وبين شعوب العالم.
أما أن تترك الأمور هكذا فهذا لا يليق ولا يجوز.. فمن المهم مع إعطاء التراخيص التأكد من أهداف المحطة، وإن كانت تجارية خاصة وتُصرف التصاريح على هذا الأساس. فالمحطات ذات الشأن الداخلي تكون أرضية وتتكلم براحتها.. فسمعة مصر هي الأهم.. وهذه هي الوطنية الحقّة فليس بالتمني والأغاني تبنى الأمم بل بالوطنية الخالصة واحترام الشعوب لسمعة بلادهم.
مجرد نصيحة من محب.