التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 05:02 م , بتوقيت القاهرة

"داعش" يخيف الفنانين العراقيين في "البندقية"

لم يخجل فنانو العراق التشكيليين في "بينالي" البندقية لهذا العام، من مشكلات الصراع الحالي في بلادهم، بل كانت موضوعا أساسيا في معظم أعمالهم الفنية، التي قامت على فكرة التصدى لتنظيم "داعش".



فبينما يواصل مقاتلو "داعش" التقدم نحو بغداد، يكون  للفن المعاصر في المنطقة رأيا آخر، بدلا من الاستسلام لسيطرة الخوف من هؤلاء المقاتلين. ويعمل الكثير من الفنانين العراقيين في تحد لوقف إراقة الدماء، التي تعصف ببلادهم، من خلال ما قدموه من أعمال فنية في بينالي.


وكشف أليستر سوك، في مقال عبر BBC، عن ملاحظاته لأعمال الفنانين العراقيين، التي لا تخفي ما يجري على أرض العراق، وحنينهم للماضي، لكنه يتصور أن هؤلاء لم تكن لديهم الشجاعة لمواجهة الموت بشكل آخر، بدلا من تصوير تعقيدات العراق.


وقال "إنه من الأفضل أن يرسموا ما يعبر عن النظرة التفاؤلية، كرسم الزهور وشوارع دجلة".


وذكر أليستر سوك أن الفنان حيدر عبد الجبار، وهو أحد الفنانين العراقيين الشبان، الذي تأثر بذكرياته عن المشاهد الوحشية، والتي ظهرت بكثافة في أعماله، فهو يصور رؤوسا لذكور مقطوعة ومعصوبة العينين، ومليئة بالدماء.



ويعتزم عبدالجبار رسم 2000 لوحة أخرى لرؤوس مقطوعة وتعليقها على جدران إحدى قصور القرن الـ16 في البندقية، كتعبير صارخ وغير منطقي، والتذكير بضرورة إيجاد حل سلمي للصراع في الشرق الأوسط.


ووفقا لعبدالجبار، الذي اضطر لهجر بلاده، والإقامة في تركيا كلاجئ، فإنه من الصعب أن يعمل الرسامون في العراق، لأن البقاء على قيد الحياة هو التحدي الأكبر.


ولم يعد في العراق غير عدد محدود جدا من الفنانين والنحاتين، الذين يجتمعون عادة في منازل بعضهم البعض، أو في مقاهي المدينة، ولا يمارسون عملهم بحرية، ولا يطلعون على أساليب الفن الحديثة، لمواكبة التطور، بسبب الرقابة على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، لذلك فجميعهم ينتهجون أساليب قديمة. 



كما يعرض عدد من المصورين أعمالهم في بينالي، توثق بعضها فترة انتقال العراق من منتصف القرن الماضي نحو الحداثة.