صور| فنانة تحاكي أوراق التاروت في هايتي
قرر بعض المصورين المبدعين في هايتي تحويل مجموعة من الصور الغامضة إلى حقيقية، ليؤسسوا مشروع "جيتو تاروت"، الذي أشرفت عليه الفنانة أليس سميتر، الحاصلة على جائزة أفضل فيلم وثائقي مصور، بإحدى المسابقات المحلية في بلادها.
إلا أن المشروع ليس مجرد مجموعة الصور الإبداعية التي تلفت الأنظار لفترة، ثم تطويها صفحات الإنترت على أمل أن تجد من يكتشفها، حيث حوّلت أليس صورها إلى كروت تاروت، يمكن أن تبقى مصاحبة بشكل دائم لمن يتحصل عليها.
تقول أليس عن تجربتها إنها كانت رائعة، إلا أن اكبر المصاعب التي واجهتهم تمثلت في درجات الحرارة العالية، التي تعانيها هايتي، والغبار المتزايد، وهو ما يعني أن مسألة التقاط الصور كان مرهقا للغاية، بالإضافة إلى مخاوف بعض الناس، الذين كانوا يعتقدون أنهم يريدون إلحاق الأذى بهم.
وأضافت: "كل هذه الأمور كانوا يضعونها في اعتبارهم منذ البداية، لذلك كنا نتفادى ذلك بصور مختلفة، فمثلا عندما التقطنا صورة لرجل وزوجته وطفلهما، قلنا لهم إننا نريد محاكاة صورة العذراء ويوسف والسيد المسيح إبان طفولته الأولى".
وأوضحت أليس أنه أثناء التقاط بعض الصور، كانت هناك بعض اللحظات المضحكة التي لا يمكن نسيانها، فعندما قاموا مثلا بتصوير كارت الموت، أرادوا يأتوا ببعض الجماجم، فإذ بأحد مساعديها يأتي إليها بحقيبة ممتلئة بالجماجم.
وروت: "كان أمرا مفاجئا جدا بالنسبة لي، كيف كان المصورون المساعدون يستطيعون إحضار كل ما أطلبه منهم في زمن قياسي، رغم صعوبة الحصول على بعضها".
وأوضحت أنها كمصورة تسعى دائما لأن تكون كاميرتها هي وسيلة تغيير الواقع، حيث أنها وجدت أن أوراق التاروت جزءا من ثقافة بلادها، وبالتالي أحست أنها ربما تكون بابا تنشيء من خلاله فنها الخاص بها، موضحة أن أهمية هذه التجربة بالنسبة لها أن تحظى بإعجاب الناس.
وأضافت أن الجديد الذي تقدمه تجربتها يتمثل في خلط الماضي، المتمثل في أوراق التاروت من ناحية، مع الحياة الحديثة من جانب آخر، حيث حاولت أن يعرف أبناء المجتمعات المتطورة ما هو التاروت، بالإضافة كذلك إلى معرفة ما تعانيه تلك المجتمعات، التي مازالت تستخدم أوراق التاروت حتى الآن.