*أمام المرآة.. تقف فتاة في العشرينيات من العمر.. تعدّل من هندامها.. تلقي نظرة متفحصّة على أصغر التفاصيل.. يراودها شك في مدى جمال ما ترتديه.. تعقد مقارنات سريعة بين ما ارتدته وبين الملابس المعلقة أمامها في الخزانة.

يخرجها صوت والدتها من ترددها قائلاً .. " يالا يا بنتي هنتأخّر " 

* تسرع في خطواتها نحو المجهول.. تتمسك بيد والدتها ثم يخرجا من المنزل.. في الطريق لمقابلة "عريس الهنا". 

"ملحوظة" أطلقنا عليه "عريس الهنا" لأنها كل المعلومات اللي كانت تعرفها الفتاة عنه..والباقي ضباب.

* تصل الفتاة ووالدتها لأحد النوادي.. حيث الخضرة والتراك الأورانج والترابيزات البيضة والكراسي البلاستيك.. ينتظرا المجهول الذي لا يعرفون له اسماً أو شكلاً.. فقط 11 رقما هم ما يميزونه عن غيره.. حيث لا يوجد شخصان في العالم يحملان نفس رقم الموبايل.

* في هذه المرحلة بالتحديد، تبدأ لعبة التخمينات.. هل هو الشخص القادم؟؟ أم أنه المرتدي بذلة كحلية؟؟ ربما هو ذاك الذي يرتدي نظارة كعب كوباية.. ليته لا يكون ذو الكوتشي الأبيض ذاك.. لكن يعبر تخمين وراء آخر بجانب طاولة الفتاة.. دون أن يتحقق أي منهم.

* وبعد الكثير من الانتظار.. يتصل.. يبدأ في السؤال عن علامة مميزة قد يجد بها العروسة أو والدتها.. قد تكون لون طرحة أو تلويحة باليد.. ثم يحضر ذو الأرقام الـ 11 المميزة.. ينظر ويسلّم ويتحجج بالازدحام المروري ويعتذر عن التأخير في حين تلتقط عيناه مشاهد سريعة للعروسة.

* في الوقت الذي تحاول فيه الفتاة التعايش مع الصدمة التي قد تقابلها.. عندما تدرك تماما أن تخميناتها كلها لم تكن في محلها، ببساطة لأنه تخطى كل التوقعات والخيالات.. فصدقوني يا رفاقي.. عندما يفاجئها العريس المجهول.. بقصر في القامة أو توكة في الشعر أو كرش غير مبرر في قضية الفيلم.. أو ربما سكسوكة بدون شنب (على غرار استايل الفنان عمرو دياب في تملي معاك) أو"شاكيت شينس".. في هذه اللحظات تتمنى لو لم ترتد هذا الطقم الغالي.. ولم تُسرف في وضع الباودر.. وتجهد نفسها لرسم خط الآي لاينر!

* بعد أسئلة الإنترفيو المعتادة من الأم.. حيث الاسم والسن والمؤهل والعمل الحالي والراتب والشقة والذي منه.. تتحجج الأم بصلاة العصر.. أو ربما شراء بعض الحاجيات المنزلية - اللي فجأة بقت ضرورية -.. أو حتى ميلها لأن تلف التراك مرتين.

* في هذه اللحظة بالتحديد.. تتمنى الفتاة أن يحدث هبوط أرضي مفاجئ وتتفتت صخور الأرضية أسفلها.. فـ تنشق وتبتلعها.. لكن يقطع عليها الإحساس بالخجل صوت ما.. يجلس أمامها.. صوت رجل غريب.. لا تعرف عنه شيئاً.. يوجّه لها سهام الأسئلة واحداً تلو الآخر.. ولا تملك هي إلا أن تجيب.

لكن يا أعزائي القصة لم تنتهِ بعد.. فالموضوع كله يكمن في "الأسئلة".. تلك التي تختلف من شخص لآخر.. وتتحدد مدى حموريتها حسب مدى ضيق أفق وتخلف هذا الشخص.. وعلى سبيل المثال لا الحصر.

- انتي متخرجة من كلية إيه ؟؟ 
- بتحبي الاختلاط ؟
- ارتبطي قبل كده؟؟ ( على أساس إنها هتقولك).
- خدتي الـ ICDL ؟؟ (ومش عارفة هل يا ترى ده هيفيد في تسطيب ويندوز كمبيوتر الزوجية ولا إيه بالظبط ؟؟)
- عندك كام فريند ع الفيسبوك ؟؟
- مستعدة تتخلي عنهم ؟؟ 
- ايه رأيك لو تعيشي في قَطَر؟؟ ولاّ إنتي بتحبي السيسي؟؟
- ناوية تشتغلي بعد الجواز؟؟
- بتصلي؟؟ بتصومي؟ مؤمنة ولا ملحدة؟

- بتتفرجي على ريهام سعيد ؟ ندمانة ؟

* عزيزتي .. إذا وضعتك أمك في هذا الموقف رغماً عنكِ أو أجبرتك تحت تهديد "المواعين" على هذه المقابلة فإليكِ 8 نصائح ستفيدك وتطفش العريس.

(1) موبايلك حصانك.. خدي موبايلك معاكي وطول ما هو بيكلمك بصي فيه وإتشاتي وابتسمي إبتسامات مش في محلّها.

(2) اخرجي من مرحلة "اختلاس النظرات " للـبحلقة.. بحلقيله هيفتكرك هبلة والله .

(3)  أي حاجة يسألك عليها لا تجاوبي بـ "آه " و لا "لأ" ... طوق نجاتك في كلمة " يعني".. دي إجابة مميتة.. بس خلي بالك ممكن يفرهد منك، من سابع "يعني".. مش فاضيين نلم جثث.

(4) الشخصية المستقلة.. طول الوقت إديله إحساس إنك البنت اللي ماحدش يعرف يلمك.. رئيسة جمهورية نفسك.. على سبيل المثال.. أنا بخرج على طول مع صحابي- باكل من ماك - برجع من الشغل أحيانا الساعة11  ( بس لما يكون فيه pressure بس ) - بقلع الحجاب في الأفراح.. بنزل البسين بالمايوه بس (وان بييس) آه إحنا محترمين.

(5) التطلع.. طول الوقت إسرديله خطط مستقبلية عن أملك في الحصول على الدكتوراه الفلانية والزمالة العلانية و المنحة إياها.

(6) المواضيع العميقة... اسأليه عن رأيه في "تأثيرات حادث "تشيونان" على شبه الجزيرة الكورية " .. أو " انهيار مفاوضات الديون بين اليونان ومنطقة اليورو".. ولو حسيتي إنه مش عارف حاجة - وده أكيد - استغربي أوي كده و ضيّقي عنيكي.. هيحس إنه عبيط أوي.

(7) لو لقيتيه ميح في الإنجليزي ارميله كام كلمة مجعلصين.. ولو لقيتيه فاهم إنجليزي ارميله كام كلمة "فرنساوي" .. ولو لقيتيه فاهم في الاتنين وده مستحيل.. يبقى الحل في إنك تديها تركي مدبلج أو خليجي وقوليله إنك متأثّرة بـ "طاش ما طاش" الجزء الرابع أوي.

(8) الـطبيخ ... ماحدش بيتجوز لله ف لله يا بنتي.. من أهم أهداف الجواز هو الأكل الحلو... شوفي إنتي بقى لو قولتيله مابعرفش أحقق أهم الأهداف "مابعرفش أطبخ " .. مش بعيد قبل ما يمشي عشان يروح يقابل منال بنت طنط سوسن، يرزعك بكوباية العصير في وشك.

#‏جايبالك_عريس
?#‏مقابلات_everywhere
?#‏جواز_نوادي