التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 09:49 ص , بتوقيت القاهرة

صور| عمال المحاجر.. حياة قاسية بثمن رغيف شريف

"يا زمن آه يا زمن 

أنا شفتك وإنت خارج م البيبان

في الصباح ويا العيال والشغالين

وإنت ماشى ع الرصيف

خطاويك صوت القروش

في الكفوف

في خيال الشقيانين

والعرق فاحت ترع فوق الوشوش

والعيال رايحه المدارس

والفبارك و الورش

واللي بيلموا السبارس

علشان ياكلوا الرغيف

الشريف"..

وصفت كلمات الراحل صلاح جاهين، قصة كل من يخرج باحثا عن قوت يومه، وهذه المرة نتحدث عن نموذج قوي يضع يده في "شق التعبان"، من أجل الحصول على نصيبه من الحياة، وهم "عمال المحاجر" في المنيا الجديدة.

حاولت مصورة دوت مصر رقية نشأت رصد يوم في حياتهم، اقتربت أكثر لتعرف ما يدور في مخيلتهم، معاناتهم، وما يطمحون إليه، ويرغبون في تحقيقه على المستوي الاجتماعي قبل العملي، وسط تلك الظروف العصية، والمهنة، التي تحاط بالقسوة والمخاطر بقدر كبير وفقا للصور.

قطر الصعيد

كانت البداية عندما قررت فتاة في العشرينات من عمرها، ركوب قطار الصعيد، المعروف ببساطته، وازدحامه بالرجال، المتحفظين، اللذين لاحظوا وجودها فبدت على ملامحهم طول الطريق الكثير من علامات التعجب وكأنهم يقولون بنظراتهم "هي رايحة فين؟ وليه؟"، شيء غريب وسط ركام القطار وزحامه وطريقه المستقيم، لذا لم تغمض عيناها طوال الرحلة، رغم وجود صديقين برفقتها.

مكالمة بلا رد ..

ظلت رقية تفكر طول الطريق في عمال المحاجر، حتى وصل القطار في الرابعة صباحا، لتبدأ عملها بمكالمة لأحد العمال ولكنه لم يُجب، فقررت أن تذهب أيا كان الوضع، لرصد كل ما يتعلق بتلك المهنة الشاقة، ومع كل سيارة تمر أمام المحطة تشاور مع صديقاتها، ولكن دون فائدة، الجميع يهرولون دون اهتمام، حتى أنقذهم سائق سيارة نصف نقل يدعى "الحاج عبدالناصر"، جلست بجواره ليبدأ الحديث بينهما عن الكثير من الأمور.

المحاجر ..

يمتلك الحاج عبدالناصر محجرين، يبدأ العمل بهما في الخامسة عصرا، الأمر الذي أصاب المصورة بقدر من الإحباط، ولكن ذلك لم يعطل رحلتها، حيث ذهبت لأحد المحاجر التي تعمل صباحا، ولكن مالكه لم يوافق على التصوير، أو الحديث مع العمال، لكن العمال أنفسهم رحبّوا بالتحدث إليها، اللذين وصفتهم هي بـ "صعايدة طيبين ورجالة بصراحة، دخلت وأول ما شوفتهم مبقيتش عارفه أصدق هما مستحملين إزاي درجة الحرارة والشمس العالية جدا دي".

إصابات ..

يتعرض عمال المحاجر للعديد من الإصابات خلال عملهم، التي يتسبب فيها درجة "الفولت" العالية، ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى سقوطهم على الأرض مغشيا عليهم، إضافة إلى الكثير من الأضرار التي تصيب أعينهم، كذلك مشاكل الصدر وضيق التنفس، وعلى الجانب الآخر لا يحصلون على حقوقهم كاملة.

عايزين نعيش..

كلمتان قالهم عمال المحاجر، تلخص ما يرجونه من الحياة، التي تبدو بائسة، فقط من أجل أسرهم، وأعين أطفالهم التي يورنها كل صباح، و من أجلهم يغامرون بأرواحهم في أصعب المهن، يكمل أحدهم "أنا نفسي أتجوز اللي بحبها"، الأمر الذي فتح بابا أما شغف الصحفية لتقول "أنا هاجي المكان ده تاني وتالت لأنه يستاهل والناس دي تستاهل".