فيديو| قتلت حبيبها وقطعت أغلى ما يملك.. فأصبحت بطلة
سادا أبه. امرأة يابانية ألهمت الأدب والسينما، وحثّت الكتاب والمفكرين والفلاسفة على الكتابة عنها، وتناول ما اقترفته من جريمة بالتحليل، لأنها صدمت المجتمع الياباني كله، وربما العالم أجمع، في ثلاثينيات القرن الماضي.
خنقت سادا أبه حبيبها كيتشيزو إيشيدا في 18 مايو 1936 ثم قطعت قضيبه وخصيتيه، وحملتهم معها في حقيبتها.
سادا أبه متبسطة وسط المحققين بعد القبض عليها
تبدأ حكاية سادا أبه مع حبيبها كيتشيزو إيشيدا، حينما عملت بالمطعم، الذي كان يملكه، في الأول من فبراير 1936، بعد عملها فترة طويلة جيشا وبائعة جنس. ومنذ بدأ عملها وإيشيدا يتقرب منها، وبما أنها لم تكن تستمتع جنسيا بحبيبها، فقد استجابات لإيشيدا.
وبعد أقل من أسبوع، تطورت علاقتهما الجنسية، ليتقابلا بأحد فنادق الحب المنتشرة في أرجاء اليابان، حيث يسترق الرجال والنساء الجنس بعيدا عن عيون الناس. ورغم أنهما كانا يخططان لممارسة الجنس بضع ساعات قبل العودة للمطعم، فلم يخرجا من الغرفة لمدة أربعة أيام.
وحتى حينما غادرا الفندق أخيرا، لما يستطيعا إيقاف إغراء الاستمرار، فذهبا لفندق آخر، واستمرا في ممارسة الجنس وشرب الخمر بنهم، ولم يكونا يتوقفان حتى عندما يدخل الخدم لتقديم الساكي.
وبعد أسبوعين متصلين من ممارسة الجنس، عادا إلى المطعم.
لقطة من أحد الأفلام المقتبسة من الحادثة
وتقول أبه عن علاقتها بإيشيدا إنها عرفت في هذين الأسبوعين، الحب الحقيقي، لأوّل مرة في حياتها، رغم ممارستها الجنس مع مئات، وربما آلاف الرجال قبله، وتضيف أنها شعرت حينما عادا إلى المطعم، أن إيشيدا سيعود إلى زوجته، ما أشعل الغيرة في قلبها.
أعاد إيشيدا وأبه الكرة مرة أخرى، وذهبا لممارسة الجنس في أحد الفنادق، لكن أبه وضعت سكينا على عضوه، وقالت له إنها ستتأكد بنفسها من أنه لن يخونها مع امرأة أخرى، وهو ما أعجب إيشيدا.
وبعد ليلتين من المداعبة والممارسة، بدأت أبه تخنق إيشيدا، والغريب أن إيشيدا استمتع بذلك ولم يستهجنه، بل حثها على خنقه أكثر، ولكنه طلب منها أن تخنقه بينما هو نائم، حتى لا يشعر بالألم الذي شعر به، والذي شعرت هي به حينما بادلها نفس اللعبة الجنسية عبر خنقها.
وحينما نام، لفّت حزام الكيمونو لفّتين حول رقبته، وخنقته، وظلت ساعات ممدّدة إلى جانب جثته، وأخيرا قطعت عضوه الذكري وخصيتيه، ولفتهما بغلاف إحدى المجلات واحتفظت بهم، وبدم حبيبها كتبت على فخذه "سادا وكيتشيزو.. معا إلى الأبد"، وعلى ذراعه نحتت بالسكين اسمها الأول "سادا"، ثم غادرت الفندق.
وبعد اكتشاف الجثة، بدأت الشرطة في البحث عنها، إلا أنها لم تجد لها أثرا.
كتبت على جسده بدمه "سادا وكيتشيزو.. معا إلى الأبد"
وذكرت أبه في أثناء التحقيقات، أنها وبسبب حبها الشديد، لإيشيدا كانت تريد أن تقتل نفسها بسبب موته، وأنها حاولت ممارسة الجنس مع قضيبه المقطوع، الذي ظلت تحتفظ به في أي مكان تذهب إليه، وحتى ليلة القبض عليها.
وأخيرا، وبينما كانت مقيمة في أحد الفنادق، اقتحمت الشرطة المكان بعد بلاغ باشتباه في امرأة تحمل أوصافها، وحينما لم تجد الشرطة منها أي مقاومة شكت في أنها سادا أبه المطلوبة، فأكدت لهم أنها هي، ولتجعلهم يوقنوا من ذلك، أخرجت لهم عضو إيشيدا التناسلي، دليلا على جريمتها.
بوستر أحد الأفلام المقتسبة عن الحادثة
وحكمت المحكمة على سادا أبه بالسجن 6 سنوات بتهمة القتل من الدرجة الثانية، والتمثيل بجثة، بعد عدة جلسات، حيث اعترف القاضي أنه هو نفسه قد أثير جنسيا، بينما كان يطّلع على أوراق القضية.
جدير بالذكر القول إنه بعد القبض على سادا أبه، تم الاحتفاظ بعضو إيشيدا التناسلي في متحف كلية الطب بجامعة طوكيو، لشهرة الحادثة التي رجّت المجتمع الياباني، ثم قررت الحكومة اليابانية أن تعرض عضوه للجمهور، إلا أنه اختفى مع الخصيتين تماما مع الفوضى التي صاحبت نهاية الحرب العالمية الثانية وهزيمة اليابان.
أحد الأعمال الفنية التي استلهمت الحادثة
وكتب الكثير من المحللين والكتاب والفلاسفة حول حادثة سادا أبه، حيث قال بعضهم إنها قتلت إيشيدا ليس بسبب غيرتها عليه، لكن بسبب عشقها له، وإنها مثال لخطورة الجنسانية الأنثوية الجامحة التي تهدد النظام الأبوي في المجتمع.
وبعد الحرب العالمية الثانية، وفي محاولة من الحكومة اليابانية لتشتيت انتباه ووعي العامة، عبر تشجيع الناس على الاهتمام بالرياضة والسينما والجنس، بدأ الأدب يتناول قصة سادا أبه بطريقة مختلفة، حيث جعلها الكتاب نموذجا للمناضلين ضد النظم الشمولية، ورمزا للتحرر من الأفكار السياسية القمعية، ووصفها بعضهم بـ "بطلة هذا الزمان" لاتباعها رغباتها في زمن يمتلئ "بالأخلاق الزائفة" والكبت بكل أنواعه.
ومن ضمن الكتب التي كتبت عن حادثة سادا أبه، كتاب "الاعترافات الجنسية لأبه سادا The Erotic Confessions of Abe Sada " الذي صدر عام 1947 وبيع منه أكثر من 100 ألف نسخة، وجعل سادا أبه نفسها بعد خروجها من السجن، تكتب سيرتها الذاتية بعنوان "مذكرات أبه سادا: نصف حياة من الحب Memoirs of Abe Sada: Half a Lifetime of Love ".
إعلان فيلم Sada انتاج 1998 المأخوذ عن حادثة سادا أبه
وبجانب تأثيرها على الفكر والرواية والشعر والموسيقى والمسرح والفن التشكيلي، أثرت أيضا حادثة سادا أبه على السينما، حيث أنتج الكثير من الأفلام عنها، أشهرها "في مملكة الحس In the Realm of the Senses " الصادر عام 1976، والذي منع عرضه في جميع أنحاء العالم، لامتلائه بالعري ومشاهد الجنس الصريحة.
جدير بالذكر أن أبه نفسها ظهرت في أحد الأفلام التسجيلية التي تناولت قصتها عام 1969.