هل سنشاهد أخيرا في 2015 فيلما يليق بـ ستيف جوبز؟
عام 2013 تم عرض فيلم Jobs للمخرج جوشا مايكل ستيرن، عن قصة حياة عملاق التكنولوجيا الراحل، مع الممثل الشاب أشتون كوتشر في الدور الرئيسي. لم يلقَ الفيلم التجاوب النقدي أو الجماهيري، واعتبره البعض مجرد محاولة متسرعة للحاق بوفاة جوبز.
في انتظارنا محاولة أضخم في أكتوبر 2015 مع أسماء أكثر ثقلا على المستوى الفني. واللمحة الأولى منها ظهرت بالفعل في إعلان دعائي أو Teaser قصير، بعد أن أطلقت شركة يوينفرسال أول إعلان لفيلم Steve Jobs مع مايكل فاسبندر في دور جوبز مؤسس شركة Apple وسيث روجان في دور ستيف وزنياك، شريكه الأول في تأسيس الشركة، وجيف دانيلز في دور جون سكالي الرئيس السابق للشركة، إضافة إلى النجمة كيت وينسلت في دور جوانا هوفمان العضو الخامس في الفريق الأصلي الأول للشركة.
Teaser
على العكس من أغلب أفلام السيرة الذاتية التي تتعرض لحياة الشخصية الرئيسية طول سنوات وسنوات حتى الوفاة، يختص الفيلم الجديد طبقا لتصريحات منقولة عن السيناريست أرون سوركين، بـ 3 محطات رئيسية ومسرحية فاصلة في حياة جوبز كشخص، وفي تاريخ التكنولوجيا ككل.
الأولى مع إعلانه وتقديمه لأول جهاز كمبيوتر Mac عام 1984. الثانية مع الإعلان عن أول جهاز من شركته الثانية NeXT عام 1988، والثالثة مع الإعلان عن أول جهاز iMac عام 1998 بعد عودته لشركة أبل. في كل مرة سيتعرض السيناريو لصراعات عديدة، تمت قبل ظهور كل منتج.
ملحوظة: بعض الأخبار والمواقع تذكر أن المحطة الثالثة ستكون مع أول جهاز iPod عام 2001.
السيناريو مقتبس بالأساس عن كتاب لـ والتر إيزاكسون بنفس الاسم، ويعتبر الأكثر مبيعا عن جوبز. ويضم ملخص حوارات طويلة بين الكاتب وجوبز وبعض المقربين منه، بشكل يغطي تفاصيل حياته من الألف للياء. لكن بالإضافة للكتاب يضم سيناريو الفيلم، مساحة أكبر لابنة جوبز "ليزا"، التي أنكر أبوتها في البداية، ولم تشارك في الكتاب كمصدر.
بصفة عامة ما يُميز الكتاب هو أنه لا يحاول أن يُجمل خطايا جوبز. في الواقع ستجد العديد من التفاصيل الغريبة التي يسردها جوبز أو المقربون ولا تنتمي إلى أي نوع من المثالية، وغالبا سينتقل هذا للفيلم ما دام السيناريو يخص أرون سوركين.
سوركين كتب سابقا سيناريوهات أفلام Charlie Wilson's War - Moneyball -The Social Network وكلها تتعلق بشخصيات مهمة مثيرة للجدل حققت إنجازات فاصلة، وغيرت القواعد في مجالات عملها.
فيلمه The Social Network الذي أخرجه ديفيد فينشر بالأخص، والذي تعرض فيه لقصة ظهور الفيس بوك مع مارك زوكربيرج ورفاقه في جامعة هارفارد، يبدو النموذج الأقرب. الصراع الدرامي الذي لا نعرفه، خلف منتج تقني نعرفه ونستخدمه، غير حياتنا للأبد.
ديفيد فينشر كان الاختيار الأول لفيلم جوبز أيضا، وقت تعهد شركة سوني بالإنتاج. واختار وقتها كريستان بيل للدور، قبل أن ينسحب بسبب خلافات مادية مع سوني. انتقل المشروع لاحقا إلى شركة يونيفرسال والمخرج داني بويل، صاحب التاريخ الجيد، والحاصل على الأوسكار عن Slumdog Millionaire 2008. حماس اسمين بهذا الوزن في الإخراج للعمل، شهادة جودة للسيناريو.
يظل الممثل هنا رمانة الميزان في نجاح أو فشل الفيلم. مايكل فاسبندر فاز بالدور الرئيسي بعد اعتذار كريستان بيل وليوناردو دي كابريو، ومهمته غاية في الصعوبة مع الجمهور الأمريكي بالأخص، بسبب مشاهدة أغلبهم لعشرات الفيديوهات التي ظهر فيها جوبز الأصلي.
ورُغم أن الغالبية تثق في قدرات فاسبندر كممثل عامة، ظهرت اعتراضات عديدة في فضاء الإنترنت مع ظهور أول صور له في الدور.
الممثلة الشابة سارة سنوك، تشارك أيضا في الفيلم، وأراها من الأسماء الواعدة جدا في جيلها بعد أن قدمت سابقا دورا ممتازا في Predestination 2014. أتعشم أن يسمح لها حجم الدور بانطلاقة أكبر مستقبلا.
أنتظر فيلما جيدا جدا، نظرا للأسماء السابقة. وأتوقع أن يشارك الفيلم في موسم ترشيحات الأوسكار بنصيب جيد. بالمناسبة هذا العام سيشهد تنافسا ساخنا جدا في فئات الجوائز التمثيلية بالأخص، يفوق ربما العام الماضي.
يبقى السؤال: بالنظر لـ 3 أسماء التي ترشحت رسميا للدور، أيهما تراه الأجدر بالفعل للقيام بدور ستيف جوبز؟.. لا تتردد في كتابة اسم رابع في التعليقات، تراه أنسب.