التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 06:18 م , بتوقيت القاهرة

في الذكرى 210 لتوليه عرش مصر: هل أسس محمد علي مصر الحديثة؟

يصادف اليوم مرور 210 أعوام على تولي محمد علي عرش مصر، ورغم كونه كان الحاكم الأول عليها، فإنه وضع أسس الدولة المصرية الحديثة، التي بلورتها الأسرة العلويه بعد وفاته.




من هو محمد علي باشا "نشأته"


محمد علي باشا المسعود بن إبراهيم آغا القوللي المُلقب بالعزيز أو عزيز مصر، هو مؤسس الأسرة العلوية وحاكم مصر ما بين عامي 1805 إلى 1848، ويشيع وصفه بأنه "مؤسس مصر الحديثة.


ولد في مدينة قولة التابعة لمحافظة مقدونيا شمال اليونان عام 1769، لأسرة ألبانية، فكفله حاكم قولة وصديق والده "الشوربجي إسماعيل" الذي أدرجه في سلك الجندية، فأبدى شجاعة وحسن نظر.



توليته الحكم 


بعد فشل الحملة الفرنسية على مصر، وانسحابها عام 1801، تحت ضغط الهجوم الإنجليزي على الثغور المصرية، الذي تواكب مع الزحف العثماني على بلاد الشام، شجع ذلك المماليك على العودة إلى ساحة الأحداث في مصر، إلا أنهم انقسموا إلى فريقين أحدهما إلى جانب القوات العثمانية العائدة لمصر بقيادة إبراهيم بك الكبير والآخر إلى جانب الإنجليز بقيادة محمد بك الألفي.


 خلال هذه الفترة من الفوضى، استخدم محمد علي قواته الألبانية للوقيعة بين الطرفين، وإيجاد مكان له على مسرح الأحداث، وفي 9 يوليو 1805، وأمام حكم الأمر الواقع، أصدر السلطان العثماني سليم الثالث فرمانا سلطانيا بعزل خورشيد باشا من ولاية مصر، وتولية محمد علي على مصر.


إنجازاته 


اتجه محمد علي إلى بناء دولة عصرية على النسق الأوروبي في مصر، وكانت أهم دعائم دولته العصرية سياسته التعليمية والتثقيفية الحديثة، حيث كان يؤمن بأنه لن يستطيع أن ينشئ قوة عسكرية على الطراز الأوروبي المتقدم ويزودها بكل التقنيات العصرية وأن يقيم إدارة فعالة واقتصاد مزدهر يدعمها ويحميها إلا بإيجاد تعليم عصري يحل محل التعليم التقليدي، بالاضافه إلي الصناعات العسكريةحيث إنشاء مصانع للأسلحة في مصر. كان مصنع الأسلحة والمدافع في القلعة باكورة هذا التفكير، والذي أسسه عام 1827 و مجالات أخري كالتعليم و الصناعه و التجارة حيث ساهم في اتساع نطاق تجارة مصر الخارجية.



نهايته 


زاد حالة محمد علي باشا سوءا كانت المصائب التي حلّت بمصر وعليه شخصيًا في أواخر عمره، ففي سنة 1844 تبيّن لرئيس الديوان المالي شريف باشا، أن دايون الدولة المصرية قد بلغت 80 مليون فرنك، بّر عن خوفه من ضياع إنجازاته بسبب عدم كفاءة أحفاده لتحمّل مسؤولية البلاد والعباد، فقال: «ولدي عجوزٌ عليل، وعبّاس متراخ كسول، من عساه يحكم مصر الآن سوى الأولاد، وكيف لهؤلاء أن يحفظوها؟، وبحلول عام 1848 كان قد أصيب بالخرف وأصبح توليه عرش الدولة أمرًا مستحيلاً، فعزله أبناؤه وتولّى إبراهيم باشا إدارة الدولة".



الأسرة العلوية 


الأسرة العلوية هي سلالة مصرية ذات أصول ألبانية بعيدة أسسها محمد علي باشا من الباشوات والخديويات من نواب السلطان، حكمت في مصر تحت السلطة الأسمية للعثمانيين ما بين 1805 - 1914، تزوّج محمد علي باشا امرأتين ورُزق  5 أولاد ثلاثة أنجال وبنتين وهم: إبراهيم باشا، أحمد طوسون باشا، سعيد باشا، توحيدة هانم، ونازلي هانم.



وعلى الرغم من الإنجازات، التي قدمها للبلاد، فإن البعض قد رأى أن محمد علي باشا لم يكن بانيا لمصر الحديثة، وإنما هو أجنبي غازٍ مثله في ذلك مثل أي محتل آخر لأرض مصر، كما أنه استغل ثروات مصر ومواردها البشرية لتحقيق مآربه الخاصة، وليس لتحقيق مصلحة البلاد وأهلها.