تعرف إيه عن سويقة اللالا ودرب شكمبة؟
وسع وسع وسع وسع .. أنا أزق التارة وأضرب ميت بمبة
دانا الأسطى عمارة من درب شكمبة.. سيطي من القلعة
لسويقة اللالا.. لا لا لاله..أنا واخد السمعة
من منا لا يعرف هذه الكلمات ويحفظها عن ظهر قلب، فهي جزء لا يتجزأ من حياتنا فأوبريت الليلة الكبيرة للمبدع صلاح جاهين، دائما ما تغنينا به، ولكنه برغم حفظنا لهذه الكلمات إلا أننا لم نلتفت إلى أنها تشير إلى مكان لا يعرفه إلا القليلون منا.
سويقة اللالا
حارة مصرية أصيلة يفوح منها عبق التاريخ، تختبئ بين ثنايا شوارع قاهرة المعز بحي السيدة زينب حيث الأزقة والدروب التي تحوي بداخلها تراث مصر العظيم وآثارها الخالدة.
إذا قمت بزيارة الحارة الآن ستجد على جانبيها منازل صغيرة عتيقة لازالت تحتفظ ببوابات قديمة وواجهات خشبية وأحجار تاريخية، ولكن برغم من أثرية المكان فهو يعود تاريخه إلى مئات السنين.
الحارة أثر عليها تقلبات الزمن وتطورات العصر وخاصة التطور العمراني الذي طال أحياء القاهرة، ليحول ملامح المكان بشكل كبير يكشف عن مدى الإهمال للتاريخ المصري.
وصف السويقة
حارة صغيرة تقع في آخر شارع الحنفي بجوار درب الهياتم، وتنتهي بشارع الدرب الجديد، بها من جهة اليسار ثلاث عطفات: المحتسب، المدق، مرزوق"، و من جهة اليمين حارة العراقي يسلك منها شارع الناصرية.
وعرفت بـ "الشيخ العراقي" نسبة لصاحب الضريح الذي بها، في أولها مسجد داود باشا، وفي آخرها مسجد عيسى الكردي.
حارة البشوات
كانت هذه الحارة البسيطة هي مسكن البشوات والأمراء وبها القصور والمساجد والمعالم التاريخية من حمامات وأسبلة وزوايا، وفقا لـ "مخطوطة على باشا مبارك في الجزء الثالث من الخطط التوفيقية الجديدة".
لماذا سميت بسويقة اللالا؟
يعود سر تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى "الست صفية اللالا" التي كانت تعمل مربية لأولاد الملوك والأمراء في تلك الحارة، كما يوجد أيضا زاوية بالحارة تسمى "صفية اللالا" دفنت بها، ويقام بها مولد في كل عام احتفالا بها.
"السويقة" تعني سوق صغير به مختلف أنوع البضائع والسلع يتبضع منه الناس ما يحتاجونه.
ماذا قال سكان حارة "سويقة اللاله"؟
يقول فؤاد موسى، أحد سكان سويقة اللاله، البالغ من العمر 81 عاما ويعمل ترزيا، إنه يوجد في أول الحارة مقام "سيدي محمد الحلفاوي" أحد خادمي السيدة زينب وجاء معها إلى مصر.
وأشار إلى أنه كان يوجد أمام المقام، حمام أنشأه محرم أفندي للنساء والرجال، عرف بين سكان الحارة بحمام الشيخ علي ولكنه هدم منذ سنوات قليلة وحل محله الآن عمارات تحت الإنشاء.
أضاف محمد العاصي، صاحب محل أدوات صحية بالسويقة، أن الحارة من الأماكن الأثرية بداخلها مسجد داود باشا، الذي تعرض للتلف بعد تصدعه على إثر زلزال 92، وتم إغلاقه لمدة خمس سنوات لكن لم يرمم حتى الآن برغم من أن المسجد يعد تحفة معمارية ويتميز بطراز فريد من نوعه.
وأكدت "أم خيشة" صاحبة محل بقالة بالسويقة، والبالغة من العمر 85 عاما، أن حال السويقة تغير كثيرا عن الماضي فمعظم البيوت تهدمت عند وقوع الزلزال واندثرت معها ملامح السويقة الأثرية ببناء منازل جديدة.
واستكملت "أم يوسف" التي تمتلك محل علافة بالسويقة، وتبلغ 72 عاما، أنه يوجد بجانب جامع بقايا بيت قديم بوابة كبيرة يعلوها نحتا بارزا لعلم مصر القديم الأخضر، يطلقون عليه منزل داود باشا.
درب شكمبة
كما هو الحال بالنسبة لـ "سويقة اللاله" فإن درب شكمبة يعد واحدا من الأماكن العظيمة في مصر، يقع في شارع السد بحي السيدة زينب ويبعد عن مسجد السيدة زينب بمئتي متر.
قال محمد توتو عجلاتي بالدرب، ويبلغ من العمر 73 عاما، أن شهرة "درب شكمبة" تأتي من ذكره في أوبريت الليه الكبيرة، وأنه تغير كثيرا فقد كانت هناك زاوية وحمام بالدرب ولكنهما اختفيا بسبب التطور العمراني الذي اجتاح الحي، متمنيا أن يعود الدرب كما كان عليه سابقا.