فِقه العلمانية في تربية العيال الذكية
لأني وأحمد الله لم أفقد إدراكي بالزَمـان، ولا أَقِــف على أعتاب قرون مَضـــت، ولأني أعرف أني أُربي رجلا لزمن غير زمنـــي.. زمـــن لا أعرفه وربما لن أُدركـــــه، لكنّي على يقين أن بفعل كل قوانين الطبيعــــــة سيكون زمنا مختلفا عما نعاصره اليوم، زمن أكثر تقدمًا وأكثر قدرةً على تنقيح الماضي إنْ بقي منه ما يحتاج التنقيح؛ كي لا يقع ويقعون في هــوة الشيزوفرنيا أو الداعشية.
ولأني لَســـت كَسواد أعظم من أمهات الطَرحة الاسبانش، التي ما أنزل الله بها من سلطان، أولئك الوسطيات المُتسامحات ذوات اللليجنز واللــ full make up، لكنهن حريصات على أن يسألن هل البنوك ربوية أم لا، وهل تهنئة الآخر بالعيد حرام أم حلال، مَنْ يأكلن الرنجة بعد شم النسيم بيوم عشان حرام، اللائي كُن بمجرد سماعهن أن ابنهن قرأ قصة مع ابنة الجيران (الطفلة الجميلة التي تُماثله في العُمر في تصرف طبيعي يحدث كثيرا بين الصغار)، ولأن الجيران مسيحيون، فلابد من (صدمة) تحدث بين الطفلين يكون محلها القلب وغالبا لا يُجاهر أحد منهم بها الآخر.
فقط يصمتون ويتعجبون ويتساءلون، وإذا كان هناك إجابة فلا بد وأن تكون على طريقة الأولتراس بقبول فريق على حساب الآخر، وكأن دينه دين الحــق والباقي سَلَطـــة، ورغم أن السَلَطَــــــة هي الأفيد قاطبة، إلا أنها وحدها لا تكفي لا بد للتنوع أن يكون، وإلا كان النفور والملل نتيجة حتمية.
ولأن الحوار بيني وبين ابني بلا سقف.. بلا حَـــد بلا نهاية.. أبدي له قبولا بسماع كُل وأي شـــــــيء.
سَمَـــع ابني القصة التي مفادها أن الإله يتجسد (تصغير لفكرة اللاهوت والناسوت) ولم يُصدم ولم يُبد نفورا، قرأ القصة مع بُس بُس، واستمتع ولم يستغرب ولم يتعجب ولم يتهمها بالكفر ولم يكرهها ولم يتحول لطفل خبيث منافق يسمعها وهو يكرهها بقلبه، ويرتمي في حضني لأقول له لا تأكل من أكلها فهُم كَفَرة، وحاشاني أن أجعل ابني مشروع إرهابي كامن أو أَن أزرع في قلبه بذرة حقد أو كره أو غِل أو ازدراء لآخر.
فقط تساءل.. وهُنا كان دوري الذي قَد يراني البعض (نصرانية) بمُسماهم وأين المسيحيين وأين نصاري نجران ونحن في القرن الـ 21، لكن "أوكي" هم في جميع الأحوال لا يقرأون.. وقد يراني الأكثر تطرفًا كافرة كُفر بواح، وقد يرى الرَهْط الباقي أَني أُغالي في الواقعية؛ لأن النقاش في مجمله أكبر من عقل طفل، فعدم إدراك، غير مقصود، ربما بـ سيكولوجية الطفل وأنــنا نحن الكبار الصِغار.
ولأني عبر تجاربي الحياتية مع المحيطين صادفت المرائين والمنافقين والصادقين والزاهدين.. رأيت من يستح أن تراه يفعل الخير مقربــــةَ من الله، ورأيت من يُطبق حبه لله في مُعاملته للقاصي والداني، ورأيت أبا عاقا يصلي ويصوم ويجامل ويمد يده بالخير، وعاش ومات لم ير ابنه، في خصومة مباشرة مع رب عادل رحيم.. جميعهم لهم عَلاقاتهم الخاصة مع الله، لكن من يعكس النظرية على التطبيق؟
قَـد أكون مخطئة ولكن الصواب الذي أعلمه هو أن الدين إن صَـــح فهو (معاملة) نُطبقها على من حولنا، القريب ثم الأقرب إلى أن يشمل ذلك مجتمع عنده دين محله قلبه وأخلاق يعامل بها الناس.
ولأني أتمنى أن أرى كل الأطفال يحبون بعضهم ويقبلون بعضهم كَـ نـــواة لمجتمع عَله يكون أفضل.. عَلَـــه يخلو من مظاهر النفاق والكراهية التي لا تؤدي إلا للقــــــاع.
إيمانًا مني أَن الرب محَله القَلـــب، وأَن لا شيء عَصْـــــي على النِقاش، وأَنه لو لم نُفهمهم نحن فإننا نتركهم لأولياء الشيطان يعبؤون رؤوسهم بالشرور.. أهديكم حواري مع ابني ذي السِت سنوات عن الله وهل يتجسد والشيعة والمسيحيين وكل الالتباسات التي يخشى الكبار الخوض فيها بلا أي تعديل أو مَقص رقيب.
استمع إلى حوار الكاتبة مع ابنها الصغير ..