نالت رواية "الطلياني"، للأديب التونسي شكري المبخوت، جائزة البوكر في نسختها العربية، في العاصمة الإمارتية أبوظبي، اليوم الأربعاء، بعد أن انتشرت أنباء عن خروجها من المسابقة بسبب منع توزيعها في الإمارات.

طرحت الرواية مجموعة من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية منها العلاقة بين اليساريين والإسلاميين والعنف السياسي، فضلا عن العلاقات خارج إطار الزواج والخيانة الزوجية والتحرش الجنسي بالأطفال وزنا المحارم، وغيرها من القضايا التي كتبت بطريقة سردية روائية مختلفة، انطلاقا من قصة عبدالناصر الملقب بـ"الطلياني"، وحبيبته "زينة" طالبة الفلسفة الثائرة والمتمردة الطموحة.

في حديث للمبخوت لـ"موقع حقائق أون لاين التونسي"، أوضح أنه شرع في كتابة هذه الرواية في نهاية 2012، واعتبرها وليدة الثورة، مضيفا: "أردت أن أتطهر بالكتابة من مخاوفي من التحولات التي شهدتها تونس في الفترة الانتقالية"، كما أشار إلى أن الرواية "لا تقدم أصولا بل شخصيات من منظار فني".

وقال إن الهدف من كتابة رواية "الطلياني" هو التأريخ لمرحلة معينة، وبيّن المبخوت أن التاريخ كان "إطارا ضروريا" للبناء السردي، مشددا على ضرورة أن يكتب التاريخ بطريقة سردية تخييلية، بهدف "تعمير خيال الشباب وحمايتهم من إمكانية الجنوح نحو الإرهاب وغيره من الآفات الاجتماعية"، وفق تقديره.

كما شدد صاحب رواية "الطلياني" على أن الفن الروائي تأملي بالأساس، وأن "الرواية هي الجنس الأدبي الوحيد الذي يمكن أن نبني به كل تلك المتغيرات، بل هو جنس يلتهم كل الأجناس الأدبية والفنية الأخرى"، فالرواية "أصدق إنباء من الكتب". 

وأوضح المبخوت أنه لا يقدم من خلال هذه الرواية أي رسالة لليسار التونسي، بقدر ما يشدد على استحالة تحقيق مكسب دون تحرير الفرد، مبينا أنه اعتمد على "أجساد مرهقة وشخصيات مقهورة"، في محاولة لأن يعيد "لليسار إنسانيته"، قائلا إن "تحرر الشعوب هو التقاء ذوات حرة"، معتبرا أن روايته بمثابة "أرشيف للوجع الإنساني".