الموسيقى الإسبانية.. في الأصل "عربية"
الموسيقى الأندلسية هي إحدى الأيقونات العالمية التي بفضلها حدث طيار التغير الذي أصاب كل الآلات الموسيقية حول العالم، فهي نسيج التقاء الحضارة الإسلامية العربية والأوروبية، تعرف على الموسيقى الأندلسية والآلات الموسيقية وتأثيرها على موسيقى الأسبانية
الموسيقى الأندلسية
مصطلح يطلق علي الموسيقي الكلاسيكية بالمغرب العربي، نشأت بالأندلس وارتبطت في بعض الأحيان بالمدائح ولا تتقيد في الصياغة بالأوزان والقوافي ، انتقلت الموسيقة الأندلسية نتيجة للهجرة بعد سقوط الأندلس. لم يمتد هذا اللون إلي مصر وبلاد الشام ولكنه استقر ببلاد المغربي العربي.
مسميات الموسيقة الأندلسية
كما تختلف أسماء هذا الفن من منطقة إلى أخرى فهو"الآلة" في المغرب، و"الطرب الغرناطي" في الجزائر، و"المالوف" في قسنطينة وتونس وليبيا. ولكن هذه الأصناف كلها بأسمائها المختلفة ترجع إلي أصول واحدة وهي " الموسيقي الأندلسية " التي نشأت في المجتمع الأندلسي.
أساس الموسيقى الأندلسية
هناك مقومات أساسية تقوم عليها الموسيقي الأندلسية، "مكون شعري"، وأبدع شعراء الأندلس في تغير النمط التقليدي للشعر؛ ليقدموا التعبير الشعري الذي يسمى "موشح"، وهي قصيدة شعرية ولكنها لا تخضع لوحدة البيت والقافية.
والأصل في الموشح هو الأغنية الشعبية المحلية، حيث استدعى الشعراء مقطعا من هذه الأغنية وبنوا عليه الموشحة، و"المكون النغمي" أو "النوبة" هي مجموعة المقطوعات والألحان ومن الأنغام بعضها يكمل بعضا، لذلك تعتبر هذه النوبة مكون نغمي أساسي.
الموشحات الأندلسية
يعد فن التواشيح من أهم الفنون الموسيقية التي عرفنها من خلال الأندلس، وقد ظهر الموشح عندما شعر عرب الأندلس بحاجتهم إلى التحرر من قيود أوزان الشعر التي التزموها طوال حياتهم.
الأشعار المتغنى بها في الموسيقة الأندلسية
هي أشعار محفوظة في كتاب مقدس يسمى "الديوان" عدد النوبات حاليا بالمغرب هو 11 نوبة، أما في الأصل فقد كانت هناك 24 نوبة بعدد ساعات اليوم، لتوافق كل نوبة ساعة من ساعات اليوم، ولا تغنى النوبة إلا في تلك الساعة الموافقة لها، لم يتبق من هذا الكنز العريق إلا 11 نوبة، بينما ضاعت 13 بسبب الإهمال وسوء التدبير.
الآلات الموسيقية
المعروف أن أهل الأندلس براعوا في الغناء والموسيقي، فكان أول من تجرأ على تطوير الموسيقى العربية، حيث اهتموا بجمع الآلات الموسيقية التي كانت معروفة ببلاد المشرق، ثم تفننوا في ابتكار عدد من الآلات الأندلسية التي لم يسبق أن عُرف بعضها من قبل أن تنتشر بكثافة البلاد الأندلسية.
وعرفت الأندلس آلات أخرى، مثل "الطبلة والنقارة والطسوت التي تقرع بالقضبان وآلات الزمر والبوق النحاسي المجوف والبربط وهو على شكل الكرة، وآلات الوتري وآلة نفخ (الناي) والنغرات والطار (الدفوف)".
الأندلس تغني على أنغام زرياب
يعد "زرياب" أحد علامة الموسيقة الأندلسية، لما أحدث فيها من تغيرات، فكان انتقال زرياب من بغداد إلى قرطبة نقطة تحول في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس، لان ابتكارته لم تقتصر فقط على الغناء والموسيقى، ولكنها شملت جميع جوانب المجتمع الأندلسي.
تعلم أبو الحسن علي بن نافع، الذي اشتهر بـ"زرياب"، الموسيقى والغناء على يد إسحاق الموصلي، سنة 850م، الذي كان صاحب مدرسة للغناء والموسيقى في العاصمة العباسية والمغني المفضل لدى الخليفة هارون الرشيد.
وأخذ "زرياب" ألحان أستاذه ووضعها في قالب جديد وطوّرها، ولكنه ألف ألحانه وأغانية المستقلة، ومن ابتكارته أنه زاد "أوتار العود الأربعة" وترا خامسا من اختراعه، كما شكل دعوة للشعراء لابتكار أنواع جديدة من الشعر الغنائي.
أشهر المطربين الأندلسيين
غير زرياب، هناك العديد من الفنانين والشعراء الأندلسيين الذين أضافوا للموسيقى في العالم كله، من بينهم ابن باجة، أمية عبدالعزيز بن أبي الصلت الأندلسي، الذي أسس مدرسة للموسيقى في مدينة بجاية، ويحيى الخدج المرسي، وأبوعامر بن الحمارة الغرناطي"، ومن النساء "غزلان، هنيدة، فلة، متعة، قمر البغدادية، صبح الباشكنجية".
تأثير الموسيقى العربية على إسبانيا
فلامنكو هو نوع من الموسيقي الإسبانية، الذي يقوم على أساس الموسيقي والرقص، وتظهر الجزور العربية للفلامنكو في طريقة الغناء من الحنجرة، وفي "جيتار الفلامنكو" وتأثره بالعود.
ويعد "الفلامنكو" أحد الأشكال التي تأثرت بالإيقاع الشرقي البيزنطي والأغنية الأندلسية البدائية والموروثة، وهذا النوع من الأغاني يدل على مدي تأثر الفلامنكو بالأغنية العربية والهندية القديمة، ويوضح مدى التشابه بين الأغنية الأندلسية والفلامنكو.
وبعد سقوط الأندلس، انتقلت الآلات الموسيقية العربية كالعود والقيثارة والطنبور بألحانها إلى أوروبا، وبعد ذلك بدأت أوروبا بفضل هذا التأثير العربي الواضح أن تعد نفسها لتقيم أكبر نهضة موسيقية عرفها التاريخ.
ومع سقوط حضارة العرب في الأندلس، انتقل عدد كبير من سكان هذه البلاد إلى شمال إفريقيا، لذلك نجد أن الموسيقى الأندلسية تركت أثرا كبيرا في طابع موسيقى هذه البلاد، يمكن أن نلحظه حتى وقتنا هذا.