التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 07:21 م , بتوقيت القاهرة

في يوم الرقص العالمي.. "يا حلاوة على الكلاكيت"

 "يا حلاوة على الكلاكيت من راجل أو من ست".. هكذا تغنت فيروز، وهكذا تعرفنا على رقص الكلاكيت من خلال قدميها الصغيرتين، وهي تحركهما وتملأ بهما العالم بهجة، لذا دعونا نكتشف عالم "الكلاكيت".


"الرجلين على الأرض يدقوا.. يا حلاوة يا حلاوة يا حلاوة"


كان تجمع الرقصات المختلفة للقبائل الإفريقية والأسكتلدنية والأيرلندية في الولايات المتحدة، سببا في ميلاد رقصة "الكلاكيت" أو "tap dance"، التي جاءت كمزيج من هذه الرقصات، ولكن بطريقة أكثر تطورا ورقيا، تتناسب مع طبيعة الحياة في "نيويورك".



كانت مسابقات الرقص تغزو أمريكا، ما فتح الباب لظهور كثير من المواهب الراقصة، وفي إحدى المسابقات عام 1844، تحدى الراقص الأمريكي "William Henry Lane" الراقص الأيرلندي "John Diamond"، وقدما عرضا من أقوى العروض الإيقاعية للرقص الإيقاعي، ومن هنا بدأ الكلاكيت في الظهور في الأوساط الراقصة.


ومرت السنوات وخطى فن الكلاكيت خطوته الأولى على المسرح من خلال فرقة Shuffle Along عام 1921، وتوالت عروض الكلاكيت حتى لفت أنظار العالم له.



عرفت مصر "الكلاكيت" في زمن الفن الجميل، وتحديدا في أربعينيات القرن الماضي، وقصته بدأت مع إبراهيم عاكف، رائد فن رقص الكلاكيت، قد تعلمه في السيرك من إبراهيم البغدادي، حيث كان إبراهيم عاكف يقدم فقرة الأكروبات بالسيرك.


تجول عاكف وفرقته في العديد من الدول العربية والأوروبية، لتقديم الكلاكيت والأكروبات، ومزج بين استعراضات السيرك والأكروبات والكلاكيت الغربي بالموسيقى الشرقية.


ويعتبر عاكف خبير رقص الكلاكيت في دار الأوبرا المصرية، حيث قدم عروضه بها كفقرة استعراضية، وأسس أول مدرسة لتعليم رقصة الكلاكيت في مصر والعالم العربي.



أما عاكف عندما كانت تقدم عروض أكروباتية في كازينو "بديعة مصابني" مقابل 15 جنيها، وكان من ضمن فرقة بديعة فتاة تسمى "تيشي" تلقي مونولوجات على حركات رقص الكلاكيت، وكانت بديعة تشكر فيها دائما وتشيد بأدائها وموهبتها.


وكانت نعيمة عاكف تغير من ذلك الأمر، فقررت أن تتعلم هذه الرقصة وإلقاء المونولوجات عليها، فذهبت لمدرب رقص وطلبت منه أن يعلمها، لكنه طلب منها أجرا كبيرا عن كل حصة، ولم تكن مواردها تسمح لها بذلك الأجر، فقررت أن تعلم نفسها بنفسها.



وفي أحد الأيام غابت "تيشي" فانتهزت نعيمة الفرصة، ودخلت غرفتها وسرقت الحذاء الذي ترقص به الرقصة، ودهشت من قطع الحديد الموجودة بهذا الحذاء، ووضعته في قدميها، وبدأت في تقليد الرقصة، وبعد ساعتين من التدريب تعلمتها.


وأخذت الحذاء معها، وذهبت إلى عامل أحذية، وطلبت منه أن يضع في حذائها قطع حديدية متشابهة، وفي اليوم التالي أعادت الحذاء إلى مكانه واستمرت تتدرب بحذائها.


وبعد أسبوع ذهبت لبديعة مصابني، وطلبت منها أن تتيح لها الفرصة، لتقديم رقصة الكلاكيت، وبعد تردد سمحت لها بديعة وهي غير مقتنعة بها، لكن نعيمة أبدعت بشدة مع أول فرصة لها في رقصة الكلاكيت،  لدرجة أن بديعة نفسها صفقت لها بحرارة بعدما انتهت من الرقص، وأثبتت لنفسها أنها قادرة على التحدي، كما فعلت مع رقصة الكلاكيت.


قدمت فيروز، الكلاكيت بطريقتها الطفولية المبهرة  لتغني "يا حلاوة على الكلاكيت" ضمن استعراض فيلم "دهب".



وعلى جيتار  عمر خورشيد  وألحان فريد الأطرش، أعادت شيريهان الكلاكيت للشاشات في استعراض نادر لها في سبعينيات القرن الماضي.



لم تتوقف شيريهان عن رقص الكلاكيت، وقدمته في العديد من استعراضات فوايزرها، ما جعل رقص الكلاكيت عالقا في إذهاننا حتى اليوم.