التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 06:00 ص , بتوقيت القاهرة

شارلي شابلن رجل أوروبا البائس

"كان علي أن أكبر وأن أتحمل المسؤولية، وأن أفرغ الى لقب يتيم قبل الأوان"


لشارلي شابلن المهرج ذو المشية الغريبة والملابس المهرولة وجها آخر معتم جعل النقاد ينعتونه ب"رجل أوروبا البائس" ،ولد شابلن في لندن في 16 أبريل 1889م لأب مغني من أصل فرنسي وأم "ليلي هارلي" مغنية وممثلة .الطفل "شارلي" تربي في الملجأ بعد إنفصال أبويه في سن الثالثة وعمل بعد ذلك كحلاق وكماسح أحذية ،مات أباه في سن الثالثة عشر وأصيب أمه من الجنون واحتُجزت بمصحة نفسية .عاش تشارلي علي خلفية الفقر والحرمان من الأم والجنون سيفرد بعد ذلك فصلا في مذكراته عن معاناة طفولته ،يقول أن أمه قد عانت من الجنون بسبب سوء التغذية لأنها لم ترد أن تقستم الفتات مع أبنائها .



في عام 1914 يصل شابلن إلي أمريكا أرض الاحلام ويعمل مع شركة كيستوف للإنتاج السينيمائي ،يحدث"التويست" الذي يجعل من تشارلي المعدم بطلا لعدة أفلام  قصيرة صامتة وصاحب ثروة تقدر بالملايين بعد فيلم "the kid"( إنتاج عام 1921 )الذي يجسد ملامح من طفولته ،استمر شابلن في تقديم أفلام صامتة حتي بعد استخدام الصوت في السينما عام 1927وقدم في عام 28 فيلم "the circus".



ربما كان لوالدته أو حرمانه منها  دخلا ما في علاقاته النسائية الملتبسة فعلماء النفس يقولون أن كل شئ يأتي من الطفولة ،تزوج شابلن من "ميلدرد هاريس"في السادسة عشرة من عمرها ،وانفصل عنها ثم تزوج من "ليليتا مكموراي" وكانت علاقة مأساوية إنتهت بالانفصال ،تزوج شابلن بعدها من الممثلة بوليت جودارد ،وآخر زيجة كانت من "أونا أونيل "كانت في الثامنة عشرة وهو في الخمسين من عمره وأنجب منها ثمانية أولاد. 



عرف "شابلن" الأفلام الناطقة لأول مرة عام 1940 من خلال فيلم "الديكتاتور " قدم فيه شابلن شخصية الزعيم النازي "هتلر" بسخرية لاذعة.



أنا لست شيوعيا أنا صانع سلام .


إلتصقت بشابلن "تهمة" الشيوعية ففي سبتمر 1952 رفض النائب العام الأمريكي علي أثرها منحه تأشيرة الدخول إلى أمريكا، استنادا إلى بعض تصريحات شابلن، منها قوله عام 1942 خلال الحرب العالمية الثانية "إذا كنا نرغب في كسب الحرب وإذا كنا نريد من روسيا أن تظهر لنا تعاونها الكامل فعلينا أن نتوقف عن شن الحملات ضد الشيوعيين".


وكذلك فيلم (المسيو فيردو) 1947، الذي كان سببا مهما في اشتباه المخابرات المركزية في تعاطفه مع الشيوعية، ورغم اعترافه في مكتب التحقيقات الفيدرالية عام 1948 أنه لا يعرف شيئا عن الشيوعية، ولم يقرأ حتى كتب كارل ماركس ولا علاقة له بالحزب الشيوعي بأمريكا وإعلانه صراحة بأنه "ليس شيوعيا ولكنه صانع سلام"، اضطر شابلن إلى مغادرة أمريكا لمدة 40 عاما، وأقام بسويسرا حتى وفاته عام 1977.