التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 08:11 ص , بتوقيت القاهرة

بتدوري على حاجة معينة؟

* أسيرُ في الشوارع المكتظة.. لا أجد متنفسًا وسط الزحام.. 99% من المصريين لم يختاروا سوى اليوم للتسوق.


* يأخذني حذائي الرياضي إلى أحد المحلات، فأدلف للداخل.. أجد الكاشير لا زال نصف نائم.. والبياعات يتثاءبن.. ويفوح من تثاؤبهن رائحة غريبة.. أقول "سلام عليكم".. فـ ينتبه الكاشير وينظر لـ قدميّ باستنكار.. تتسع حدقتي وأنا أنظر لتعابير وجهه قائلة في نفسي "ماتقولهاش.. لبست فردة جزمة مختلفة عن التانية ؟؟؟".


* أتطلع سريعًا بحذائي لأجده متشابهًا والفردة اليمين في اليمين والشمال في الشمال.. فـ يردد باستهجان "بعد إذنك يا آنسة الأرض مبلولة ولسه بنمسح.. حضرتك استنة برّة 5 دقايق". 


* بعد مرور 10 دقائق وقد جفّت الأرضية أدخل مرة أخرى.. أبدأ في التطلع على الفتارين يمينا ويسارا.. أتجاهل الصف العلوي للاستاند حيث الملابس القصيرة والليكرا المجسمة (المشرحة مش ناقصة قتلة).


* أتفحص جيدا لعلّي أجد شيئًا ما يتناسب مع تناسق جسمي (الرائع).. يأتيني صوت من الخلف يقطع عليّ عملية البحث المضنية.. صوت نسائي يلفظ جملة سريعة لا أكاد أفهمها بسبب صوت طرقعة العلكة في الفم والتي قضت على ما يسمّى بمخارج الألفاظ .. (العلكة اللي هي لامؤاخذة اللبانة )!


** تقول بسرعة وثقة "بتدوري على حاجة معينة يا آنسة ؟؟" 


* ألتفت لمصدر الصوت لأجد فتاة في العشرينيات ترتدي الكارينا السوداء والبنطال الإسكيني الأسود.. تكاد خيوطه تنقطع من شدة الضيق.. والغريب أنه كان لها رأسان.. واحدة ظاهرة للناظرين والثانية مغطاة بطرحة مشرشبة لم تُخفِ حجم الرأس الداخلية.. وبالطبع لونها أسود. 


* أحدق في العلكة التي تتمرمغ بداخل فمها فترمقني بنظرة استنكار بعينينها الجاحظتين وحواجبها التي تاخذ شكل رقم 8.. ثم تكرر جملتها، وهي تركز نظرها على ديفوهاتي.. " بتدوري على حاجة معينة ؟!!". 


* " إحم " أحاول تمالك نفسي فأقول "لا شكرًا أنا بتفرج". 


- يقطع علينا الحديث صوت آخر يأتي من بعيد.. تحديدًا من خلف استاند الكاشير، قائلاً: "بت يا سمااااااااااااح.. الكشري هيبرد يا بنت المفكوكة".. أفزع من الصوت.. ثم أسألها "الصوت ده جاي منين؟؟".


- "هاهاهاها".. تقهقه ثم تصطحبني إلى مكان الكاشير فأنظر من فوقه لأجد 3 فتيات لا يختلفن في الشكل أو الهيئة عن تلك التي تقف أمامي.. يفترشن الأرض ورائحة الثوم تفوح منهن.


- تقول سماح.. "معايا زبونة يا بت إهدي بقى". 


- أقول مبتسمة لسماح "روحي افطري إنتي أنا لسه هتفرج وأقيس وأعيش حياتي".


- طب يا آنسة لو حد سألك قوليلهم أنا مع سمااااح.. ثم تضيف "تحبي أجيبلك جدالوك تتسلي فيه عقبال ما أرجع؟"


- أرد بأدب " لأ والله فطرت في البيت.. بالهنا والشفا". 


- تُطلق "سماح" ضحكة خليعة تهتز معها جدران المحل واستانداته وملابسه قائلة "لأ.. أقصد الجدالوك.. الجدالوك بتاع الهدوم " 


- معلش مش فاهمة.. دي ماتريل يعني؟!


- الجدالوك يا آنسة مش عارفاه؟؟


- لأ والله ..أنا راجعت كل المعلومات اللي في دماغي ومالقيتش فيها حاجة اسمها "جدالوك ". 


- اللي بيبقى فيه صور الهدوم وإنتي ممكن تختاري منهم!


- جدالوك ؟؟ صور ؟؟ هدوم ؟؟.. أبتلع ريقي ثم أشعر وكأن الدماء كلها تجمّعت بداخل رأسي.. ولم أشعر بأطرافي ثم قلت بعد محاولتي لتحريك شفتيّ " قصدك الكتالوج" ؟؟
- أيوة هو الجدالوك.. إزاي ماتعرفيهوش ؟؟


- معلش أنا اللي جاهلة.. عن إذنك كده يا سماح.. أنا مروّحة.. أصلاً الشوبينج حرام ! 



#‏جدالوكي_وصوتوا_عليكي_يا_بعيدة? 
#‏مأساة?