آل باتشينو.. 4 عقود من الإبداع
يكمل الممثل الكبير آل باتشينو، اليوم السبت، 75 عاما. أسطورة فنية حيّة رغم فوات زمن التألق الكبير، ولكنه يظل واحدا من أكثر الفنانين تبجيلا.
المولد
ترجع أصول الممثل الأمريكي المولود في 25 أبريل 1940، بنيويورك، إلى جزيرة صقلية الإيطالية. ولد تحت اسم الفريدو جيمس باتشينو ،ونشأ في عائلة فقيرة، وهجره والده حين كان في الثانية من عمره، ما سبب له جرحا لم يلتئم طيلة حياته.
يذكر ذلك في سيرته الذاتية التي نشرها صديقه الصحفي الأمريكي لورانس جروبيل، في 2008، "لا أعرف أبي. كأنك تجلس مع شخص لا تعرفه جيدا"، أما والدته فهي صاحبة الفضل في إبعاده عن حياة الشوارع، وحين رحلت مبكرا تأثر آل باتشينو كثيرا بوفاتها.
لي ستراسبرج
منذ صغره نمى بداخله ولع بالتمثيل، فكان شغوفا بالمسرح، وحاول المواظبة على حضور العروض المسرحية بالقرب من سكنه، والتحق بمدرسة ثانوية لتعليم الفنون، ولكن نقطة التحوّل في حياته كانت لقائه في عام 1966، بمدرّب الممثلين لي ستراسبرج، الذي شجّعه على الاستمرار بالتمثيل وصقل موهبته.
كوبولا
بعد دورين سينمائيين وتجربة تليفزيونية، وقع اختيار المخرج الأمريكي -من أصول إيطالية أيضا- فرانسيس فورد كوبولا، عليه للقيام بدور مايكل كورليوني، ابن دون فيتو كورليوني، زعيم المافيا في أولى أفلام ثلاثية The Godfather، الثلاثية التي ستصبح خالدة (تحديدا جزئيها الأول والثاني). كان ذلك عام 1972، عام المجد المتوّج لآل باتشينو، رغم إخطاء الأوسكار له في أول مناسبة عن دوره هذا.
يذكر باتشينو في كتابه أنه لم يكن متحمسا للدور، لاعتقاده بأن الجمهور لا يحب الممثلين الذين يؤدوون الأدوار الشريرة. ومن ناحية أخرى يذكر كوبولا أنه عند قراءته لرواية ماريو بوزو، كان يرى وجه آل باتشينو في كلّ مرة يطلّ فيها مايكل.
لفت باتشينو انتباه كوبولا بأداءه في فيلم ",The Panic In Needle Park 1971"، فوقف في وجه المنتجين غير المتحمسين لاسناد الدور إلى ذلك الممثل الشاب غير المعروف. في النهاية لعب آل باتشينو دور مايكل وجسّد شخصيته القلقة والمعقّدة باعجاز تمثيلي قلّ نظيره، فكانت الشهرة الجماهيرية والحفاوة النقدية في انتظاره.
سيدني لوميت
في العام التالي، سيتلقّفه المخرج الكبير سيدني لوميت، وينجز معه فيلم "Serpico, 1973"، عن قصة حقيقية لشرطي يدعى "فرانك سيربيكو"، يحارب الفساد المنتشر بين أفراد الشرطة.هذا الدور سيأتي له بجائزة جلودن جلوب لأفضل ممثل وترشيح للأوسكار كذلك.
وبعد عامين يقوما بالتعاون من جديد في "Dog Day Afternoon, 1975"، كوميديا سوداء ستحفظ مكانها كأحد علامات "سينما المكان". ومرة ثالثة تخطئه الأوسكار لصالح جاك نيكلسون، ودور آخر فذّ في "One Flew Over the Cuckoo's Nest, 1975".
وعلى مدار 4 عقود لاحقة سيستمر آل باتشينو في تأدية لعبته المفضلة، ولكنه لن ينجح في تخليد شخصياته سوى تحت إدارة مخرجين متميزين مثل كوبولا، ودي بالما، ولوميت، ومايكل مان.
حين سُئل مؤخرا عن انطباعه وهو يدخل عامه الـ 75، أجاب صاحب الأوسكار الوحيدة، عن فيلم "Scent of a Woman, 1992"، بأنه "ليس مستعدا بعد للجلوس على كرسي هزّاز. حين تكون في مثل سنّي ويسألك أحدهم: كم عمرك؟ فالأمر أشبه بشخص يسألك كم تبقى لك لتعيشه؟. أنا لا أعرف، لا أحسبها بالأرقام".
شاهد آل باتشينو في تجارب الأداء لفيلم "The Godfather".