النعيمي.. إعلامي إماراتي غاب عنه البصر ليذيع بالبصيرة
محمد النعيمي يعتبر أول إعلامي إماراتي كفيف، "لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"، أقبل على العمل الإعلامي بقلب سليم، وهو يعاني فقدان البصر على مدار 55 عاما، لكن إعاقته لا تشكل أي صعوبة حقيقية أمام طموحه في مجال الإعلام.
"المكفوف يقدر يسوي كل شيء لكن لا يقدر يصور"، هكذا ذكر النعيمي أحد مميزات المكفوفين والتي في الوقت عينه ليست بميزة إلا أنه يمتلك قدرات تعويض لما فقده من نعمة النظر، خلال برومو حلقة برنامج "حديث الوطن" الذي يعرض عبر قناة نجوم.
وحول امتهانه للعمل الإعلامي، يقول "أنا لست متخصص إعلام، لكن حبي له واندفاعي إليه، تحملت كل شيء من أجله.. ولكن ما أقدر أصور".
بدايات النعيمي من البحرين، ظهرت ميوله الفنية الشعرية، فكان الأوحد من رواد معهد النور للمكفوفين الذي يجيد العزف على آلة العود، وكان تسجيله للأغاني التراثية على شرائط الكاسيت، سببا في شهرته، فأسس جمعية المكفوفين بالشارقة، واستعانت به وزارة العمل لتقديم محاضرات ودورات للطلبة المكفوفين، وتعليمهم القراءة بطريقة برايل.
أمسك النعيمي بأدوات العمل الإعلامي وسرعان ما انتقل إلى تقديم البرامج في الإذاعات يتناول خلالها قضايا الشعر والشعراء، ومنها إلى التلفزيون، ليتفاعل مع الجمهور بقلبه، فسجل نجاحا له ولذويه كسر به قاعدة تذهب إلى القول بأن الجلوس خلف الميكروفون هو الكرسي الملائم للكفيف ولا يجوز ممارسته للعمل الإعلامي أمام شاشات التلفزيون؛ فقدم برامج مثل "واحة التراث"، و"جلسة مع التراث"، الذي لم يكن فيه فقط جليس الكرسي بالإستوديو، إنما انطلق إلى التصوير الخارجي أيضا.