للرجال فقط.. ولا عزاء للسيدات
تنتزع الرجولة من الذكور وهو عليهم هين ولا عزاء للسيدات، تغيير الزمان أو تغيير المكان ليس مبررا لذلك، وما يساوي في هذه الدنيا شعور امرأة أنها أكثر رجولة وجدعنة من رجل!! ما يساوي في الدنيا أن يرجع الناس عدم رجولتك لتربية والديك أم هم محقين فعلاً وأنت لم تربَ كما يجب أن يُربى الرجال!!
مشكلة وليس بالأمر الهين تبادل الأدوار، وبات الجميع يعلم أنك لو لجأت لامرأة أبرك ألف مرة من لجوئك لذكر، والأمر ليس تبكيتًا في الرجال فما صار صار، لكن الهدف هو التركيز على ما هو قادم وآت، التركيز على جيل قادم من الذكور نريد أن نزرع فيه الرجولة الحقيقية من جديد ونأبى أن تنتزع منه رجولته، وتعطي للبنات أيضًا، فلا مانع أن تصبح الرجولة صفة الذكور والإناث معًا، ونجبر ما كُسر في المجتمع من انعكاس الآيات، فالفطرة مهما تطوّرنا تبقى هي الصح، والحق أحق أن يتبع، مفهوم الرجولة مختل لدى العامة وبعض الناس لا يعرفون المعنى الحقيقي للرجولة لذا ندر الرجال وقلت أعدادهم.
قيل في الأثر: إن الرجل سر حياة الأمم ومصدر نهضتها وأن تاريخ الأمم جميعًا إنما هو تاريخ من ظهر بها من الرجال النابغين الأقوياء النفوس والإرادات، قوة الأمم أو ضعفها إنما تُقاس بخصوبتها في إنتاج الرجال الذين تتوفر فيهم شرائط الرجولة الصحيحة، متى نفهم أن الرجولة هي الجلد على العمل و حمل المسؤولية والصمود للعقبات الجسام والبطولة في الميدان وفداء الأوطان وأن المجد الحقيقي ليس مكانه مخادع الغواني.
وقيل أيضًا: رُبّ رجل وسيم غير محبوب، ورب رجل وسيم محبوب غير مهيب، ورب رجل وسيم يحبه الناس ويهابونه وهو لا يحب الناس ولا يعطف عليهم !
حُلم الرجولة هو شغل الأطفال الشاغل، فمنذ الصغر يهتم الأطفال الذكور بحقيقة أنهم سيصبحون رجالاً، ومع مرور السنين تجد هؤلاء الأطفال يتباهون ويفتخرون بازدياد أطوالهم وتغير أصواتهم وظهور شواربهم .
لكن ما المعنى الحقيقي للرجولة الذي يجب أن يدركه أطفالنا؟! و هل الرجولة الحقيقية تتعلق بالنمو الجسماني فقط ؟! هل هي مجرد رمز يسعى إليه الأطفال ليصلوا إليه و يحققوه في المستقبل؟!
التغيرات الجسدية هامة طبعًا للتأكيد على الرجولة من الناحية الجسدية لكن الرجولة الحقيقية أكثر من ذلك بكثير.
مواقف الحياة تعلمنا الكثير وقد تظهر فينا أو تكسبنا صفات جديدة منها الحميد أو الخبيث، فمن الطبيعي أن تُنصح بتعلم المفيد ورفض كل خبيث، لكن كل شاب ومراهق عليه أن يتعرف على نقاط القوة والضعف في شخصيته، فليس من رجلٍ كامل على هذه الأرض، وإنما نسعى إلى الكمال والرجل لا يتغير أبدًا ولكن يتقدم ويتطور.
إن كان للرجولة الحقيقية سمات عامة فهي:
- الحكمة والتواضع.
- احترام الآخرين واحترام وجهات نظرهم وعدم استصغار شأنهم.
- التشجيع والنقد البناء أو ابني نفسك أولاً ّأنت أولى!
- الشجاعة والمروءة فإن لم تستطع فلا تدّعيها وتعطي نفسك حجمًا أكبر منك، فمن الرجولة أن تلزم حجمك الطبيعي
- صون عفة و طهارة الفتيات.
- إكرام الوالدين وحسن معاملتهم فهما ليسا الحيطة المايلة لإثبات رجولتك.
- الكياسة و الأدب والرقة فالقسوة ليست دليل رجولة والحنية لا تنفيها.
- تحمل المسؤولية وعدم الاستسهال و إلقاء اللوم دائماً على الآخرين.
- إدراك قيمة العمل.
- القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ والسعي دائمًا نحو اتخاذ القرارات الحكيمة.
من البديهي أن يتميز الرجل الحقيقي بصفات كالتي ذكرناها ولكن ماذا عن التفاصيل وبواطن الأمور !!
فالرجل الحقيقي يعامل المرأة باحترام ومن لا يفعل ذلك فهو ناقص الرجولة فقد قيل: " كيف تتوقع من سيدة أن تكون سعيدة مع رجل يصر على معاملتها و كأنها نكرة".
الرجل الحقيقي يدرك جيدًا أن السعادة تكمن في مساعدة الآخرين وليس في التركيز على الذات والأنانية .
الرجل الحقيقي إما أن يكون قياديًا أو تابعًا لا فرق بينهما، فالقيادي له رؤية وحُلم ومهارة تمكنه من القيادة، أما الرجل التابع فهو الذي يساند القائد في تحقيق الهدف والرؤية لصالح المجتمع ويدعم ويجعل بالإمكان تحقيق الحلم، لا يُمكن لمسيرة الحياة أن تستمر لو ابتغى كل رجل أن يصبح قائداً فالرجولة لا تنحصر في دور القيادة.
الرجل الحقيقي لا يلجأ للمشاجرات والصياح أو يستخدم القوة و يتفوه بكل ما هو بذيء، فذلك ليس دليل قوة شخصية أو رجولة حقيقية في شيء وهل تحتاج الرجولة إلى عوامل مساعدة إلا إذا كانت ناقصة بالأساس!!
على العكس استخدام الأصعب هو الأقوى و هو الثبات الانفعالي والتحكم في النفس عكس السباب والفحش في القول لترهب من حولك وتأكد السيطرة .. و لم يرهبوا الحقيقة!
هذه الصفات المطلوبة في الرجل و على المربين مراعاتها، صناعة الرجال صعبة ولو كانت سهلة لامتلأت الدنيا بهم وما شكونا من قلتهم.