التوقيت الأحد، 22 ديسمبر 2024
التوقيت 10:32 م , بتوقيت القاهرة

صور| خطاب "تمر حنة" والمخرج حسين فوزي

تزوجت الفنانة الراحلة نعيمة عاكف المخرج حسين فوزي، ولكن تعكر صفو العلاقة بينهما، ولم يشأ القدر أن تستمر، فانفصلا في هدوء، وقبل أن يرتبطا رسميا، كانت تربطهما علاقة زمالة وصداقة قوية، وكانا يتبادلان الخطابات، ننشر إحداها في ذكرى وفاة "تمر حنة" السينما المصرية.



 عزيزى الأستاذ حسين فوزى..


"تحية طيبة وبعد.. لست أجد في علاقة الزمالة والصداقة التي تربطنا، مجالا للرسميات والمجاملات التي تصل إلى حد المراسلات.. ومع هذا أسمح لنفسي أن أكتب إليك.. وقد تدهشك هذه الفلسفة التي أودعتها تلك المقدمة، ولعلك قد وضعت يدك على قلبك متسائلا “فيم تكتب إلىَّ نعيمة؟، ولم لا تقول لي ما تشاء، وهل ما بين الزملاء حجاب؟”.


وأقول إن النجاح الذي كتب لي في أول أفلامي “العيش والملح" على يديك، ربما كان قد أنساني في غمرته وزحمته أن أشكرك، أما وقد عرض فيلمنا الجديد "لهاليبو" في الإسكندرية وبورسعيد.. فإنني أراني مدينة لك بكل هذا النجاح.. فأنت يا أستاذي صاحب الفضل الأول، وأنت الذي صنعت لي كل هذا المجد نسيجا رقيقا، وكلما سمعت موسيقى حفيف ثوب المجد ذكرتك، وذكرت فضلك، فاغرورقت بالدموع عيناي، وعجز عن الشكر لساني..


إنني يا أستاذي العزيز أرى في هذا العجز نفسه صلاة حمد لله، وترنيمة إقرار بالفضل.. ويسعدني أن أكون عند حسن ظنك دائما”.


ورد المخرج حسن فوزي على خطاب نعيمة:


عزيزتي نعيمة..


أدهشتني مقدمة رسالتك، بقدر ما أدهشتني فلسفتك، وأذهلني أن يكون لك هذا الأسلوب الرقراق الصادق، اكتشفت فيك من قبل الفنانة اللامعة، واكتشفت اليوم الأديبة الممتازة.


إنك يا عزيزتي نعيمة تجيدين التعبير بالقلم إجادتك – كممثلة – التعبير بالوجه، وتحسنين الكتابة بنفس البراعة التي أعرفها ويعرفها الجمهور عنك في الأكروبات والنط والشقاوة والشيطنة!.. ولكن الذي آخذه عليك أنك تسرفين في الشكر، والشكر مرده إليك، فقد اكتسبت بك وجها ناجحا، أضيفه إلى ما قدمته إلى فني من خدمات، بل أتوج به خدماتي، وإني لم أفعل أكثر من الإفادة من مواهبك.. فأنت “خادمة” كريمة سخية، وأنا إلى الآن لم أقف إلا على جزء من كل نواحي نبوغك، الذي يصل إلى حد الشذوذ..


إنه ليحسن بنا يا عزيزتي نعيمة أن نقصد في تبادل الشكر بيننا، وأن أجمع شكري لك على شكرك لي لنقدمها باقة يانعة من الاعتراف بالجميل لهذا الجمهور العزيز، الذي أثبت أنه يحسن تشجيع العاملين.. إن دموعي لتسبق دموعك كلما ذكرت إقباله نشكره، ونقدره حين يستقبل بالإقبال – كما عودنا – فيلمنا القادم!؟يا عزيزتي نعيمة.. إنك في مستهل درج نجاحك، وإنك لمدينة مثلما أنا مدير للرأي العام أولا وآخرا، وللصحافة الفنية ولأقلام النقاد”.