فقدت الساحة الفنّيّة الفرنسيّة أول أمس (الاثنين) أحد أهمّ رموزها الفنان ريشار أنطوني عن سنّ عمر الـ77عاما بعد معاناة مع مرض سرطان القولون والذي أصاب كامل جسده في مرحلة متأخرة، وأوصى بنقله من المستشفي غلى بيته ليموت بين أسرته.

يذكر أن أنطوني شكّل مع  المغنيين جوني هاليداي وسيلفي فارتان وريشار بيتش الجيل الذي عاد إلى الواجهة نسبيا قبل سنوات قليلة.وكان البعض يعتبر المغني الراحل المنافس الأكبر لجوني هاليداي.

وأشتهر المغني الراحل بأغنية "أسمع صفير القطار" التي ظهرت في صيف عام 1962 الذي انتهت فيه حرب الجزائر. وكانت بمثابة جرح سنتمتالي لآلاف المجندين وعائلاتهم في تذكيرها لهم بالقطار الذي يأخذهم بعيدا عن ذويهم في الطريق جنوبا غلى مارسيليا ومنها يلقون في آتون الحرب.

حققت الأغنية نجاحا مفاجئا في فرنسا لم يتوقعه أحد لأغنية بطيئة وحزينة يؤديها مغنٍ اشتهر بأغانيه ذات الايقاعات السريعة. وباع أنطوني أكثر من 1.5 مليون أسطوانة من هذا الألبوم.

 في نهاية الستينات بدأت مسيرته الفنية تتراجع. وبعد 10 سنوات دخل في  مشكلات مع مصلحة الضرائب الفرنسية. لم تتوقف السنوات الصعبة عن اثارة المتاعب فحفلت بمشكلات شخصية ونزاعات قضائية مع شريكات حياته السابقات، إذ إنه رزق تسعة أطفال من أمهات مختلفات قبل أن يستعيد شيئا من شعبيته في التسعينات، فضلا عن تحقيقه عودة ناجحة عام 2006 خصوصا مع استعادته لأبرز الأغنيات الانجليزية التي أنجزها في أمريكا.

ويذكر أن أنطوني ذو أصول مصرية، وقد ولد في القاهرة عام 1938، وفي رصيده أكثر من 600 أغنية، علماً أنه باع أكثر من 50 مليون اسطوانة في العالم.