من ببا إلى أسبانيا.. مدن في شعر الأبنودي
الموت مجرد سفر/ لا أشواك ولا زعابين ولا عفر/ ولا كلاب بتطل من جورنان/ تخطب بألف لسان. كثير من المدن كانت حاضرة في قصائد الأبنودي بعد أن زارها.
طاف الأبنودي في رحلات بين مصر وتونس والحجاز واليمن وكل أرجاء الوطن العربى، ليجمع السيرة الهلالية في مجلد واحد، وكتب لمصر والسويس وببا وفلسطين وأسبانيا وصولا إلى يافا.
الخواجة لامبو
طالع القسيس سعيد..
بإيده ينفض عبايته م الجليد
كل اسبانيا بتصحى
عيد.. وعادي.. والجديد
الخواجة لامبو مات
كانت القرية الي دايسه عليها اسبانيا..
ضلام من غير عيون..
فلاحين فقرا.. بلا غيط.. أو كانون..
اسبانيين بس في شهادة الميلاد..
يمضغوا الاحزان مع كاس النبيت..
انما..
كان فيه كمان ناس اغنيا..
ليهم بيوت.. ليها سقوف طايلة السما..
ممتلية باللي اسبانيا فراغ منه.. ولامبو
لامبو.. كان شاعر مغني
يمشى والجيتار عشيقته
يلمسه..
يملا ليل اسبانيا بفصوص الاماني والاغاني البرتقاني..
عمو لامبو قضى عمره في الحارات والخمارات..
كان يغني للعيال المقروضين..
كان يغني للارامل..
والغلابة…
والسكارى..
يا قمر يا اسكندراني
يا قمر يا اسكندراني ..
نص عمري ضاع ف لفي ع المواني
يا قمر.. يا قمر
لفيت الدنيا ياما..
وعرفت الدنيا ياما
ما لقيت زيك ف حسنك..
يا بو أجمل ابتسامة
أرجع وأنا روحي خايفة..
طاير زي الحمامة
وألاقيك واقف تقولي: حمد الله ع السلامة
أفرح باسكندرية.. وقمر اسكندرية
وأقول دي اسكندرية يا عيني.. وقمرها ناداني
يا قمر يا اسكندراني..
نص عمري ضاع ف لفي ع المواني
يا قمر.. يا قمر
يا بيوت السويس
يا بيوت السويس يا بيوت مدينتى
أستشهد تحتك وتعيشي إنتِ
أستشهد والله وييجى التاني
فداكِ وفدا أهلي وأوطاني
وأموت ويا صاحبي
قوم خد مكاني
دى بلدنا حالفة
ما تعيش غير حرة
قفلت بيتي
وسكيت دكاني
ياشطي و بحري
وشبكي وسفينتي
يا بيوت السويس
يا بيوت السويس
هيلا هيلا هيلا
يلا يا بلدي اشمر درعاتك الدنيا أهّيه
وإن ضاع العمر في سوق المنية
رفاقة هانروح السوق نجيبه
ونعود ونغني ع السمسية
ليكي يا مدينتيي اللي صمدتي
يا بيوت السويس
استشهد والله وف إيدي أكفاني
فداكي وفدا أهلي وبنياني
أموت ويا صاحبي قوم خد مكاني
دا بلدنا حالفة ما تعيش غير حرة
قدمت بيتي وسكيت دكاني
يا شطي وبحري وشبكي وسفينتي
قمر يافا
لسه ما شبعتش طوافة
ياللي بتطوف من سنين
لسه ما كرهت الليالي؟
لسه ما شبعتش مشاهدة..؟
يا قمر .. حالك .. كحالي..
ضيعونا .. بالمعاهدة
يا قمر .. هدوا قبورنا
واستباحوا اللي ف صدورنا
دمروا قلوبنا ودورنا
حقنا أصبح خرافة
وضعت يا بلدي الأمين
يا قمر .. تصعد في “يافا”
تترمي في “ير ياسين”
ع الزتون والبرتقالة
ارمي ضياتك أمانة
احنا يكرهنا اللي خاين
واحنا.. تكرهنا الخيانة
يا قمر..
وغيوم بتحجب
دمنا.. لما يسرسب
دنيا.. تحترم اللي يغلب
حتى لو شيطان لعين.
يا قمر
بشَّر في “يافا” واتصلب في “دير ياسين”.
يا صبور .. الصبر واعر
للدماغ.. وللمشاعر
قلبي ندل وحزنه داعر
ليتني ما كنت شاعر
كنت أفلت م الكمين
صرختي بتموت في همسي
ليتني ما غادرت أمسي
ليتني ما صاحبت نفسي
ليتني ضميت خوامسي
يوم ما أقسمت اليمين
يا قمر عاشني في “يافا”
واتقتلنا في “دير ياسين”
يا قمر..
خدته ليافا..
خدني هو.. لدير ياسين