التوقيت الخميس، 21 نوفمبر 2024
التوقيت 11:53 م , بتوقيت القاهرة

تقاطعات الأبنودي مع حداد وجاهين ونجم

علاقة الأبنودي بمعاصريه وأساتذته ومكتشفيه تستحق الاهتمام اللازم والدراسة لتسليط الضوء على جانب لم يتم توثيقه بالشكل الكافي. هنا نستعرض بعضا من علاقاته مع ثلاثة من شعراء مصر البارزين.


 


صلاح جاهين



صلاح جاهين كان أول من قدّم الأبنودي للقراء وذلك من خلال بابه الشهير فى مجلة "صباح الخير" والذى كان يحمل اسم "شاعر جديد يعجبنى"، لينتقل بصحبة رفيقيه الراحلين: القاص يحيى الطاهر عبد الله، والشاعر أمل دنقل، للإقامة فى العاصمة والاتصال بمركز الوسط الثقافى.


اجتمع الشاعران فى عدة مواقف، ومن أهم تلك المواقف التى يعتز بها صلاح جاهين إصرار الأبنودى على ضرورة جمع أشعار جاهين في ديوان كامل، ولكن جاهين كان غير متحمس للفكرة فتطوع الأبنودى بتلك المهمة.


ووصف الأبنودي في أكثر من مناسبة جاهين بالظاهرة التى لن تتكرر، وتحدث عن "الحالة المتفردة التي أهلته ليكون من أوائل المستكشفين العظام لتضاريس وجيولوجيا مشاعر الإنسان المصري، وأحلامه وتراثه في القول والسماع. كما تحدث عن الطفرة التي قام بها جاهين في عمله الابداعي لينتقل من مرحلة فؤاد حداد ليجعل الشعر أكثر خِفّة وبهجة، وفي متناول الناس العاديين فكتب شعرا عبقريا، لكنه عرف الطريق إلى لغة بسيطة بل كانت لديه قدرة رائعة على ترجمة المشاعر المركبة في سلاسة جعلته الأقرب للناس ووضعته على الطريق التي مهدها لاستقبال شعراء العامية القادمين"



فؤاد حدّاد



ضمن مسيرته الإبداعية الطويلة، وأعماله المهمة فى الشعر والغناء، كتب الأبنودى كثيرا من القصائد التى شكّلت ذائقة ووعي قطاع عريض من جمهور القراء، ولعل قصيدة "الإمام"، التى كتبها عام  1989 فى أستاذه وصديقه وأحد أكبر وأهم شعراء العامية المصرية، فؤاد حداد، واحدة من تلك القصائد التي يحاول فيها ردّ دين قديم، والتى كتبها متمثّلا روح وشخص وحضور فؤاد حداد، وتقنيات كتابته وتمكنه من اللغة والموسيقى والروح المصرية.


وقال الأبنودي عن تلك القصيدة: "هى تحية واجبة لشاعر صرف عمره فى النضال من أجل خير هذا البلد، ودفع ثمن ذلك سجنا واعتقالا ومعاناة، شاعر نقل الشعر من مرحلة الزجل إلى ما يسمى الآن شعر العامية المصرية.


كتبت هذه القصيدة فى عام 1989 وها هى ثانية  تذكر الكبار بشاعرنا الكبير، وتحاول فتح أبواب التواصل مع الأجيال الجديدة التى حرمت -بحكم الأحوال- مما تمتعنا به وآنس مشوارنا فى الدنيا"


 


أحمد فؤاد نجم



 كانت علاقة أحمد فؤاد نجم بعبد الرحمن الأبنودي ضعيفة جدا؛ ربما بسبب اختلاف النشأة والطبائع والتجارب الشخصية. ففترة سجن الأبنودي لا تتجاوز تسعة أشهر في سجون عبد الناصر، ولم يُسجن الأبنودي في سجون السادات، ولا سجون مبارك، وفترة سجن نجم تزيد على سبعة عشر عاما في سجون عبد الناصر والسادات. لم يُسجن نجم في عهد مبارك رغم استمراره في مناوشاته الشعرية. على النقيض من ذلك كان عبد الرحمن الأبنودي يسير على الصراط المستقيم، وظفر بإقامة طويلة نسبيا في الفردوس، وتلقى علاجا على نفقة الدولة، وأسرف في شكر الرئيس مبارك الذي قرر علاجه في الخارج، وعند عودته من الولايات المتحدة راح يكيل المديح للرئيس. إلا أنه في ثورة 25 يناير كتب قصيدة طويلة يهاجم فيها حسني مبارك ونظام حكمه ووصفهم بأنهم "دولة العواجيز". ويبدو أن الأبنودي قد كتبها بعد أن تأكد من أن الثورة قد تجاوزت مرحلة الإخفاق وامتلاء ميدان التحرير بالملايين من المصريين. كان واضحا جدا أن الأبنودي لايدخل في لعبة خاسرة، وأنه قفز من سفينة مبارك قبل أن تغرق بدقائق. على النقيض من ذلك لم يكتب أحمد فؤاد نجم شيئا لثورة الخامس والعشرين من يناير، ولكنه اكتفى واكتفى معه القراء أيضا باستدعاء ما كتبه في أثناء نوبات المخاض الكبرى التي مر بها الشعب المصري ويناسب اللحظة المعاشة.  


في لقاء تليفزيوني مع طوني خليفة أطلق نجم رصاصات فضائحية تجاه الأبنودي حين وصفه بالمٌخبر وشكك في نيته والتزامه حيث ادعى أن الأبنودي وسيد حجاب ومجموعة أخرى من الشعراء سماهم باسمهم أقاموا تنظيما شيوعيا وعندما قبض عليهم طلبوا أوراقا ليكتبوا استنكارا رغم أنه لم يحقق معهم بعد وأنهم قضوا بضعه أيام فى المعتقل وخرجوا بعدها لينشروا قصتهم فى الإعلام.


وأشار نجم، خلال حواره مع الكاتب مجدى الجلاد فى برنامج "أنت وضميرك"، إلى أنه لا يوجد عداء بينه وبين الشاعر عبد الرحمن الأبنودى، وأن الأبنودى هو الذى يكرهه وهاجمه هو والشيخ إمام بدون سبب. وقال نجم، إنه لا يحقد على الأبنودى لتمكنه من تكوين ثروة، مشيرا إلى أنه إذا كان يرغب فى تكوين ثروة كان سيفعل ذلك.