بعد وفاة هتلر.. شاعر يهودي ينام على سريره
بعد عشاء تبع إحدى القراءات الشعرية في جامعة "سيراكوز"، حكى الشاعر الشهير جيروم روثنبرج عن نومه في إحدى المرات بسرير هتلر، أو على الأقل غرفة نومه.
حدث ذلك عندما زار روثنبرج بولندا، تلك الدولة التي التي هاجر منها والداه إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1920، وكان برفقة زوجته ديان وابنهما، الذي كان في التاسعة عشرة من عمره، وبينما كانوا في طريقهم من كراكاو إلى روكلو في أوشفيتز، "ولدنا لن يخرج من السيارة"، هكذا قال روثنبرج.
عندما وصلوا إلى روكلو في الجنوب الغربي من بولندا، كانت السماء تمطر، قبل أن يفحصوا حقائبهم في الفندق بمونبول، وبدلاً من الجناح الذي حجزوه، حيث كانت الخدمة مقتصرة على غرفتين منفصلتين، وبعد فترة، أخبرهم موظف الاستقبال إنهم وجدوا أخيرًا جناحًا شاغرًا، أخذ مسئول خدمات المسنين حقائبهم، وقادهم إلى الطريق، دفع الأبواب ليفتحها، ثم استادر إليهم وقال: أتدرون من نام هنا؟ هتلر!
لم يكن هذا كل ما في الأمر، وأردف أن هتلر ألقى خطبةً من شرفة هذا الجناح، وبالتأكيد تم تصميم الشرفة لتتناسب مع طبيعة الخطب، وقد شيدها هتلر عام 1938، توقف روثنبرج وعائلته للتشاور، "لقد مات، ونحن أحياء"، قال روثنبرج، وفي هذه الليلة ناموا في سرير هتلر.
لقد كانت هذه القصة خاتمة مثالية لقراءة روثنبرج برعاية مركز وسط بلد سيراكوز للكتاب، والذي عُقد في غرفة حميمية في (YMCA)، وقد قرأ روثنبرج مجموعة قصائد من ديوانه الأخير شاهد عيان: جيروم روثنبرج قارئًا، وهي عبارة عن مجموعة شعرية نشرت في 2013 وتتراوح مدة القصائد من 2013 حتى الآن.
خلال فترة طويلة من حياته الأدبية، ظلّ روثنبرج يفتشُ عن الهوية اليهودية، عاداتهم، جذورهم، وتصوّفهم، وقد آن تطأ قدمه بولندا بسنواتٍ، طرح بعبقرية رؤيته عن دولة والديه المهاجرين، في مجموعة شعرية هامة بعنوان "بولندا 1931" نُشرتْ في عام 1974.
وفي سيراكوز، قرأ روثنبرج قصيدة "الزفاف" من مجموعة "بولندا 1931"، والتي توشح مكانة بولندا في الذاكرة والأسطورة اليهودية. يقول روثنبرج: بولندا عزيزتي، الماهرة التي لا تكلّ/ بولندا أرض القديسين محلولة الأزرار التي تكرر بلا نهاية أسماء ماري/ بولندا بولندا بولندا...
كره هتلر اليهود، كان عداؤهم متواصلاً، لكن ماذا لو كان هتلر على قيد الحياة، هل كان ليسمح بأي منهم أن يدخل غرفة نومه، وينام على سريره؟