كوكو شانيل تعود من جديد "الحلقة الأولى في فندق ريتز"
في عام 1971، تحديدا في فندق "ريتز" الباريسي الشهير، كانت ذات الـ87 عاما، تجلس في جناحها الفخم، ومن حولها الخدم والمساعدون يلبون طلباتها دون ملل أو كلل، وهي لم تعبأ بهم..
فهي في عالم آخر، تمر فيه حياتها أمامها كشريط سينمائي، وتتذكر راهبات دار أوبازين للأيتام وأيام المراهقة والطفولة، حيث كانت أولئك الفتيات عائلتها الثانية التي احتوتها بعد وفاة والدتها وتخلى والدها عندما أصابته حمى الذهب فهاجر لأمريكا، وتساءلت: "ماذا سيكون رد فعلهم بعدما يعرفون ما وصلت له من نجاح وشهرة وثراء، جعلها تقضي أيامها الأخيرة في الدنيا متوجة كالملكة".
"اسمي جايريل بنخور شانيل وأريد أن أصبح مغنية"
هكذا جاءت إجابتها على إحدى الراهبات، عندما سألتها عن اسمها، وماذا تحب أن تكون حين تكبر، ذهلت إجابتها العديد من الحضور، فكيف لها ستتخلى عن الخياطة التي تميزت بها في الدار، وتذهب للغناء في الملاهي الليلية للبلطجية والسكارى، لكنها لم تلتفت لهن كثيرا، وبالفعل تخلت عن الخياطة، وبدأت في السعي للغناء، ولاقت أغنيتها "Qui qu'a vu coco" نجاحا كبيرا وشعبية واسعة.
وكأغلب الفنانات فكرت في اسم شهرة لها، فاستغلت شهرة أغنيتها "coco" لتغير اسمها من "جايريل شانيل" إلى "كوكو شانيل"، وأصبح هذا الاسم تميمة حظها نحو الشهرة والحب.
"لمعت عيني منذ رأيته يسمعني للمرة الأولى، كان رائعا يمتلك كل مقومات الرجولة من مال ووسامة، فأوقعني في حبه من النظرة الأولى، ومع مرور الوقت أصبحت إحدى عشيقاته".
هكذا وصفت شانيل حبها الأول إيتيان بولسان، الشاب الغني اللعوب، التي قادتها مهنتها الجديدة للتعرف عليه والوقوع في غرامه، وتولى مهمة انتقالها من بلدة سيمور إلى العاصمة الفرنسية باريس.
"كيف يمكن للدماغ أن تحتمل كل هذه الأشياء؟"
يُتبع..