ماذا تعرف عن "الداء الملكي"؟
تحتفل منظمات الصحة العالمية، اليوم الجمعة، باليوم العالمي للتوعية ضد مرض الناعور، والذي يصيب ما يقرب من 3% من سكان العالم، وهو مرض وراثي يحدث بسبب عدم تخثر (تجلط) الدم، ويتسبب في حدوث نزيف للجسم عند الإصابة بأي جرح مهما كان بسيط.
لمحة تاريخية
عرف هذا المرض عام 1803، عندما كتب عنه الدكتور جون كنارد أوتو مقالة بعنوان "عائلات معينة لديها ميل للنزيف" وتأكد في هذا المقال أنه وراثي ويؤثر على الذكور أكثر من الإناث.
ظهر المرض في الأسر الحاكمة لبريطانيا، فكان يعتقد أن الملكة فيكتوريا مصابة به، وقد نقلته إلى أبنائها وبناتها، وتوفى ابنة الملكة فيكتوريا عن عمر 30 عاما، عندما سقط من على الدرج وأصيب بنزيف بالمخ.
ويعتقد أن بنات الملك، وحفيدات فيكتوريا قد نقلن المرض إلى أبنائهن، عندما تزوجن بالأسر الحاكمة بروسيا، وهكذا انتقل إلى الكثير من الدول، ولكن كان هناك شائعات أنه ينتقل بين الأسر المالكة، لذلك أطلق عليه "الداء الملكي".
تخثر الدم
يقول استشاري أمراض الدم، الدكتور أحمد بدوي، إن الناعور هو مشكلة تحدث بعامل أو أكثر من المسؤولين عن تخثر الدم، وفي تلك الحالة فإن الشخص المصاب عندما ينزف من أي جرح مهما كان بسيط، فإن الدم لا يتوقف إلا بفعل التدخل الطبي، وذلك لأنه ببساطة لا يتجلط.
مشكلة قديمة
بدأ هذا المرض منذ قرون طويلة، وكان مصير المصابين به هو النزف حتى الموت، ولكن خلال القرن الأخير تم تطوير علاج يعتمد على تخزين "عامل 8"، وهو أحد عوامل تجلط الدم في صورة بلازما أو مكان تحفظ في مكان بارد، ويوضع هذا العلاج على جرح المريض سريعا، والذي يساعده على وقف النزيف.
الاهتمام بمرضى الناعور
حتى سنوات قليلة كان يعتقد العلماء إمكانية التحكم بمرض الناعور، ولكن بسبب حاجة المريض الى نقل الدم بشكل مستمر خاصة عند النزيف لإنقاذ حياته، فقد انتقلت اليهم الكثير من أمراض الدم مثل الإيدز، والفيروسات الكبدية.