أصدر الكاتب البريطاني مايك سميث، كتابا جديدا بعنوان "بوكو حرام من داخل نيجيريا"، في 320 صفحة، ويتطرق فيه إلى أيدلوجية التنظيم الإرهابي وسلوكياته داخل المجتمع الإفريقي.

ويرجع الفضل في إنجاز هذا الكتاب إلى الخبرة الميدانية والمعايشة المباشرة التي أتيحت للمؤلف، بحكم مهنته وممارساته الصحفية في أنحاء شتى من القارة الإفريقية.

وإذ يتابع الكتاب الظروف والملابسات التي واكبت نشأة جماعة بوكو حرام، وجذورها الأصلية في الإقليم الشمالي لنيجيريا، ومعظم سكانه من المسلمين، فإن المؤلف يتعامل مع ظهور المنظمة المذكورة، لا من جانب سلوكياتها المتطرفة، ولكن أيضا من منظور أوسع وأعمق، حيث يعرض وسط هذه الملابسات إلى ما يعانيه أهل هذا الشمال النيجيري المسلم من أحوال الفقر المدقع والتخلف الشديد اقتصاديا وثقافيا، مقارنة في ذلك مع الأحوال الميسورة لسكان جنوب نيجيريا وغالبيتهم من المسيحيين.
 

ويوضح الكتاب كذلك التناقض بين موارد نيجيريا وبين تردي أحوال سكان، وخاصة في ولايات الشمال، وهو تناقض يرجعه المؤلف إلى آفات الفساد السياسي واقتصاد المحاسيب، ما شكّل مرتعا خصبا لقيام واستشراء ظاهرة التنظيمات الإرهابية في أكبر بلد إفريقي من حيث عدد السكان، وأكبر منتج للبترول على صعيد القارة السمراء.

يطعم المؤلف كتابة أيضا بشهادات لمواطنين نيجيريين، عبّروا فيها عن الأسى من وضعهم المتأزم، حين يجدوا أنفسهم محصورين بين عنف الإرهابيين وعنف قوات الأمن الحكومية ذاتها. ولا ينسى كذلك توضيح أن أفكار وشعارات وممارسات بوكو حرام لا تصدر عن المبادئ الإسلامية، بل إنها تستخدم قوة السلاح الغاشم ضد من تقرر مهاجمتهم، فيما تعمل على تجنيد أشد العناصر تعصبا وتطرفا بين صفوفها لكي تشن هجماتها الإرهابية، التي ما برحت تروّع نيجيريا، بالإضافة إلى جاراتها من أقطار وسط وغرب إفريقيا على السواء.