وفاة الأديب الألماني جونتر جراس
صمت منذ ساعات قارع الطبل الصفيح "جونتر جراس" في أحد مستشفيات لوبيك شمال ألمانيا ، أحد أهم الأدباء الألمان المعاصرين عن عمر 87 عاما ،"جراس" من مواليد 16 أكتوبر عام 1927 "ولد في دانتسيج" المعروفة حاليا بـ"جدانسك" ، أُلحتق "جراس"بوحدة قتالية خلال الحرب العالمية الثانية حيث وقع في أسر القوات الأميركية التي احتجزته في معسكر للأسرى ثم أطلقته عام 1946 أي بعد عام من انتهاء الحرب.ودرس فن النحت في مدينة دوسلدورف الألمانية لمدة سنتين ،عمل نحاتا ومصمما ومؤلفا، وتولي رئاسة أكاديمية برلين للفنون.
وقد نالت روايته "الطبل الصفيح" شهرة عالمية كبيرة بعد نشرها عام 1959، وترجم هذا العمل الأدبي إلى لغات عالمية كثيرة من بينها العربية. وتحولت لفيلم عام 1979نال الأوسكار والسعفة الذهبية من إخراج " فولكر شلندروف " وهذه الرواية هي جزء من ثلاثيته المعروفة بـ"ثلاثية دانتسيج" وتضم أيضا روايتي "القط والفأر" (1961) و"سنوات الكلاب" (1963). ومن رواياته المشهورة أيضا "مئويتي" (1999) و"مشية السرطان" (2002).
كتب مسرحيتين، أولاهما "الطهاة الأشرار" (1956) و"الفيضان" (1957)، وأصدر أربع مجموعات شعرية في أعوام 1956 و1960 و1967 و1971،"جراس" كان يصف نفسه بالديناصور كان يهاجم مواقع التواصل الاجتماعي ويقول "إذا كنت تمتلك 500 صديقاً فليس لك أصدقاء"
عام 2012 هاجم جراس ،ذو الإتجاه اليساري، حيازة إسرائيل للقوة العسكرية النووية، وقارنها بإيران، وهاجم حكومات ألمانيا التي قدمت لإسرائيل ست غواصات قادرة على إطلاق صواريخ بولاريس حاملة القنابل النووية. وهاجم الاستيطان الإسرائيلي وذلك في قصة "بقصيدة "ما ينبغي أن يقال"،لاقي "جراس "هجوما كبيراً علي خلفية هذه القصيدة ،واتُهم بمعاداة السامية .يقول "جراس" لماذا أمنع نفسي من تسمية ذلك البلد الآخر/الذي يمتلك ومنذ سنوات -رغم السرية المفروضة- قدرات نووية متنامية/لكن خارج نطاق السيطرة/لأنه لا توجد إمكانية لإجراء مراقبة/السكوت العام عن هذا الواقع/لذي أنطوى تحته صمتي/أحسه الآن كذبة تثقلني وإلزاماً/في الأفق تلوح عقوبة لمن يتجاهلهما/الحكم المألوف: "معاداة السامية"
السفارة الإسرائيلية على قصيدة "جراس" بنشر مقال بنفس العنوان "ما يجب أن يقال"؛ حيث هاجمت الحكومات الأوربية قائلة: "ما يجب أن يقال إن هذا هو التقليد الأوروبي لاتهام اليهود قبل عيد الفصح، وأن دماء اليهود كانت تستخدم في صناعة الخبز، ما يجب أن يقال إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي يجب أن يشكك فيها منذ نشأتها، كما أن لنا الحق في الوجود، نحن نريد أن نعيش في سلام مع جيراننا، ولسنا مستعدين لتحمل الدور الذي يريد جراس وضعنا فيه، ونحاول أن نبذل الجهود لنتصالح مع ماضينا مع الشعب الألماني.