التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 07:00 ص , بتوقيت القاهرة

هل أمر الإسلام بتدمير الثقافات؟

لم تخلو تصريحات الإسلاميين المتشددين من الرغبة في تحطيم الآثار، أو تلميحاتهم بتغيير الثقافات العربية  بسهولة شديدة، فالمتشددون في معظم البلدان عقلوهم مليئة أيضا بأفكار تدمير المتاحف والثقافات والحضارات ولوحظ ذلك كثيرا وكله على شرعهم الذين أحلوه لأنفسهم، "دوت مصر" يطرح السؤال الصعب، هل أمر الإسلام بتدمير الثقافات في العالم؟.


العراق


 شهدت الهجمات ضد ثقافة العراق في الأيام الأخيرة تصعيدا كبيرا، ودمر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" عدد من القطع الثقافية، وهدم متحف الموصل وجريف مدينة نمرود الآشورية القديمة، وقاموا ببث شريطا مصورا يبين تدمير عناصره آثارا قديمة في المتحف.


وحطموا أقفال أكبر مستودع للتعلم في المدينة الواقعة شمالي العراق، وقاموا بتحميل حوالي 2000 كتاب، بما في ذلك قصص الأطفال والشعر والفلسفة، ومجلدات عن الرياضة والصحة والثقافة والعلوم، وذلك في 6 شاحنات من طراز بيك أب، وتركوا النصوص الإسلامية فقط، وفق ما أوردت وكالة "أسوشيتيد برس"، وقالوا أعضاء التنظيم أن هذه الكتب تروج للكفر وتدعو إلى عصيان الله، لذلك سيتم حرقها". 
 



 



مالي


استمرارا لأفكار الإسلاميين المتشددين، قاموا منذ فترة بتدمير أضرحة الأولياء في مدينة "تمبكتو" التي أدرجتها منظمة اليونيسكو في لائحة التراث العالمي المعرض للخطر، بعدما دمروا في مالي ثلاثة مواقع مماثلة.


وذكر شهود العيان فى هذا التوقيت، أن عناصر جماعة أنصار الدين توجهوا إلى مدفن دجينغاريبر "الواقعة جنوب تمبكتو حيث توجد أضرحة (ثلاثة على الأقل، وتوجهوا نحو ضريح الشيخ الكبير وقاموا بتدميره"، وأضاف "لقد هتفوا ..الله أكبر".



 


ليبيا 


لم يختلف الوضع كثيرا عن البلاد التي سبقتها، فالإسلاميون المتشددين  هدموا ضريح شيخ صوفي، يرجع للقرن الخامس عشر في مدينة زليتن الليبية، مستخدمين قنابل وجرافات، في أحدث هجوم في المنطقة على مزارات يصفها البعض بأنها وثنية.


ولم ينته الوضع والقلق على الأماكن الثقافية، فقالت صحيفة "أوبزرفر تنامي" فى تقرير لها، إن هناك  مخاوف بين علماء الآثار من أن خمسة مواقع أثرية فى ليبيا تواجه خطر التدمير على يد إرهابيين، بعد اعتداءات تنظيم "داعش" على مدينتى نمرود والحضر الأثريتين العراقيتين، مشيرة إلى أن مدينة لبدة الكبرى من أبرز المدن الأثرية فى ليبيا، إذ تعود لعصر الإمبراطورية الرومانية.



سوريا 


كان الوضع فى البداية مختلف قليلا، حيث قام تنظيم الدولة الإسلامية أولا بفرض ضريبة الخمس على كل شخص يجد آثاراً في ممتلكاته الخاصة ثم أسس التنظيم شبكات التنقيب التابعة له، ثم بعد ذلك قامت "داعش"  بهدم مسجد فاطمة الزهراء بمحافظة الرقة بسوريا، وعمل التنظيم الإرهابي على تخريب المسجد باستخدام الجرافات فقاموا بهدم أجزاء من مسجد فاطمة الزهراء بذريعة أنها حسينية ومركز لنشر التشيع، وتم حرق جميع المصاحف بالمسجد.




 


مصر


قد حالفها الحظ كثيرا، وهو عدم سيطرة الإسلاميين على الحكم لأكثر من عام، وفي هذا العام الذي حكمت فيه جماعة الإخوان، رأينا الكثير من التصريحات التي يطالب فيها المتشددون بهدم الأهرامات وأبو الهول،  حيث طالب القيادي بالدعوة السلفية مرجان سالم الجوهري في فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي بتحطيم تمثال أبوالهول والأهرامات وكل التماثيل في مصر، وذلك في لقاء له مع قناة "دريم".

وأضاف الجوهري: يجب تحطيم الأصنام والتماثيل التي تمتلئ بها مصر، والمسلمون مكلفون بتطبيق تعاليم الشرع الحكيم، ومنها إزالتها، كما فعلنا بأفغانستان وحطمنا تماثيل بوذا، نحن مكلفون بتحطيم الأصنام وسنحطم تمثال أبوالهول والأهرامات لأنها أصنام وأوثان تعبد من دون الله".



والحادثة الوحيدة التي حدثت في مصر على غرار تلك الواقعة هو عندما قام مجموعة من الجماعة السلفية بالمنوفية، بإشعال النيران بضريح سيدي عز الدين ببندر تلا، مما أدى إلى احتراق الضريح بالكامل وتمكنت قوات الدفاع المدني والإطفاء من السيطرة على ألسنة اللهب قبل امتدادها للمسجد الملاصق للضريح. 



وهذا لم يكن كل مافعل الإسلاميون المتشددين في الثقافات ومايتمنوا أن يفعلوا، ويتبقى لنا السؤال، لماذا يريدوا تحطيم ثقافات الشعوب؟ وهل أمر الإسلام بالقضاء على الثقافة وهدم المساجد والأضرحة وحرق الكتب؟ أم هؤلاء يأتون بدين جديد!