التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 05:57 م , بتوقيت القاهرة

"زكية المفترية" و"سكسكة" و"توحة".. أشهر فتوات النساء

يسير بهيكله الضخم، يكبح المتجبرين، يرعى الكادحين، يسير والناس من حوله يهتفون "اسم الله عليه.. اسم الله عليه.. عاشور الناجي اسم الله عليه"، بالطبع سمعت هذه الهتافات في مسلسل الحرافيش، الذي قام ببطولته الفنان نور الشريف، عاشور الناجي أو حرفوش، الفتوة الذي كان من أبرز فتوات الجمالية والحسين، والذي تناولت سيرته، رواية الأديب العالمي، نجيب محفوظ "الحرافيش".



ومن أشهر الفتوات في ذلك الوقت، هو "إبراهيم كروم"، فتوة حي بولاق، الذي ذهب في يوم ما إلى صاحب السيرك إبراهيم الحلو، وطلب منه "أسد" يركبه ليستقبل به الرئيس جمال عبدالناصر، في أثناء عودته من مؤتمر بالهند، لكن الحلو رفض خوفا على الناس .


و"زكي الصرفي" أشهر فتوات الحسنية، وكان يشتهر بكلبه الضخم الذي كان يسير به ليلا، ولا يستطيع الخروج في ذلك الوقت من منزله، خوفا من الصرفي.


لم يقتصر "عالم الفتوات" على الرجال فقط، بل كان هناك فتوات من النساء أيضا، اللاتي يهابهن الرجل والنساء، فهل تعرف من هم أشهر فتوات النساء؟ 


"سكسكة"


"أم سيد" فتوة الجيزة الشهيرة بـ"سكسكة"، كانت سيدة قوية يخشاها الجميع، وتحولت إلى أسطورة، تسكن في شارع أبو هريرة بالجيزة، حيث يوجد هناك سوق البرسيم، الذي كان يتردد عليه الكثير من التجار، وكان يوجد المعلم مرسي صاحب القهوة المشهور في تلك المنطقة، وهو زوج سكسكة.


كان المقهى ملتقى فتوات القاهرة والجيزة، حيث كانوا يقضون فيه سهراتهم التي تمتد إلى الساعات الأولى من الصباح، وبعد وفاة زوجها تولت سكسكة  إدارة المقهى، وكانت فارعة الطول، قوية الجسم، ولها عضلات تمكنها من التغلب على من يقف أمامها.


ترتدي "سكسكة" الصديري والجلباب البلدي الرجالي، والكوفية مثل التجار الكبار المعروفين بلقب المعلمين، وكانت تمسك بيدها عصا طويلة "شومة".
أخذت توسع نشاطها حيث استأجرت مع آخرين أرض السوق من الحكومة، وتؤجرها للمترددين على السوق من تجار الدواجن والغلال والأقمشة، وكان من يمتنع عن دفع الإيجار لها تعاقبه.


"المعلمة? ?زكية? المفترية"


بالطبع سمعت هذا الاسم من قبل، يتداوله الناس ويطلقونه على المرأة القادرة والقوية، لكن الحقيقة، المعلمة زكية المفترية، شخصية حقيقية، فهي فتوة سوق الخضار? ?وحي? ?المناصرة،? وهي ?سمراء? ?سمينة الجسم واسعة العينين، مفتولة العضلات، قصيرة القامة وكبيرة الرأس.? 


"توحة?"


فتوة حي? ?المطرية?، والتي عرفت من خلال معركة شهيرة أغلقت على أثرها أبواب المنازل والدكاكين، حيث قامت بضرب خمسة رجال وسيدتين وكانت تمشي في الشارع وبيدها سكين، ولا يستطيع أحد على التعرض لها، فقد كان يخافها الكبير والصغير من الرجال والنساء، ويقولون إن ابنتها تزوجت رجل كويتي.


كما نجد "مجانص الدهل" السيدة التي دخلت السجن في قضية مشاجرة انتهت بالموت، و"فتوة شر الطريق" كما تسميها الجيارة بمصر القديمة، واسمها الحقيقي "كيداهم"، وهناك أيضا "نفتالين بلية" و"مهبولة الشوارع" فهي تجيد استخدام المطواة قرن الغزال، وتتقن رياضة الكونغ فو، و"عزيزة الفحلة".


"المعلمة نجاح "


هي من أشهر فتوة مصر القديمة وبالتحديد في منطقة الجيارة التي تمتد من محطة مترو الملك الصالح حتي موقف السيدة عائشة التي تشتهر بتجارة المخدارات، حيث أشتهرت المعلمة نجاح بتجارة الكيف "المخدرات" وكان يعمل معها أولادها .


حيث كانت زوجة المعلم "أبو سريع" أحد أشهر تجار المخدرات بالمنطقة في التسعينيات وصارت الآن بشهرته في منطقة تسمى «السكر والليمون»، وتنافس المعلمة نجاح في الشهرة المعلمة "بياضة" والتي تشتهر ببيع الحشيش في منطقة ورشة البلاط، لكن حجم تجارتها أقل بكثير من المعلمة نجاح.



أشهر النساء التي لعبت دور الفتوة في السينما


اذا انتقلنا من فتوات الشارع إلي الفتوات في شاشة السينما، قد يكون هناك تشابه بينهم في الشر ولكن الاختلافات كثيرة؛ ولعل من أبرز هذه الاختلافات "الشكل" دائما نتخيل بأن الفتوة هو شخص بشع الهيئة.


ولكن في السينما من جسدنا شخصيات الفتوة من النساء كانوا يتمتعن بجمال الشكل والجسد ايضا، وكانت دائما ما تكون محبوبة من كل الرجال بينما في الواقع تكون "الفتوة" مصدر رعب للجميع الرجال والنساء ويبتعدون عنها في محاولة لإتقاء شرها.


تحية كاريوكا


أشهر من قدمت دور المعلمة الفتوة هي الراحلة تحية كاريوكا التي يذكر لها دورها في أفلام المعلمة 1958، إخراج حسن رضا،  وسمارة 1956، إخراج حسن الصيفي، ودورها في فيلم شباب امرأة "1956، إخراج صلاح أبو سيف" الذي جسدت فيه شخصية المعلمة شفاعات، رمز الأنوثة والغواية.



حيث برعت الفنانة تحية كاريوكا في أداء دورها في فيلم "المعلمة" كانت تجسد دور المعلمة توحة التي كانت تمثل دور سيدة قوية زوجت المعلم عباس ويحاول صديقه المعلم حافظ الذي يلعب عليها ويفرق بينها وبين زوجها.


فايزة عبد الجواد


وهي أشهر كومبارس لعبت دور الفتوة في السينما المصرية، وهي صاحبة مقهى بعرة في شارع عماد الدين وسط القاهرة، والتي بدأت رحلتها في السينما في فيلم تمر حنة أمام رشدي أباظة ونعيمة عاكف " 1957، إخراج حسين فوزي".



حيث ساعدتها ملامحها كثيرا في وجودها في قالب واحد وهو السيدة القوية ابنة البلد الشعبية، كما كان لملامحها الشرسة التي توحي بالقوة وغلاظة القلب والقسوة أثرًا في قيامها بدور عضو في عصابة في بعض الأفلام، واكتشفها الفنان رشدي أباظة أثناء تصوير فيلم "تمر حنة"، وكانت من ضمن سكان المنطقة الذين يشاهدون تصوير الفيلم.


عبلة كامل


حيث جسدت شخصية الفتوة والبلطجة والمرأة القوية، في فيلم "خالتي فرنسا "2004، إخراج علي رجب، التي تقوم بدور فرنسا التي يتم تأجيرها من قبل الناس من أجل أعمال البلطجة وجلب الاموال من الناس بالقوة .



وهكذا انتهت أسطورة "عالم الفتوات" التي لم تقتصر فقط على الرجال ولكن شملت النساء التي حققت شهرة أوسع من الرجال في هذه المهنة، وبعد أن تحول مسار المهنة من حماية الناس وجلب الحقوق للضعفاء والمساكين، إلى أعمال البلطجة وتحقيق مصالح شخصية على حساب المواطنين.