البِطاقَة تحِب اللَّمَة!
عارف "فرانك ماكنمارا"؟.. ده يا سيدي ابن اللعيبة اللي افتَكس فكرة بطاقة الائتمان ("الكريدت كارد" بالخواجاتى يعني).. قبل "ماكنمارا" البطاقات دي كانت غلبانة وبنت حلال.. عشان كان استخدامها الوحيد هو السَلَف من البنك.. لغاية ما ابن اللعيبة "ماكنمارا" كان قاعد يتعشى في مطعم، واكتشَف إنه نسي محفظته في البيت.. قوم زي ما "نيوتن" اكتشَف الجاذبية من التفاحة اللي وقعت على دماغُه.. "ماكنمارا" اكتشَف فكرة بطاقة الائتمان من الكَبسَة اللي وقعت على دماغُه.
الراجِل بقى قال لك ليه البطاقة دي تقتَصِر على السَلَف من البنك مباشرة بس، لما ممكن نلَبِّسَك في الحيط أكتر ونخليك تستِلف من أي حد في أي حتة في أي وقت؟
الكلام ده كان سنة 1949.. ومن ساعتها ابتدى العالم كله يتحول تدريجيًا لبطاقات الائتمان.. طبيعي جدًا.. يعني مين العبيط ده اللي مش عايز يشتري أي حاجة في أي وقت ويحاسِب بعدين؟
المشكلة بقى لما يجي وقت الحساب اللي بعدين ده.. لأن النتيجة الحتمية لكونك مش بتطلع فلوس من جيبك أنك مش بتحِس صرفت كام وفاضل في جيبك كام.. فـ سيادتك بتقعد تصرِف تصرِف تصرِف لغاية ما البطاقة ترجَع لجنابك متصفَّرَة.. يعني مخلَّصة الحد الائتماني اللي البنك سامح لسيادتك بيه.. يعني اتفضل حاسِب على المشاريب يا برنس.. وحاسِب على الفوايد كمان يا زعيم.
ولا تكونش فاكر إن البنك حايسلِّفك طمعًا في رضاك عن نظامُه الائتماني؟.
ويا سلام بقى لو كان معاك أكتر من بطاقة ائتمان.. ماهي أصل البطاقة تحب اللَّمَة!.. وكل ما البنك يعرض عليك بطاقة تقول كمااان.. فينتهي بيك الأمر مش ملاحق تسدد أي بطاقة فيهم.
البنوك طبعًا فاهمة نمط الزبون الاستهلاكي وفاهمة أن البطاقة لازم تصيبه بهستيريا الشِرا والصَرف بدون تفكير.. وعشان كده طول الوقت تطاردك ببطاقة وبعديها بطاقة إضافية وبعديها بطاقة إضافية للإضافية وهكذا.. بعد دروس كتيرة في أهمية تجنُب التكويش على بطاقات الائتمان اتعلمت أقول للبنك "شكرًا مش عايزة" مهما كانت الإغراءات.. ده غير إني اكتسبت مهارة المناورة مع موظفين البنوك والخروج من الفخ ده بسلام.. وإليك عزيزي هذه المناورة البسيطة لكيفية النجاة من فَخ تكويم بطاقات الائتمان.
- ألو... الأستاذة أميرة فؤاد؟
- أيوة.
- الأستاذة أميرة أحمد فؤاد؟
- آه والله.
- الـ...
- أميرة أحمد فؤاد عثمان حسن.. اللي بعده بقى!!
- معاكي يا فندم "حسام" من بنك ***
- أهلاً وسهلاً...
- معانا يا فندم مفاجأة لحضرتك بصفتك من عملاء البنك المميزين.
- خير اللهم اجعله خير؟!
- بطاقة ائتمان جديدة بتمكنك من زيادة حدك الائتماني للضِعف.
- هي دي المفاجأة؟ ده أنا ولا ليك عليا يمين عايزة أرجَّع لكم البطاقة القديمة.
- لأ فيه مفاجأة كمان.. لو صرفتي 2000 جنيه أو أكثر من البطاقة الجديدة ممكن تفوزى معانا برحلة لأسبانيا.
- لا والله؟!!
- والله
- هو حضرتك بتكلمني من البنك ولا من الكُشك اللى قدّامه؟!
- لا من البنك يا فندم
- وبيانات البطاقة القديمة بتاعتي مش قدامك؟
- قدامى يا فندم.
- ويا ترى شايف إنها مديونة ب 10000 جنيه؟
- شايف يا فندم بس دي بتاريخ قديم.. العرض ساري على البطاقة الجديدة وخلال الشهر ده بس.
- بجد؟ يعني عايزني أزود المديونية الشهر ده عشان أطلع رحلة؟
- ماحضرتك حاتسدديها على أقساط.
- يعني بدل ما أدفع الألفين جنيه دي قسط المديونية حاصرِفها وازود بيها المديونية؟
- يعني حضرتك مش عايزة تدخلي معانا السحب على الرحلة؟
- يعني أنا لو دخلت السحب على الرحلة حاكسبها؟
- احتمال كبير طبعًا.
- هي مصاريف الرحلة دي كام.
- يعني حوالي 25000 جنيه.
- خلاص تاهت ولقيناها.
- يعني أسجل اسم حضرتك فى السَحب.
- لأ أنا عندى فكرة أجمل حاتسعد جميع الأطراف.
- اتفضلى طبعًا.
- دلوقتى أنا عليا 10000 جنيه للبنك والبنك عايز يهاديني برحلة قيمتها 25000 جنيه صح؟
- أيوة.
- خلاص يبقى البنك يخصم الـ 10000 جنيه اللي عليا من تَمَن الرحلة ويحتفظ بال 15000 اللي فاضلة هدية مني ليه.
- ...(تيت... تيت... تيت).
ودي كانت آخر مرة البنك يفكر يرفع سماعة التليفون عشان يعرض عليا بطاقات ائتمان.. مش عارفة ليه؟!