خميس العهد.. ماذا حدث في ليلة العشاء الأخير؟
التاريخ الديني للمسيحيين مليء بالقصص التي لا يعرفها الكثيرون من أصحاب الديانات المختلفة. وتحل، اليوم الخميس، مناسبة "خميس العهد"، الذي التقى فيه المسيح أو "يسوع" مع تلاميذه لآخر مرة.
"دوت مصر" يعرفك على "خميس العهد"، الذي صادف العشاء الأخير، وماذا أوصى به المسيح قبيل أن يذهب:
الخميس المقدس
"خميس العهد" ويعرف أيضا بـ"الخميس المقدس" أو "الخميس الأسرار"، وهو عيد مسيحي أو يوم مقدس يسبق عيد الفصح، وهو ذكرى العشاء الأخير للمسيح مع تلاميذه "وفقًا للإنجيل الكنسي". وهو اليوم الذي غسل فيه يسوع أرجل تلاميذه، ووعظ فيهم بأن يحبوا بعضهم البعض، كما أحبهم هو وترك لهم وصيته. ويقوم الكاهن في كثير من الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذكسية بغسل أرجل المصلين، ورشمهم بالزيت.
أيضًا في يوم خميس العهد، تم القبض على يسوع ليلاً بعد خيانة يهوذا له، وتسليمه لليهود ومحاكمته بتهمة التجديف، وفقًا للرواية المسيحية.
خميس العهد هو اليوم الخامس من أسبوع الآلام، يسبقه "أربعاء البصخة"، وتليه "الجمعة العظيمة". يقع تاريخ هذا اليوم دائما بين 19 مارس و22 أبريل. لكن هذه التواريخ تقع في أيام مختلفة، اعتمادا على ما إذا إستُخدم "الغريغوري" أو "التقويم اليولياني".
ولأن الكنائس الشرقية عموما تستخدم التقويم اليولياني، يكون الاحتفال بالعيد على مدى الـ21 قرن الماضين، بين 1 أبريل و5 مايو في التقويم الميلادي "الغريغوري" الأكثر شيوعًا.
طقس يهودي
استذكارًا لليلة خروجهم من مصر، يقيم اليهود حسب شريعة موسى في أول "أيام الفطير"، عشاء خاصا يتناولون فيه خبزا فطيرا، لأن أسلافهم ليلة الخروج، لم يجدوا الوقت لتخمير الخبز فأكلوه فطيرًا.
هذه المناسبة، احتفل بها المسيح مع التلاميذ الاثني عشر في القدس. وبعد أن تناولوا العشاء، قدّم المسيح الخبز على أنه جسده، وكأس النبيذ على أنها دمه، وطلب استذكار هذا الحدث إلى أن يأتي ثانية، مؤسسًا بذلك القداس الإلهي وسر القربان.
العشاء الأخير
حَفل العشاء الأخير بالعديد من الأحداث، فقد تنبأ يسوع أن يهوذا سيخونه، وأن بطرس سينكره ثلاث مرات قبل صياح الديك، وقدّم خطبته الأخيرة للتلاميذ، والتي تدون بشيء من التفصيل في إنجيل يوحنا "التلميذ الذي كان متكئًا على حضن يسوع خلال العشاء" حسب التقليد.
ركّز يسوع في هذه الخطبة، على المحبة، معتبرًا إياها العلامة الفارقة، قائلا: "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي، إن كنتم تحبون بعضكم بعضًا".
وكان يسوع قد بدأ العشاء بأن غسل أقدام التلاميذ حسب عادة العبيد، ليعلمهم بالفعل لا بالقول فقط، الاتضاع والعطاء وروح الخدمة. وكان الختام بتلاوة المزامير المرتبطة تقليديًا بعيد الفصح، حسب ما يذكر إنجيل "متّى".
بعد العشاء، غادر يسوع ومعه التلاميذ إلى خارج المدينة نحو جبل الزيتون، حيث كان يمضي أغلب وقته، وفي الجثمانية، أخذ معه بطرس وابنا زبدي، ثم انفرد بنفسه لكي يصلي، وأعلن عن حزنه وظهر له ملاك من السماء يشدده؛ وعندما فرغ من صلاته، عاد إلى التلاميذ، فوجدهم نيام، وبعد برهة قصيرة، حضر يهوذا الإسخريوطي برفقة حرس الهيكل وجند رومان وعدد من الشيوخ، وكانت العلاقة المتفق عليها بين يهوذا والجند، أن من يقبله يكون هو المطلوب اعتقاله، وإذا قبّله، حاول بطرس الدفاع عنه وقطع أذن عبد رئيس الكهنة "ملخس"، فأعادها يسوع بمعجزة، وفي حين هرب القسم الأكبر من التلاميذ، سيق يسوع إلى مقر رئيس الكهنة.