التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 01:54 ص , بتوقيت القاهرة

تجربة قيادة BMW الفئة السادسة الجديدة في البرتغال

قطعت نحو 3800 كيلومتر بالطائرة خلال 7 ساعات من القاهرة إلى لشبونة، لقطع مسافة 200 كيلومتر مع هذه السيارة، ولست الوحيد، فهناك كثيرون جاءوا من أماكن أبعد، مثل: تايلاند وتايوان والصين ومختلف بلاد آسيا والبلدان الأوروبية.


كانت لشبونة في البرتغال، هي وجهة العديد من صحفيي السيارات حول العالم خلال الأسابيع الماضية، لتلبية دعوة BMW العالمية، للمشاركة في أول تجربة قيادة للصحافة عالميا للسيارتين الجديدتين من الفئة السادسة، والفئة الأولى على مدار يومين.


قضيت ليلة في لشبونة، وفي الصباح شاهدنا أسطول سيارات الفئة السادسة، الجاهز لاختبارات الصحفيين، وكنا في موقع يطل على كوبري فاسكو دي جاما، الذي يقطع النهر بمسافة 17 كيلومترا بشكل مستقيم، وهو ما سيكون ضمن مسارنا مع الفئة السادسة.



جربت الفئة السادسة المكشوفة "650i"، المزودة بمحرك ذو 8 أسطوانات على شكل حرف "V"، بسعة 4400 سي سي، وقوة 450 حصانا، وهو المحرك المزود بتكنولوجيا TwinPower Turbo مزود بشاحنين توربينيين.



لحسن حظنا، كان يوما مشمسا في المدينة ذات المناخ المتقلب بفعل المحيط الأطلنطي، فخلال يوم واحد من الممكن أن ترى جميع الفصول داخل لشبونة، لكن بمجرد شعورنا بالشمس، كان أول ما فعلته هو فتح السقف، للاستمتاع بتجربة قيادة إحدى أفضل السيارات المكشوفة على الإطلاق.



وجهتنا كانت إلى خارج لشبونة، تحديدا مدينة سيتوبال في الجنوب، التي تبعد نحو 73 كيلومترا فقط، يمكن قطعهم خلال ساعة و15 دقيقة، نظرا لوجود العديد من المنحنيات القاسية بالطريق، كان الجزء الأول هو الأسرع من الطريق بسرعة قصوى 120 كيلومترا في الساعة، وكان ما لاحظته هو العزل الجيد للسيارة بفضل تصميمها، وتصميم مسارات سير الهواء على جسمها، فحتى في أثناء فتح السقف والسير على سرعة 120 كيلومترا في الساعة، لا تحتاج لرفع صوتك على الإطلاق للمشاركة في محادثة مع مجاوريك، حتى أن نظام التحكم في المناخ داخل المقصورة، سيضبط درجة الحرارة في أثناء فتح السقف مع تشغيل الهواء الساخن، إذا لزم الأمر، فلم أشعر بالبرد في أثناء القيادة بسرعة في يوم بارد بسيارة ذات سقف مفتوح.



سكان "سيتوبال" يبلغ عددهم نحو 121 ألف نسمة، والذي يعد قليلا، لكن تصميم السيارة ولونها كانا جديرين بلفت أنظار كثير منهم في أثناء سيرنا، فقد حصلت الفئة السادسة الجديدة على تصميم جديد لعدة أجزاء من مقدمة السيارة، أضافت لها حدة أكثر، وساعدت على تحسين أيروديناميكية السيارة.


كما أضيف نظام إضاءة بالمصابيح الأمامية LED بالكامل، مع خاصية التحكم أوتوماتيكيا في شدة الضوء، وخفضه عند وجود سيارات في الاتجاه المعاكس.



السيارة كبيرة الحجم، فطولها يبلغ 4894 مللم، وعرضها 1894 مللم، وارتفاعها 1365، وقد يبدو للوهلة الأولى خاصة مع قوة المحرك، أن إخراج الأداء الرياضي من هذه السيارة مع الحفاظ عليها تحت السيطرة سيكون صعبا، لكن الأمر لم يكن كذلك، ومع خروجنا من الطرق السريعة وصعودنا للطرق المتعرجة البطيئة بالتلال بين لشبونة والبرتغال، بدأ المحيط في الظهور، وبدأ الضغط داخل أذني في التغير، لصعودنا المستمر فوق سطح البحر.



ديناميكية القيادة



رغم حجمها الكبير وقوة محركها، إلا أن السيارة إحدى أسهل السيارات في القيادة على الإطلاق، فمبدئيا هناك خاصية Active Steering، للتحكم في زوايا انحراف العجلات حسب موقف وسرعة القيادة، وذلك ليس للعجلات الأمامية فقط، ولكنه يغير أيضا اتجاه العجلات الخلفية بمقدار ثلاث درجات، وعلى الجانب الآخر، فنظام Dynamic Damper Control لتعليق السيارة، يعطيك إحساسا دائما بالثبات والراحة، حيث يتحكم في أداء نظام التعليق حسب موقف القيادة.



على الجانب الآخر، فأنت لا تحتاج بشكل فعلي إلى رفع عينيك عن الطريق، خاصة إن كنت تقود على أحد التلال المطلة على المحيط، بفضل وجود عرض للبيانات على الزجاج الأمامي، أو خاصية Head-up Display، فعلى الزجاج الأمامي تعرض لك السيارة المسافة المتبقية للانعطاف يمينا أو يسارا، بالاتصال مع نظام الملاحة، كما تعرض السرعة القصوى للطريق الذي تسير عليه وسرعتك الحالية، ويظهر على الزجاج الأمامي، إذا ما كنت تمر بمنطقة تستطيع فيها تخطي السيارة السائرة أمامك أم لا، وعند ضبط ذلك، تستطيع أيضا عرض بيانات النظام الترفيهي للسيارة، والأرقام المسجلة على الهاتف.



هذا من ناحية البيانات، أم من ناحية القيادة، فوجود بدالات لنقل الحركة خلف عجلة القيادة، يجعل القيادة سهلة ويقودك لفعل لا شيء سوى الاستمتاع بالقيادة بالمعنى الحرفي، فمع وجود منحنى كل 50 مترا تصل زوايا بعضهم إلى أكثر ما يقارب 180 درجة، تتسارع مع السيارة التي تصل من الثبات إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة خلال 4.6 ثانية فقط حتى تصل للمنحنى التالي، فتخفض النفلات بالبدالات خلف عجلة القيادة لتصل للتروس الأكبر لتعبر المنحنى وتتسارع من جديد في طريق ذو حارتين كل منهما في إتجاه معاكس، يصعدان للأعلى في إطلالة على المحيط، مع عمل أنظمة الثبات ونظام التعليق الديناميكي ونظام Active Steering في الكواليس.



قد يبدو ذلك التعريف المثالي لجملة Sheer Driving Pleasure التي تقترن بعلامة BMW الألمانية، فهو ما تشعره فعلا في أثناء قيادة سيارة مثلها على هذا الطريق الذي يخرج أفضل ما فيها، ورغم روعة المشهد بأداء السيارة والطبيعة الساحرة للطريق، فإنه ينقصه Soundtrack أو بعض الموسيقى المحببة في الخلفية، هذه الموسيقى هي صوت مخرج العادم الرياضي الجديد بالفئة السادسة، فالسيارة مزودة بنظام صوتي من Bang & Olufsen الرائدة بتجهيزات الصوتيات، ما يغريك لتشغيل أغانيك المفضلة والاستمتاع بها على الطريق مع السقف المفتوح.


لكن مع الفئة السادسة ستجد نفسك تمد يدك لتخفيض صوت النظام الصوتي المبهر، والاستمتاع بصوت مخرج العادم الرياضي، والذي ستسمعه بشكل أكبر على لفات محرك أعلى عند القيادة على وضعيات قيادة ECO PRO أو Comfort، أو في جميع الحالات عند القيادة علي وضعيات Sport أو Sport+، وهو ما يقودنا إلى الديناميكية الكبيرة في أنظمة قيادة الفئة السادسة الجديدة، وهو الأمر المعروف عن سيارات BMW بشكل عام.



يمكن قيادة الفئة السادسة على عدة أوضاع حسب رغبة السائق، فالوضع الأول Sport+، هو وضع رياضي مع عدم تشغيل بعض أنظمة دعم القيادة، لكنه ليس الأفضل للقيادة على الطرق المليئة بالمنحنيات على أي حال، ووضعية Sport، التي يُضبط فيها المحرك وناقل الحركة ذي الثمان نقلات ونظام التعليق ومخرج العادم للأداء الرياضي الأمثل، ووضعية Comfort التي يتم بها ضبط مختلف أنظمة السيارة من أجل ظروف القيادة العادية.


وأخيرا وضعية ECO PRO المميزة من BMW، التي تهدف لتوفير القدر الأكبر من الطاقة، بخفض الاستهلاك بشكل عام من مختلف أجزاء السيارة المستهلكة للطاقة حتى التكييف، مع عمل خاصية Coasting التي تفصل المحرك عن ناقل الحركة حتى تتحرك السيارة دون التعرض لفرملة المحرك، طالما أن السائق لم يضغط على الفرامل أو على بدال الوقود للتسارع.


ويبلغ متوسط استهلاك السيارة للوقود 8.9 لتر لكل 100 كيلومتر، وهو معدل جيد جدا عند النظر لحجم المحرك وأداء السيارة، وتزود السيارة بخاصية Start/Stop التي تبطل عمل المحرك عند التوقف مؤقتا وتشغيله مرة أخرى أوتوماتيكيا عند الرغبة في الحركة، لتوفير الوقود.


قد السيارة ودَع العالم يتبعك




من خلال BMW ConnectedDrive تستطيع التواصل مع العالم في أثناء قيادتك من خلال عدة تطبيقات لمواقع التواصل الاجتماعي ومحركات بحث الإنترنت، فتستطيع الوصول إلى صفحتك الخاصة على موقع "فيس بوك" أو "تويتر" أو البحث عن شيء معين على جوجل، من خلال شريحة نقل بيانات رقمية مدمجة بالسيارة مشابهة لتلك التي يتم تركيبها في الأجهزة اللوحية، ومن خلال مركز التطبيقات الخاص بعلامة BMW تستطيع تحميل تطبيقات أكثر لدعم تجربة القيادة والترفيه، كما تستطيع تشغيل محطات راديو الإنترنت والوصول لأغانيك المفضلة بعدد يفوق 24 مليون أغنية تستطيع الوصول إليها من خلال ConnectedDrive، بتحكم سهل من وحدة iDrive التي تعمل باللمس.



وصلنا الآن إلى الجزء الأخير في تجربة القيادة، وهو عبور كوبري فاسكو دي جاما الموصل إلى لشبونة، 17 كيلومترا في خط مستقيم، وهنا يكمن التحدي الأكبر، وهو عدم الحصول على غرامة لتخطي السرعة القصوى، فهو ليس بالشيء السهل أن تقود سيارة بقوة 450 حصانا على خط مستقيم يمتد لـ17 كيلومترا! سائق متهور قد ينتهي به الأمر بصورة تذكارية بجميع كاميرات الرادار في البرتغال مع الفئة السادسة.


لكن خواص مثل Active Cruise Control تجعل ذلك أسهل، فيمكنك تحديد السرعة القصوى للسيارة والتي كانت في حالتنا 120 كيلومترا في الساعة على كوبري فاسكو دي جاما، وسيتم إبطاء السيارة ذاتيا في حالة ما إذا أبطأ السائق الموجود أمامك، ثم ستتسارع ذاتيا مجددا عندما يسرع دون أن تتخطى السرعة القصوى، وفي السرعات الأقل (حتى 60 كيلومترا في الساعة)، تفعل السيارة خاصية نظام التحذير من التصادم سواء مع السيارات أو المارة، وهو نظام مزود بإمكانية تفعيل الفرامل ذاتيا.



في اختبار قيادتنا بالبرتغال للفئة السادسة المكشوفة لمسنا بشكل كبير ما وصل إليه الصانع البافاري من تطور في العديد من العوامل، التي تؤثر بشكل نهائي في تجربة القيادة، فكل شيء ديناميكي يعيد ضبط نفسه حسب حالة الطريق ورغبة السائق، التواصل ومعدلات الأمان ترتفع بسقف المنافسة، متعة القيادة الموجودة بهذه السيارة جاهزة للانطلاق على أي طريق وأي مكان، فهي سيارة تجعل لسائقها وجهة جديدة سيقصدها دائما: السيارة ذاتها!


هذا المحتوى مقدم من موقع التوكيل