التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 12:36 م , بتوقيت القاهرة

غزوات الفيس بوك وحواديت أغرب عن فان ديزل (5)

انتهينا في الحدوتة الرابعة بخيط حدوتة أخيرة عن علاقة ديزل بالفيس بوك. وهى الحدوتة التي تمثل أهم ما يميزه عن زملائه.

يتابع صفحته الرسمية حاليا ما يقرب من 90 مليون مُعجب. ويحتل بهذا الرقم الصدارة وسط ممثلي هوليوود. والمركز الرابع في ترتيب المشاهير عامة، بعد لاعب الكرة كريستيانو رونالدو، والمطربة شاكيرا وزميلها إيمينيم. أقرب الممثلين له ويل سميث، برصيد يقترب من 73  مليون متابع.

في لقاء صحفي، تحدث ديزل عن سر نجاحه في الفيس بوك بنفس طبيعته المرحة، مؤكدا أنه لا توجد أسرار. وكل ما هنالك، أنه ببساطة يدير ويكتب كل حرف يظهر في الصفحة بنفسه. وكل ما يفعله من وجهة نظره، هو مجرد تواصل منتظم مع المعجبين، مضمونه (أحبكم جميعا).

الوصف دقيق بالفعل، لكن لا يخلو من تواضع ذكي. لأن ما يفعله ديزل في الصفحة باستمرار قمة في الذكاء لدرجة تستحق الدراسة. ديزل لا يدير التواصل بطريقة (أنا نجم - اليكم بعض الصور - هذه من افتتاح فيلمي - الفيلم حاليا رقم 1 في شباك التذاكر - شاهدوا إعلان الفيلم القادم.. الخ).

كل بوست يكتبه ديزل، يحتوي على عناصر قوة وتميز. ويخلق فعلا درجة من الحميمية، لأنه يعامل الجمهور كصديق وشريك. مهاراته وبساطته في الكتابة والتواصل، تعادل ربما مهاراته كممثل!

بالاضافة الى بوست الإعلان المبكر الذكي عن مشروعه  Hannibal the Conqueror  الذي تحدثنا عنه في المقال السابق، سأكتفي بمثالين أخرين من صفحته:

 

أ - مارس 2014
زيارة لمكتبة اسكندرية في مصر، أعقبها صورة لطيفة مع مجموعة من الجميلات. الى هنا الأمر عادي. نجم في زيارة لمكان ما في العالم، لكن تأمل النص المكتوب نفسه.

يفتتح تعليقه على الصورة، بمقطع يخص طفولته في نيويورك وذكرياته. هذا يخلق تواصل عامة مع كل قارىء يملك ذكريات مماثلة. وتواصل أكبر مع سكان نيويورك بالأخص.

المقطع الثاني يخص عمله الذي يخلص له (أزور العالم للبحث وللتحضير لفيلمي عن هانيبال). هذا مقطع يضيف لرصيده عند القارىء (الاجتهاد والمثابرة). ويضيف أيضا حميمية مبكرة مع الفيلم. نحن الأن كمتابعين للصفحة، مرتبطين عاطفيا بذكريات مع العمل، قبل أن يتم تصوير أى مقطع منه. ويختتم البوست بمقطع خفيف مرح:
"اذا ذهبتم الى هناك اخبروهم أنكم من طرف الجنرال".
اخبرني الأن، كيف يمكنك أن لا تحب الصفحة وصاحبها، ولماذا؟! 

 

ب - رجلان اسمهما بول - مارس 2014
الصورة بعد وفاة الممثل بول ووكر المأساوية في حادث. وفي نفس الفترة التي شهدت استعداد طاقم فيلم Furious 7 للعودة للعمل، بعد توقف شهور بسبب الوفاة. على اليمين بول توأم ديزل. وبجواره بول ووكر، الذي يناديه ديزل بلقب بابلو.  

المقطع الأول والثاني حميمي وعائلي جدا (والدتي وزميلي وتوأمي وعلاقتنا المترابطة جدا). ثم يواصل بعدها بمقاطع قصيرة وذكية، لكل منها معنى مهم:

1 - أنا ممتن لصفحتنا (لاحظ أنه يخاطبنا كشركاء فيها لا زوار). 
2 - لقد كانت الملاذ طيلة شهور (أستمد بوجودكم عزيمتي لاستكمال الفيلم). 
3 - سنحتاجكم كلكم (أحتاجكم فرد فرد).
4 - لاستكمال الفيلم السابع (عشرة طويلة تربطنا كلنا سويا كعائلة مع السلسلة).
5 - الرحلة صعبة جدا بالنسبة لي لكنها الأهم في مشواري (أفتقد بول وأفعل ذلك لذكراه).

البوست ككل مؤثر وصادق وبسيط، بدون بكائيات أو فقرات دراما رخيصة مفتعلة. ونادرا ما أجد على صفحته بوست آلي تقليدي يفتقد للحرارة، بنفس الشكل الذي أجده في صفحات النجوم، التي يدير أغلبها فريق مختص بدلا منهم. حتى عندما يضع صورة بدون تعليق، ستجد في الصورة نفسها رسالة من نفس النوع، تغني عن أى تعليق.

 

اذا تأملت عشوائيا نشاطه على الصفحة، ستجد مثلث شروط شبة ثابت:
1 - البوست لا يتعلق بفان ديزل فقط. يوجد باستمرار (أخر - أخرون). وفي النص المكتوب، يجعلهم ديزل على قدم المساواة معه في الأهمية، ان لم يجعلهم أهم أحيانا.
2 - ربط واضح ومباشر بفيلم أو مشروع محدد. وتوضيح قدر ما من الجهد أو التركيز، المبذول في هذا العمل.
3 - جانب ما (عاطفي - روحاني - انساني). 
 
لا يهوى ديزل اقحام أطفاله في نطاق الاعلام، ويتمنى لهم حياة هادئة بعيدة عن هذة الفوضى. لكنه كسر هذة القاعدة وحرص على وجودهم معه، أثناء تدشين نجمته في شارع النجوم في 2013. برفقة صديقته وأمهم بالوما جيمنز، عارضة الأزياء المكسيكية. وبحضور أمه ووالده بالتبني، أصحاب الفضل الأول عليه كما يؤكد في كل تكريم. 

يذكرني ديزل عادة منذ ظهوره أواخر التسعينات حتى الأن، بنجوم الثمانينات من نوعية (بروس ويليس - شوارزنجر - ميل جيبسون). عندما كان النجم الذكر، يضخ حضور وذكورة وقوة على الشاشة طوال العرض!

ووسط أعماله السينمائية وبالأخص شخصية دومينيك توريتو، وسلوكياته هو نفسه كشخص، ونشاطه على الفيس بوك، توجد لمسة صدق ووفاء ما مقنعة، تترك بخصوصه انطباع الشخص (الجدع).

نجم بسلسلة وشخصية تنافس أبطال الكوميكس من حيث الايرادات(1). رائد من رواد السوشيال ميديا، سيتم تسجيل اسمه في التاريخ، كأحد أوائل من وظفوها بشكل جيد(2). منتج ذكي أنقذ شخصيات وأعاد الحياة لسلاسل أوشكت على الموت(3). ممثل طموح لم تستغل هوليوود قدراته كلها بعد(4). ديزل عصارة مواصفات كثيرة ممتازة، جعلته يستحق عن جدارة مساحة 5 مقالات كاملة.

 

ولهذة الأسباب وغيرها، استحق أيضا شعبية وجماهيرية غير مسبوقة في مصر، لدرجة أصبح من العادي معها، أن تقابل أحد أصدقاءك على صفحته الرسمية!.. بالاضافة الى سيل لا ينقطع من الدعابات والكوميكس على الصفحات المصرية، المرتبطة بأدواره وصوره.

هل تعرف حدوتة اختيار اسمه الحالي، بدلا من اسمه الأصلي (مارك سنكلير فنسنت)؟
المقطع الأول من اسمه اختصار (فنسنت). والمقطع الثاني (ديزل)، هو اللقب الذي كان يناديه به أصدقائه أثناء عمله كمراهق في النوادي وصالات الرقص. وانتقل معه أيضا الى صالات تدريب الجيم.

اختاروا له لقب (ديزل) للدلالة أن طاقته كبيرة ووقوده لا ينفذ أبدا.    

لمتابعة الكاتب