تعرف على الأميرة "ياسودورا" أم بوذا
الأم دائما تضحي من أجل أبنائها، حتى لو تعلق الأمر بالسلطة والشرف الرفيع، كما حدث تماما مع "بوذا" ووالدته، "دوت مصر" يعرفك على قصة تنصيب بوذا، وكيف استقبلت والدته الأميرة ياسودورا الخبر بمنتهى الرضا.
تنتمى الأميرة Yasodhara "ياسودورا" لعشيرة ملكية تدعى "كولياس"، وكان والدها ملكا يدعى "سابابودا"، ووالدتها الملكة "باميثا"، وهي واحدة من أبناء عمومة الأمير "سيداثا"، ويعني اسم Yasodhara "حاملة المجيد" في اللغة السنسكريتية "yasas" يعني المُمجّد.
في السادسة عشرة من عمرها تزوجت "ياسودورا" من ابن عمها الأمير "سيداثا"، وأنجبا في وقت لاحق ابنهما الوحيد الأمير "راهولا"، والذي أصبح بوذا فيما بعد.
وتقول الأسطورة إن الأميرة "ياسودورا" قالت إنها لم تذهب لتكريم ابنها بعد التنوير، وأنها وحدها جلست في غرفتها تفكر في مستقبل ابنها، وحدثت نفسها "لقد كنت وفية لسيدي في إشارة إلى الإله الذي عبدته، وبالتأكيد إذا كانت هناك أي فضيلة لبوذا فستلحق بي".
ومع ذلك ذهب بوذا إلى غرفة والدته، بصحبة اثنين من التلاميذ، وفي الحال سجدت له الأم واضعة رأسها على كاحليه، وعبرت عن إجلالها ورغبتها في أن تكون داعية لمنهجه وطلبت منه أن يسمح لها بدخول نظام الراهبات والمساهمة في نصح الآخرين، ونفت انزعاجها من تتويج ابنها.
عاشت "ياسودورا" في دير الراهبات بعد ذلك، وعملت على مساعدة النساء الأخريات وتعليمهن الشريعة البوذية، وكيفية التخلص من المعاناة والوصول إلى "التنوير" بالمفهوم البوذي، حتى أصبحت كبيرة الراهبات وتمكنت من تحقيق قوى خارقة هائلة في العقل وقدرة على تحمل أي نوع من الألم في الجسم.
توفيت ياسودورا قبل ابنها بوذا، وهي في عمر الـ78، وقبل وفاتها منحها بوذا إجازة لتكون سيدة الراهبات، وتميزت بكونها شخصية هادئة ممتثلة للفضائل والصفات النبيلة، ولكن مع ذلك عانت بشدة من ازدراء الناس لها والتقليل من شأنها، ظنا منهم أنها تفتقر للحكمة والمهارات.